لم يكن حضورُ آل البيت عليهم السلام، في حياة المجتمع الإسلامي، حضورًا عاديًّا أَو هامشيًّا، بل كان حضورًا مركَزيًّا إيجابيًّا فاعلًا، انتصر للدين، وتفانى في خدمة ونصح الأُمَّــة، حَيثُ تصدروا مواقف البطولة والتضحية والفداء، ليرسموا بذلك أرقى وأنصع النماذج الإنسانية، فكرًا وأخلاقًا وسلوكًا، وهذا ما جعل دورهم أَسَاسيًّا ومحوريًّا، لا يمكن تجاهله أَو التغاضي أَو الاستغناء عنه؛ وهو ما حفظه لهم التاريخ -رغم المحاذير ومقصات الرقابة السياسية- إلى يومنا هذا، فأصبحوا منارا للاهتداء والاقتدَاء، ونماذج إنسانية راقية، تتسنم ذروة الكمال البشري، وكذلك كان الإمام الحسين عليه السلام، في مقامات عظمته، وقداسة حضوره ودوره.
من هو الحسين عليه السلام؟
إن القيام بمراجعة بسيطة في مقام الإمام الحسين (ع)، تضعنا أمام شخصية عظيمة، ونموذج راقٍ، في معراج الكمال البشري، فهو خامس أهل الكساء، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهو رابع الذين يطعمون الطعام، على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، وهو ثالث أئمة الدين وأعلام الهدى، وهو الابن الثاني المدعو – من قِبَل الله تعالى على لسان نبيه – للمباهلة مع نصارى نجران، وهو وأخوه سبطا رسول الله، وريحانتاه وقرةُ عينه وولداه، وهو وأخوه – كما قال الرسول الأعظم – إمامان قاما أَو قعدا، وهما أَيْـضاً سيدا شباب أهل الجنة، وهو من قال عنه الرسول الأعظم – عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام – “حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا”، وغير ذلك من جلال المقامات، التي لا تُحصى ولا يتسع المقام لسردها.
أوليةُ السقوط والانحراف:
إن الجحود والجهل بمقام النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- قد أوقع المسلمين في إثم مخالفة الأوامر الإلهية الصريحة، وفي مقدمتها قضية الولاية، التي رسموا لها فلسفة خَاصَّة عندهم، مخالفة تماماً لمعناها وحقيقتها، المثبتة في إطار التكليف الإلهي، يضاف إلى ذلك عدم إدراك أَو تجاهل المسلمين لحقيقة مقام النبوة، ومرجعية الدور الذي يقوم به النبي الأكرم، -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، في سياق التبليغ، وأنه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، لذلك بُنيت فلسفة الخلافة لديهم، على مفاهيم الجاه والمنصب والغلبة، رافضين فلسفة الجعل الإلهي، الذي تضمنته نصا آية الولاية، وآية التبليغ، وطبيعة التفسير التمثيلي المشهدي، الذي قدمه النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، عند نزول آية التبليغ، حين أخذ بيد أمير المؤمنين علي (ع)، وقال:- “من كنت مولاه فهذا علي مولاه….. “، معلنا لما يقرب من مِئة وعشرين ألف مسلم، عدد من حجوا معه من جميع الأقطار، أن عليا هو مولاهم من بعده، وأنه يفوضه خلافته، ويمنحه جميع صلاحياته وسلطاته، بأمر الله تعالى، وليس تعاطفا ذاتيا مع قرابته، أَو مجاملة لابن عمه، وحاشا ذلك يصدر عن من لا ينطق عن الهوى، ولا يتفوه إلا بما هو وحي يوحى، إليه من رب العالمين.
وكذلك كان شأنهم، عندما طلب منهم الرسول الأكرم –صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وهو على فراش المرض، أن يأتوه بقرطاس ودواة، ليكتب لهم كتابا، لا يضلوا بعده أبدا، لينتفض عمر بن الخطاب رافضا حصول ذلك، قائلاً – بكل جرأة، في حق من لا ينطق عن الهوى – “دعوا الرجل إنه يهجر، حسبنا كتاب الله”.
فكانت تلك المواقف، بمثابة بذور الانحراف، الذي أصاب الأُمَّــة الإسلامية، ونتجت عنها مصائب وكوارث جسيمة، مازلنا نعيش نتائجها وتداعياتها إلى يومنا هذا.
