«عاصفة الحزم» فصلها الأخير.. السعودية.. بداية النهاية
بدأت رحلة النهاية للنظام السعودي عام 2011 مع بدء ما يسمى الثورة السورية (الإرهاب في سورية) عندما ظنت الحكومة السعودية أن دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية سوف يسقط الحكومة السورية، وفي العام نفسه قمعت السعودية ودول خليجية الثورة في البحرين ظناً منها أنها تحمي أمنها القومي لمنع امتداد ما يسمى «الربيع العربي» إلى أراضيها وشعبها، واستمرت السعودية في طريق النهاية حتى كتبت الفصل الأخير لنهايتها فيما سمته «عاصفة الحزم» التي عصفت بالسعودية حكومة وشعباً.
قبل نهاية عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعام واحد كان العرب والمسلمون ينظرون إلى السعودية وشعبها بمنظور الدولة الإسلامية والشعب المحافظ دينياً واجتماعياً والداعمين للعرب والمسلمين، حيث كانت الحكومة السعودية ظاهرها حسن وباطنها سيئ غدار، تحيك المؤامرات والفتن ضد العرب والمسلمين بالخفاء، وكانت الحكومة السعودية تتستر برداء الدين عن مساوئها، وكانت الشعوب العربية تأخذ الأمور الظاهرة ومغيبة عن الأمور الباطنية.
انكشاف الحقائق
الحكومة السعودية التي كانت تدعي محاربة التطرف الإسلامي والتنظيمات الإرهابية، ومحاربة الطائفية والعنصرية، أظهرت حقيقتها مع بدء «الأزمة السورية» و»الأزمة العراقية»، حيث صدحت منابر المساجد في السعودية بأبشع عبارات الطائفية والعنصرية والدعوة لقتل كل من يختلف معهم: «انصروا إخوانكم السنة ضد الرافضة والمجوس والنصيرية والعلوية».
نصبت الخيام في كل مدينة وكل قرية سعودية يدعون فيها الناس إلى ما يسمى «الجهاد في سورية». فتحت أبواب السجون لكل من عليه حكم بالإعدام ليذهب إلى ما يسمى «الجهاد في سورية». فتحت الحسابات البنكية في البنوك السعودية الحكومية والأهلية لجمع التبرعات لدعم التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق تحت شعار «محاربة الرافضة والمجوس والنصيرية والعلوية».
أما في البحرين، وبعد نجاح الثورة واقترابها من إسقاط النظام البحريني، تدخلت السعودية لقمع الثورة في البحرين تحت عنوان «لن يحكم الشيعة دولة خليجية»، وارتكبت أبشع الجرائم ضد الشعب البحريني، بالقتل والتنكيل والاعتقالات والتعذيب وقمعت الثورة وسجنت رموزها وأعدمت شبابها وتحرشت بنسائها.
وفي 26 مارس 2015 كتبت السعودية الفصل الأخير من نهايتها بإعلان الحرب على اليمن تحت عنوان «عاصفة الحزم»، حرب دموية قتل فيها آلاف الأبرياء من المدنيين بينهم نساء وأطفال، ومازالت هذه المجازر مستمرة حتى يومنا هذا، وبذلك انكشفت حقيقة السعودية التي تدعي أنها الدولة الإسلامية التي تدافع عن الإسلام والمسلمين بينما هي تقتل المسلمين وتنشر الفتن الطائفية بينهم ليقتل بعضهم بعضا باسم الإسلام.
اعتقدت السعودية أنها وبالإمكانيات العسكرية التي لديها والتحالف والدعم الدولي ستستطيع أن تسيطر وتحتل اليمن خلال أسبوعين وبذلك تعيده تحت الوصاية السعودية الأمريكية؛ لكنها فوجئت بالمقاومة في اليمن وظهور مشروع المسيرة القرآنية الذي التف حوله أكثرية أبناء اليمن الأحرار.
في بداية عدوانها على اليمن استهانت السعودية وتحالفها الدولي باليمن وقدرات الشعب اليمني في مواجهة العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي «الإسرائيلي»، حتى وصلت الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية إلى قصور الرياض وجدة ومصافي النفط في عدة مناطق حساسة في العمق السعودي.
