عاشوراء.. ثورةٌ لا تموت..بقلم/سند الصيادي
يحيي اليمنيون ذكرى ثورة عاشوراء، استدعاءً لقيمها وَمدلولاتها العظيمة كثورة حياة وعزة وكرامة وإباء، وعطاء ووفاء وبناء، ثورة انطلقت لإصلاح وَتحقيق العدالة والحرية، فيها انتصر الدم على السيف، ثورةٌ تجاوزت سقفها الزمني لتبقى ثورة حية خالدة ذات أهداف سامية، قادتها مبادئ وقيم ومواقف وتضحيات قائدها الإمام الحسين، وما يشكّله هذا الثائرُ من كمال لقيم الفضيلة، ناهيك عن كونه الامتدادَ الطبيعي لفكر وَرسالة جده الرسول الأعظم (ص)، كيف لا وَقد قال عنه “حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً”؟!.
بهذه الأبعاد تحيا الثورة الحسينية، ومخطئٌ من يعتقد أن في إحيائها استدعاء لأحقاد أَو نبشاً عبثياً لماضٍ، ومن حاول إطفاء شعلتها بتوصيفات طائفية أَو مذهبية، إنما نحييها بدوافع الخَلاص لحاضرنا وَمستقبلنا من كُـلّ ظلم أَو استعباد لكرامة أنفسنا وَأوطاننا، ولهذا تبقى ثورة عاشوراء أنموذجاً حياً ونبراساً لكل الأحرار والشرفاء في العالم في كُـلّ مكان وزمان.
وحين نتحدث عن القُدوة التي يمكن أن نقتديَ بها وَنقدمها لأجيالنا القادمة، فَـإنَّ الإمام الحسين هو روح العطاء والأمل والإصلاح والتغيير والثورة والصمود والصبر والتضحية لكل البشر، أنموذج يتجاوز المسلمين ليستلهم منه كُـلّ أحرار العالم المواقف والبطولات والتضحيات على طريق العدالة وَمقارعة الذل والهوان والقهر والاستبداد والفساد.
وفي هذه المناسبة يسلط الضوء على فكر وتضحيات القائد البطل الحُر الشهيد الثائر الإمام الحسين وترسيخ مبادئ ثورته.
ومن مسيرتها الخالدة يستلهم الشموخ والكرامة والبطولة والإباء وتحمل المسؤولية ورفض الظلم والظالمين والفساد والمفسدين، ومبايعة سيد الشهداء للسير على منهجه، وإحياء ذكره وترديد اسمه وأقواله، ولكي تتعرف الأجيال الجديدة على أهداف الإمام الحسين -عليه السلام- ومعرفة الأسباب لخروجه في وجه الظلم والاستبداد والفساد، وأخذ النساء والأطفال معه، والتضحية بأرواح الأحبة من أبناء وأقرباء وأصحاب، بعزة وإباء.
ومن الضروري في زمن المواجهة للعدوان والحصار أن نربط بين الماضي والحاضر، وَاستمرار أعداء الحق والعدل والحرية والكرامة في مساعيهم لإطفاء كُـلّ ثورة مضت على ذات القيم الحسينية، هذا يفسر انزعَـاجهم من ذكرها؛ لأَنَّهم يستشعرون مخاطر بقائها كمنهج وَقائد على واقع حكمهم وَتسلطهم وَاستكبارهم، هم يجدون في الحسين خطراً، وَنرى فيه زلزالاً يهز عروش حكمهم.
السلام عليك يا سيد الشهداء يا أبا الأحرار، وَيا قُدوة الثائرين.