عبدالله محمد النعمي يكتب عن :جبهة الجهاد المسلح لصد الغزاة والمحتلين التي اصبحت متعة شباب اليمن ..
عين الحقيقة / عبدالله محمد النعمي
فمن حالفه الحظ واستطاع ان يجتاز كل الموانع والضغوطات الاسرية والمرضية ، ويلتحق بالجبهات ، فمعناه انه قد تمكن من تحقيق رغبته التي طالما ظل يبحث عنها .
واذا لم يحالف الحظ احدهم ، وشعر بانك تحول بينه وبين اللحاق ببقية اخوته لصغر سنه مثلا او لمرضه ، فانه يشعر بالالم والحسرة ، ويجلس مبرطم وزعلان ، ويعتقد في داخل كيانه انك قد فضلت بقية اخوته وسمحت لهم بالذهاب للقتال والجهاد في حين حرمته من ذلك .
وكأن إخوته قد ذهبوا للترفيه والتسلية في احدى الحدائق ، ولم يذهبوا للموت ..
احكي لكم حالة ولدي كميل حفظه الله وبارك فيه ، فمنذ عام تقريبا وهو يترجاني ويتوسل الي في الإذن له باللحاق بأخويه عقيل وزكريا ، والإتصال بالمشرف العسكري ليقبله مقاتلا ، ويشارك في القتال والدفاع وصد العدو ..
حاولت اقناعه ان عمره مايزال صغيرا ، لم يبلغ الخامسة عشر وبالتالي لن يقبله المشرف في الجبهة ..
فقال لي اتصل لهم يقبلوني في اللحاق بالدورة العسكرية ، ويخلوني عندهم لوما يقتنعوا بمشاركتي في القتال ..
وبدلا من ان يخاف عندما يعلم باستشهاد اخيه زكريا فقد زاد شوقا وعشقا وتلهفا للحاق بالجبهة ..
وهذا الاسلوب هو الطريق الذي مارسه الشهيد زكريا سلام الله عليه، غير ان زكريا قد تخطى روتين الإذن ، ورتب لنفسه ، وتواصل والتحق بالدورة العسكرية حتى تخرج والتحق بجبهة الشرف والبطولة ثم ارتقى شهيدا .
بينما كميل يحاول ان لايذهب الا بصك الرضا والموافقة ….
مع اني اعلم انه سينفد صبره ، وسيفك الرباط ويلتحق برفاقه ، ولايمنعه حاليا من تنفيذ ذلك سوا انه سيرجع خائبا لصغر سنه ، ولمعرفته المسبقه انهم لن يقبلوه مهما بذل وحاول ..
كميل وزكريا وقبلهما عقيل ، مجرد نماذج بسيطة لآلاف الامثلة والنماذج ..
كان الشباب في الماضي يحاولون التهرب من التجنيد الاجباري ، ويسيروا يستخرجوا احكام وحيد اسرة بالمغالطة وشهادات الزور ، في سبيل اعفائهم من اللحاق بالجيش والامن ..
فأين تذهبون ياال سعود من هذا الجيل الذي يعشق الشهادة اشد من عشقكم البقاء في ردهات قصوركم ؟؟
ويشتاق للقائكم وقتالكم اكثر من اشتياقكم للاختلاء بنسائكم واهلكم .