عاصفة الحزم ستجعلنا جميعاً ( أنصار الله )
الحقيقة | مقالات |
عاصفة الحزم ستجعلنا جميعاً ( أنصار الله )
بقلم / وجدي علي الصراري
كروش الخليج اليوم تسقي الأرض نفطاً و دماً ، لتنبت في ارضنا أشجار البندقيات ، وتقطف من تفاحات شعبنا ما يملئ لها سلات الديناميت .
هذه المعركة لم تكن مستحدثة بالشكل الذي تبدوا لكم من الوهلة الأولى ، أنها معركة مؤجلة فقط و كانت قادمة لا محالة ، تبرز مظاهر تبيتها منذ البداية ومنذ تفجر ثورة الـ 11 من فبراير في عام 2011 م ، فموقف المملكة كان واضحاً تماماً من رغبة الشعب اليمني أو للمزيد من الدقة من حاجة الشعب اليمني لعملية التغيير الإجتماعي و الراديكالي لنظام الحكم و الإنتاج الإجتماعي بشكل كامل ، ولهذا ظهرت مواقف المملكة من الثورة ومع النظام ، ثم ظهرت المبادرة الخليجية التي تظهر الرغبة في السيطرة على التغيير الإجتماعي بما يتناسب مع مصالح الإمبريالية العالمية و نفوذهم ( الكلونيالي ) على اليمن .
ما الذي قد يبرر هذا التدخل السافر مثلاً ، على الشأن الداخلي اليمني ؟
ما الذي سيزيده الحوار المراد خوضه في الرياض و الذي رفض تماماً من قبل بعض القوى السياسية ؟
ألم تشعروا ولو لوهلة ، أن حواراً في الرياض لن يخرج لنا الا بمبادرة خليجية آخرى ، لتحفظ هذه الأخيرة نفس السياسة و المصالح التي تمنع عملية التغيير الإجتماعي في اليمن و تحافظ على مجمل المصالح التي تقف ورائها الإمبريالية العالمية و قوى الاستكبار ؟
فما الذي سيزيده حوار الرياض للتعقيد الحالي مثلاً أيها المنتفخون بالنفط و المتخمون بـ ( الكبسة ) ؟
الآن ومع هذا التطور الخطير كلنا نصير ( أنصار الله ) ، أن انصار الله أو هادي أو عفاش أو مهما كانت المسميات هي عناصر يمنية ونحن نمتلكها ولنا الحق الكامل في الاختلاف معها أو الاتفاق أو حتى الاقتتال ، فهذا شأن داخلي تماماً ، وعلى ضوء مخرجات هذا الصراع الاجتماعي يمكن لاي كان ان يتخاطب مع اليمنيين عبر أدوات السلطة التي ستنتجها التناقضات الداخلية ، و ليس بفرض أدوات السلطة التي تتناسب مع قوى الخارج ، فالخارج أيها ( المطبلون ) للقصف لن يأتي ليحررنا لـ ( سواد عيوننا ) كما يقال ، و لكن من أجل مصالحة التي تتعارض تماماً مع حراك اليمن الإجتماعي و مصالحة الوطنية .
إن حل مشاكلنا الداخلية الراهنة الآن ، كان التخلي عن مجمل خيارات الخارج في حل أزمتنا الداخلية ، فعندما نتخلص من تأثير هذه القوى سنجد شرعية حقيقية للعبور من مضيق هذه المرحلة ، وهذه الشرعية ستعبر عن المصالح الطبقية و السياسية لمجمل طبقات المجتمع الثورية ولكنكم بالعمل الجبان الذي تقومون به تربطوننا بمفهوم قوميتنا و تقومون بإصلاح مفهوم هويتنا الوطنية الجامعة التي تتصادم تماماً في النهاية مع مجمل مصالحكم المقيتة في البلاد ، في النهاية الوحدة الوطنية التي تصنعونها بعدائكم لنا ستضعنا في خندق واحد كطرف في صراع قد لا تنتهي حكايته معكم ، كوننا مكون موجود على الخريطة ولنا مصالح إقتصادية سنضطر للدفاع عنها أو تأسيسها ،و عندما تكونون بالنقيض مع خياراتنا الوطنية سنعرف أي التحالفات الدولية يقف على خط مصالحنا الاقتصادية و الاجتماعية و ستبعدوننا عنكم كشعب ومكونات إجتماعية ، و بالضرورة سنقف في أحد المعسكرين التي لا تكونون جزءاً منها لانكم من قتلتمونا و حطمتم منازلنا و على رؤوس أطفالنا و نسائنا ، فلا مهرب لنا في النهاية من مجمل هذه التناقضات التي تخوضون معركتكم معنا على أساسها .