انحراف شامل ومفارقات مخزية:
لقد انعكست مظاهر وتداعيات الانحراف، عن خط الولاية الحقيقي، على مختلف جوانب الحياة، ولعل أكثرها خطرا، وأعمقها أثرا، ذلك الانحراف الأخلاقي والقيمي والفكري، الذي تجلى في طروحات الموروث الثقافي، الذي وثق تاريخ تلك العصور، وما تمخضت عنه من مستويات حياتية كاملة، حَيثُ نقلت كتب التاريخ، الكثير من مظاهر المفارقات المخزية، التي تنم عن تناقضات فكرية حادة، واختلاف المواقف، تبعا لاختلاف موقع المصلحة، فبيعة أبي بكر، التي كانت شرعية محضة، قد أصبحت فلتة، وقى الله المسلمين شرها، ومن عاد لمثلها فاقتلوه، حسب قول الخليفة الثاني، عمر بن الخطاب، الذي استمد مشروعيته السلطوية من – تلك البيعة الفلتة – ومن تعيين أبي بكر له، وليس من اختيار المسلمين، ومبدأ الشورى، الذي زعموه أَسَاسا للحكم، ولكنه لم يتجاوز كونه شعارا للدعاية السياسية، ولم يدخل حيز التطبيق مطلقا، وحتى نظام الشورى الذي ابتكره عمر، لم يختلف كَثيراً، عن ديمقراطية وانتخابات الأنظمة السياسية الحالية – انتخابات المرشح الفائز سلفا -، حَيثُ جعلها في ستة من الصحابة – زعم أن رسول الله مات وهو عنهم راضٍ – أربعة منهم يمثلون امتداد السلطة الحاكمة، واثنان منهم يمثلون الطرف الآخر، ومن الطبيعي أن تحسم لصالح الطرف الأكثر عدداً، وقد سجل بنو هاشم في هذه الشورى – لأول مرة – حضورا ديمقراطيا صوريا شكليًّا، فارغا من أي تأثير أَو فاعلية، ليكون باطنه حجّـة عليهم، وظاهره ترويجا للعدل العمري، في إنصاف بني هاشم، وإشراكهم ضمن مسمى قريش في الحكم.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل وصل إلى المخالفة العلنية، لأحكام وقوانين التشريع الإسلامي، حتى أن إقدام أحد قادة ما يسمى حروب الردة، على قتل وإبادة قبيلة يمنية بأكملها، والدخول بزوجة زعيمها ليلة مقتله، دون منحها ما يجب من انقضاء فترة العدِّة الشرعية، قد أصبح بابا من أبواب التأويل والاجتهاد، الذي لا يُحرم صاحبه الأجر، حتى وإن أخطأ في اجتهاده، خلافا لما هو معلوم بالضرورة من أحكام الدين، وشريعة خاتم المرسلين.
فلسفة الانحراف ومظاهره؟
إن من زلَّتْ قدمه في أول خطوة في مسار الانحراف، لا يملك بعدها إلا الاستمرار فيه، والانتقال من مرحلة إلى أُخرى، ومن معصية إلى معصية أكبر منها، حتى وصل الأمر بأُولئك الذين سقطوا في مستنقع التسويق والتصفيق للانحراف، إلى حالة من العمى، فعميت أبصارهم عن رؤية الحق، بعدما عميت قلوبهم عن التمييز بينه وبين الباطل، وبالتالي سرعان ما سقطوا في التعصب للباطل، ومحاربة الحق، والسعي لاجتثاثه، وإعلان سيادة الباطل والفجور والفسق، بكل صلف وجرأة، وبدون أدنى ذرة خجل أَو خوف من الله أَو الناس، وكما أن قلوبهم حُرمت لذة استشعار الخوف من الله تعالى؛ لأَنَّها جحدته سلفا، كذلك هان الناس في أنظارهم، ولم يقيموا لهم أدنى مقام في حساباتهم، بعد أن أصبحوا خولا وعبيدا لهم، وقد صمتوا إزاء ما يحدث من انحرافات وانتهاكات مرعبة للدين والحرمات، مؤثرين السلامة – حسب زعمهم -؛ إما حفاظا على مصلحة مادية وعائد مالي، أَو خوفاً من بطش سلطان جائر، لذلك كانت ثورة الحسين عليه السلام، في مسارين؛ الأول:- ضد ظلم الحكام، والثاني:- ضد صمت واستلاب وخضوع وخنوع الأُمَّــة؛ بهَدفِ إعادتها إلى حقيقة كينونتها، وتمكينها من وظيفتها في بناء المجتمع الإنساني عُمُـومًا.
