عرب جورنال :زيارة المرتزق العليمي للمهرة.. السحر ينقلب على الساحر السعودي
في حين كان كثيرون يتوقعون وصول المرتزق رشاد العليمي إلى مدينة عدن المحتله، بعد زيارته لمحافظة المهرة المحتلة، عاد الأخير إلى العاصمة السعودية الرياض، والتي يقيم فيها منذ أشهر.
زيارة رئيس ما يسمى مجلس القيادة (المشكل سعوديا) إلى محافظة المهرة المحتلة ، لم تكن كما أريد لها، فقد تسببت الزيارة نفسها، وتصريحات الزائر، بموجة استياء عارمة في المحافظة وخارجها.
وتفصيلا، قدّم المرتزق العليمي محافظة المهرة، شرقي اليمن، كمنفذ رئيسي للتهريب، حيث أكد أن معظم التهريب للأسلحة والمخدرات يتم عبر هذه المحافظة، رغم استباب الأمن فيها بشكل كبير، مقارنة بالمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة أدوات التحالف.
على إثر ذلك، انطلقت حملات إعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدين تصريحات المرتزق العليمي، وتطالبه بالاعتذار، وأيضا بمغادرة المحافظة.
لم يتوقف الأمر عند الحملات الإعلامية في السوشيال ميديا، بل تجاوزه إلى خروج تظاهرات في عاصمة المحافظة، للمطالبة بمغادرة المرتزق العليمي.
أكثر من ذلك، قام عدد من المواطنين بتمزيق يافطات الإعلانات المعلقة حول تدشين مشاريع أعلن عنها المرتزق العليمي خلال زيارته الأخيرة.
كانت المشاريع المزعومة ضمن الرسالة التي أرادت السعودية إيصالها إلى ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال العليمي.
تعتبر السعودية محافظة المهرة المحتلة من مناطق نفوذها، وتقف بقوة ضد أي تمدد عسكري للمجلس إليها، في سياق صراع النفوذ بينها وبين الإمارات العربية المتحدة.
كانت زيارة المرتزق العليمي لها قد جاءت بعد يوم من حادثة محاصرة قوات تابعة لما يسمى مجلس قصر معاشيق في عدن بعد ساعات من وصول المرتزق معين عبد الملك إليه.
وعلى ما يبدو، لم تنجح السعودية، من خلال المشاريع المعلنة، في استمالة أبناء محافظة المهرة. الأمر هنا لا يتعلق فقط بالاستياء من تصريحات المرتزق العليمي حول التهريب، وإنما أيضا بموقفهم الثابت من السعودية التي يعتبرون قواتها المتواجدة داخل المحافظة قوات احتلال.
منذ سنوات، تنظم لجنة اعتصام المهرة السلمية، فعاليات مختلفة ضد الاحتلال السعودي ـ الإماراتي للمحافظة. يقود هذه اللجنة الشيخ علي سالم الحريزي صاحب الثقل القبلي والشعبي الكبير في المهرة.
وقد حضر الحريزي بموقفه من تصريحات المرتزق رشاد العليمي الأخيرة وزيارته للمحافظة، حيث أكد أن المرتزق العليمي ليس شرعيا، كونه معينا من قبل السعودية، ولم يُنتخب.
كما أكد الحريزي أن الحوثي ليس عدوا، والعدو ـ بحسبه ـ هو من يحتل المهرة حاليا. في إشارة إلى السعودية والإمارات. وإلى جانب ذلك، اتهم الحريزي العليمي وأعضاء ما يسمى مجلس القيادة بالعمالة للخارج المتآمر على اليمن.
خلاصة:
إلى جانب أن المرتزق رشاد العليمي خيَّب آمال من ينتظرون عودته إلى مدينة عدن، كانت زياراته إلى محافظة المهرة المحتلة مخيبة لآمال السعودية التي أرادت تحقيق مكاسب معينة من خلالها.
استطاع أبناء محافظة المهرة المحتلة إيصال رسالتهم حول زيارة المرتزق العليمي على أكمل وجه، وذلك من خلال تأكيدهم على أن المهرة يمنية ولن تكون خاضعة لنفوذ السعودية أو ما يسمى المجلس الانتقالي.
* المصدر: موقع عرب جورنال