حرب اليمن تسببت بانهيار الاقتصاد السعودي ووضعت النظام السعودي على قائمة الإرهاب لارتكابه جرائم حرب في حق اليمنيين، حيث استهدف المدنيين والنساء والأطفال في اليمن بغارات جوية مستخدما قنابل محرمة دولياً.
عجزت السعودية عن التصدي للمقاومة اليمنية التي امتدت وتوسعت وشكلت دولة قوية أصبحت مصنعة عسكرياً، التف حولها الشعب اليمني ودعمها بالمال والأنفس من أجل تحقيق استقلالية اليمن والحفاظ على وحدته وسيادته.
لم تترك لها حليفاً أو صديقاً
لم يكتفِ النظام السعودي بتدمير الأنظمة العربية بل توجه إلى خلق العداوة ونشر الفتن بين الشعوب العربية، لكنها ارتدت عليه وجعلته منبوذاً من جميع الشعوب العربية والإسلامية، فقد شاهدنا كيف وظف النظام السعودي جيوشه الإلكترونية والإعلامية الرسمية وغير الرسمية في محاربة الشعوب العربية والإسلامية والترويج للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني وتهوين وتسفيه انتصارات فصائل المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان واليمن، وأيضاً في الترويج للهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني، حتى دولة الكويت لم تسلم من النظام السعودي ومحاولاته فرض الوصاية عليها، وأيضاً استحواذه على آبار النفط المشتركة بين البلدين في الخفجي عبر إثارة الفتنة بين الشعبين السعودي والكويتي.
أما في لبنان، فلم يكتفِ النظام السعودي بمحاربة خصومه هناك، بل نكل حتى بحلفائه التاريخيين وغدر بهم واعتقل بعضهم واعتدى عليهم بالضرب والتشهير بهم، وعمل على زرع الفتنة بين حلفائه في لبنان وجعلهم أعداء متناحرين فيما بينهم، مما جعل شوكة خصوم النظام السعودي في لبنان أقوى.
أما سلطنة عُمان فقد ضاقت ذرعاً بضغوطات النظام السعودي عليها لفرض سياسته الخارجية عليها، مما جعل الشعب العُماني ينفجر في وجه سياسة النظام السعودي، خصوصا في الملف اليمني، حيث وقف الشعب العُماني مع اليمن وضد العدوان السعودي عليها.
أما في البحرين فقد قتل النظام السعودي الكثير من أبنائه ونسائه واعتقل وعذب وأعدم وقمع ثورة الشعب البحريني ضد الظلم والطغيان، وهو ما جعل الشعب البحريني أكثر الناس عداوة للنظام السعودي. قطر أيضاً لم يسلم شعبها من مكائن الإعلام السعودي وجيوشه الإلكترونية التي هتكت أعراض القطريين وأساءت إلى كل مكونات الشعب القطري وحاصرته وقطعت عنه كل السبل حتى وصل الأمر إلى منع المواطنين القطريين من الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة.
أما في العراق فقد سالت الدماء وقتلت الأطفال والرجال والشيوخ واغتصبت النساء وقتلت وبقرت بطون النساء الحوامل بتمويل سعودي وأسلحة سعودية وإرهابيين سعوديين. وفي سورية فإن النظام السعودي موّل وجند كل الإرهابيين في العالم لقتل السوريين واستباحة دمائهم وقتل أطفالهم ونسائهم واغتصاب النساء والأطفال وتشريدهم من وطنهم.
نتوقف هنا لنسأل الشعوب العربية: هل تقبلون بأن تشاهدوا السعوديين (موظفي النظام السعودي ومواليه) يتجولون في شوارع أوطانكم بعد كل هذه الدماء التي سفكوها والأعراض التي انتهكوها والفتن التي نشروها بينكم لتقتلوا بعضكم بعضاً؟!
أعتقد أن الغالبية سيكون جوابهم: لا، وبالتالي فإن كل الشعوب العربية والإسلامية -وبعد أن تهدأ موجة الاضطرابات والحروب- ستتجه إلى إنهاء وجود النظام السعودي، والقضاء على الإرهاب السعودي في الدول العربية والإسلامية.
*علي هاشم – معارض سعودي من الأحساء