عامان وميدان الاستبسال يتحدث عن الرجال.

صحيفة الحقيقة/ صادق البهكلي

بانتهاء يوم السادس والعشرين من مارس 2017م يكون قد بلغ العدوان الاجرامي على اليمن مرحلة الفطام ويكون قد أضاف الصمود اليمني إلى صفحات تاريخه الطويل عامين اضافيين.

عامان وميدان النزال يتحدث، وزمان الرجال يكتب والتاريخ يعيد تذكير نفسه، يمنيون يبعثون أمجادهم ليقرأها العالم من جديد ومن ميدان الحدث وبالصوت والصورة، ومثلما كانوا بالأمس تحت قيادة رسول الله على بوابة العاصمة الإسلامية الأولى يتصدون لجحافل الغزو وحثالة الارتزاق فهم اليوم على البوابة الجنوبية للجزيرة العربية يتصدون لقوى الغزو والاستعمار وعرب الخيانة والغدر..

عامان وهل رضي رجال الله الميامين إلا كشف الكثير من سوءات الكثير من المفسدين في الأرض من رؤساء دول، وقادة جيوش، ملوك وأمراء، عرب وعجم ووضعهم أمام الرأي العام العالمي كمجرد مرتزقة يرتشون على أبواب الخيانة والختل.

عامان وبسواعد أولي البأس الشديد سقطت أبراج الدجل، وتعرت أقنعة الزيف ومن بان كي مون إلى شيخ الأزهر وقائمة الخزي والعار تنوء بحملها الثقيل.

عامان والشعب اليمني الأصيل يقدم دروسا في الرجولة والبطولة، وآيات الصمود والثبات، ومن الميدان يقدم معاني الحرية والتضحية، وقيم العزة والإباء.

عامان انتصرت فيهما المظلومية، وتبت يدا الاستكبار وانكسر قرن الشيطان، ورأى المستضعفون قبح الإجرام الأمريكي وسفالة الأمم المتحدة، ونذالة الأنظمة العربية وخذلان المسلمين. ورأى اليمنيون كم هي عظمة المعية مع الله سبحانه.

عامان من الوجع والقسوة والظلم أيقظا المارد اليمني من غيبوبة الثقة المفرطة في اللاشيء، والركون إلى ما ليس موجود، والتعويل على الوهم. فلم يكن هناك من خيار سوى تحدي المستحيل ولو كان الثمن باهضاً فإن الانكسار والخور هو المستحيل بعينة في القاموس اليمني.. فلانت لعزمهم الجبال، وذلت لصمودهم الصعاب، وانكسرت أمامهم العقبات فكان للزلزال وقاهر صدى بأس اليمنيين وكان للصمود وبركان في الميدان القول المبين، وكان لقاصف وراصد النبأ اليقين.

عامان انتهيا وشعب اليمن العظيم يقتحم العام الثالث بصمود مضاعف، وعزم أقوى وتحدٍ لا ينكسر وإصرار على النصر مهما كانت التضحيات فإلى الميدان ينفر الرجال وعلى العدو أن يستعد لجولة (فشرد بهم من خلفهم) ومن كتب علينا القتال سيكتب لنا النصر، وهو الذي { مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ }.

والسلام على أهل العزم.. ورجال الله وجنوده الصامدين والمستبسلين وعلى الشعب اليمني المضحي الصابر ورحمة الله على الشهداء الأبرار وبركاته على الجرحى الصابرين.