عبدالحميد تاج الدين يتسائل ويجيب من المتسبب ؟
في إطار النظرة المثالية للأمور وتفاصيلها ، نتحدث عن هذا السؤال ! والا فالشرح يطول لما يجري وما نحن فيه في هذه الحقبة من التاريخ ، لكن لننظر بسطحية شديدة أو بالأصح مجاراة لبعض العقول ،
يتردد هذاالسؤال وأمثاله كثيراً على الألسنة لذوي التفكير المحدود والبسيط دون ان يسترجعوا التاريخ القريب والسنين والشهورالماضية ليعرفوا كل شي ، وبالأخص من مؤيدي وأنصارالعدوان الظالم على بلادهم ،
قبل أن تسألوا راجعوا ضمائركم قليلاً وانعشوا ذاكرتكم المحنطة التي تنسى وتتناسى – عمدا – كل ما يدينها ،
كم حذرنا مراراً بأن الأمور التي كانت تحدث ليست في صالح الجميع ولا مجيب لتحذيرنا ونداءانا ،
حين كنتم تقفون مع الظالمين في حروبهم العبثية في الشمال والجنوب ، ماذا كان توقعكم لمصيرنا جميعاً ?
حين كنتم تؤيدون وتصفقون لحروب ظالمة ضد اخوة لنا في شمال الشمال فقط لأنهم يؤمنون بفكرة وشعار ويصرخون به ! ، حين كنتم تصفقون لكل المصائب التي حلّت بمناطقهم من حرب ظلومة وكل هذا لأنهم زوراً وبهتاناً يسبون الصحابة ! ، أم صفقتم لقتلهم لإنهم روافض ويحللون المتعة !!? أم صفقتم لقتلهم لأنهم إماميون !!
أم و أم ? والقائمة تطول ! للمسميات والأعذار والأكاذيب والسخافات ! ،
كنا نقول مراراً يكفي وكفي شحن طائفي مقزز فلا مكان لهذه المسميات عندنا فهي من صنع الأعداء ، فلم تصدقوا ،
قلنا مراراً يكفي تحريض من على المنابر كل صلاة وكل جمعة عليهم باللعن والتكفير والتشهير ، واستباحة الدماء !
قلنا مراراً ، تعايشوا ولا تنجروا ل ألاعيب الصهاينة في تفريق الجسد الواحد لكل بلد عربي ،
قلنا مرارً ابحثوا عن أسباب كل احتقان بدون عداوة مفرطة مشحونة بالكراهية والطائفية التي كنتم تتلقونها يومياً من الإعلام بشكل متواصل ومدروس ! ،
قلنا مرارً مهما كان اعتقاد الشخص أو فكره ، فهذا ليس ابداً المسوغ لقتاله بجيش او بغيره في اطار ما تسمى الدولة ! .
قلنا مراراً لا تفرقوا بين الناس بالعداوات الوهمية المذهبية والتحريض في الوسائا الاعلامية والمساجد والمراكز والجمعيات ،
أفرزتم وانتجتم شباباً ممسوخ ومشوه فكرياً يذهب ليقاتل اخوة له ويصنع التفجيرات في عقر دارهم فقط لأنهم يخالفونه ببعض جزئيات الاذان والصلاة !! .
خضتم حروباً كثيرة مكلفة وباهضة ضدهم تحت مسميات عديدة وبدعم هائل من جيران اليمن ، وكل هذا لأجل ماذا ?
نفرّتم الناس منهم واعتبرتموهم مخلوقات فضائية لاتعقل ولا تفكر ولا دين لهم ولا حياة ك بقية البشر !! .
تعرضوا للحروب الكثيرة والعمليات الارهابية مع كل مناسبة عفوية يفعلونها ، وتعرضوا للتقطعات والقتل على الهوية رجالاً ونساءا في اغلب الطرق المرتبطة بشمال الشمال ! ، وانتم صامتون ! ، تجند الالاف من الطائشون من كل محافظة وذهبوا للجهاد هناك ضد الروافض ! ونصرة لطلاب علم أجانب ادعيتم انهم يتعرضون للظلم ! وفي نهايتها تظهر انها قصه وحكاية بأيدي مشائخ مرتبطون بالخارج ولا يعنيهم وطنتم بشي ! ،
مارستم عليهم التظليل والتزييف دائماً مع كل توسع فكري لهم وضد كل من يتأثر بفكرهم ولو كان من الهند ! ،
اغتلتم كوادرهم مرات ومرات ، واستبحتم دمائهم سراً وعلانية وكل هذا من أجل ماذا ??
رأيتم بأم اعينكم كيف تجاوزوا كل المحن عندهم وكيف كانوا يدافعون عن وجودهم وقضيتهم ومظلوميتهم بكل شجاعه ! ، وها انتم ترون بأم أعينكم الئ أين وصلوا ! ، فكراً وقناعة وثبات والتفاف المجتمع حول القضية الأم التي ناضلوا منذ البداية لأجلها وكانوا لايزالون بعدد الاصابع !! ،
لم تتعظوا وتفهموا سنن الله في الأرض أبداً، ولا تعرفوا منها الا مسميات درستموها وكفى ! .
ما الذي كنتم تتوقعون أن يفعلوه وأن يصلوا اليه بعد كل ما ذكرت وهو جزء يسير من ما هو أعظم ?
ما الذي كنتم تتوقعوه ان يحل بالبلد حين طردوا ولفظوا زمرة العمالة والنفاق والفساد والارهاب الديني العسكري الى خارج الوطن ?
هل كنتم تنتظرون الورود تتساقط من السماء ?
تطلبون الشي وحين يتحقق تتذمرون من نتائجة وكأنكم لاتدركون التبعات ?
وهم ومدينتهم ليسوا في الجنة الآن وكما تشاهدوا لايزالون الأكثر تعرضاً لهمجية العدوان الظالم وينالون النصيب الأعظم من جرم العدو وبشاعته في كل ساعة ! ،
من أوصلنا لهذا ?
هم عملاء الخارج في الداخل ، من فخخ البلد بالمرتزقة والفساد والتحريض والارهاب والإجرام وأدخله في كل مؤسسة وكل مصلحة خدمة للظالمين من خارج بلدنا الحبيب وهم معروفون وأشهر من نار على علم ، ويكفي استغفال لعقولكم قبل عقول الآخرين ، وما غير ذلك الا نتائج نضجت بتركنا لكل تلك البشاعة أن تنضج ! .
وها نحن اليوم بفضل الشعث الغبر ، نشق الطريق – وبتضحيات عظيمة- نحو المجد والاستقلال ضد زمرة الظالمين في العالم كله .