هل كان خروج الإمام الحسين ضرورة أم ترفاً زائداً؟
وهنا تكمن حقيقة خروج الإمام الحسين (ع)، فيما أورده هو عن خروجه، قائلاً:- “والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا فاسدا ولا مفسدا، وإنما خرجت طلبا للإصلاح في أُمَّـة جدي رسول الله”، وهذا يعني أن الانحراف الذي أصاب الأُمَّــة، قد استشرى في دينها وأخلاقها وتصورها، الأمر الذي يوجب على المسلمين جميعاً، أن ينهضوا من واقع المسؤولية الدينية، والإمام الحسين أحق من ينهض بذلك، وأجدر من يسعى لتحقيق الإصلاح المنشود، وإعادة الأُمَّــة، إلى رشدها وإلى جادة الصواب، خَاصَّة وأن يزيد بن معاوية، قد ولي حكم المسلمين قسرا، وطلب منهم البيعة والطاعة إرغاما، وهو كما يصفه الإمام الحسين عليه السلام:- “فاسق فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لا يبايع مثله”، لكن الانحراف السابق، هو من أجاز للظالمين تولي الحكم، وطوع الرعية لطاعتهم، ومكنهم من رقابهم، وهو ما لم يكن مقبولا عند سيد الشهداء، وخامس أهل الكساء، خَاصَّة أن الدعيَّ ابن الدعي – كما يقول الإمامُ الحسين عليه السلام – “قد ركز بين اثنتين، بين السلة وبين الذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وأرحام طهرت، ونفوس أبية وأنوف حمية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام”.
لماذا أصبح الإمام الحسين رمزا إنسانيا ملهما للأجيال؟
إن ذلك الانحراف الممنهج، الذي استهدف المجتمع الإسلامي، في عين معناه وحقيقة قيمته، وقضى على أَسَاس تحقّق وجوده، وتحقيق كينونته، هو المعنى الواسع لعملية الإصلاح، التي قصدها، وخرج وضحى؛ مِن أجلِها الإمام الحسين (ع)، حَيثُ كان بنو أمية على مشارف طمس معالم الدين، وإعادة الجاهلية في لبوس الإسلام المزيف، ولم يوقف مشروعهم التضليلي التحريفي ذاك، إلا ثورة الحسين عليه السلام، وتضحيته العظيمة هو وأصحابه عليهم السلام، حَيثُ اختزلت حقيقة الدين الإسلامي، في بضع وسبعين شخصا فقط، كانوا هم خلاصة ما أنجب هذا الدين، وفخر البشرية جمعاء.
وبذلك أصبحت ثورته مدرسةً للأجيال، وتضحيته أيقونةً للأحرار، واسمه رمزاً إنسانياً خالداً، يجتمع عليه كُـلّ الناس، باختلاف مذاهبهم وأديانهم وانتماءاتهم؛ لأَنَّ موقف الإنسان من الصراع بين الحق والباطل، إنما هو انعكاس لفطرته، ولموقفه من الله تعالى، وعلاقته به، وفي تضحية الإمام الحسين (ع)، انتصار للإيمان والحرية والعدل والعزة والكرامة، التي فطر الله الناس عليها، فلم يقدم أولاده وأهل بيته واحداً تلو الآخر، يُصرعون أمام عينيه، إلَّا لكي يبرهن على حقيقة الإجرام والتوحش، الذي وصل إليها الحاكم المستبد الظالم، ولم يضطجع ذبيحاً، إلَّا لكي تعرف الأجيال حقيقة الحكام، الذين اغتصبوا الحكم باسم رسول الله، ليقتلوا أبناءه بدينه ورسالته، وتُسبى حُرَمه وذريته، وتُنتهك حرمته في أهله، على يد من ادعوا الانتماء لدينه وحمايته، والاتصال بخلافته، والسير على نهجه، وهم أبعد ما يكونون عنه، ليصبح الإمام الحسين (ع) رمزاً ثورياً عالميًّا ملهماً، وتصبح كُـلّ أرض ثائرة، هي كربلاء، وكل يوم يزلزل أركان الظالمين، هو عاشوراء.
هل استطاعت السقيفة تقديم البديل عن غدير خم؟
لقد أثبتت الحقائق والأيّام، أن السقيفة لم تستطع أن تكون البديل النموذجي لغدير خم، وأن الشورى المزعومة، لم تكن الحل الأمثل لتجاوز قضية الولاية، ومثلما كانت بيعة يزيد مقياسا لانحراف الأُمَّــة، بذلك الشكل المهول، كانت ثورة الحسين عليه السلام، مقياسا لمن تبقى في مدارات الطهر والنقاء، وكان شعار “هيهات منا الذلة”، مقياسا لمن ثبت على نهج الاصطفاء الإلهي، وسار على طريق الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.
كما أن المتخاذلين عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام، لم يدفع عنهم قعودهم، نصيبهم من جرائم يزيد وتوحشه، فمدينة رسول الله وحرمه المقدس، قد أُبيحت لجيش يزيد ثلاثة أَيَّـام، يقتلون رجالها، وينهبون أموالها، ويغتصبون نساءها، بكل وحشية وهمجية، ودون أدنى رادع، من دين أَو أخلاق أَو قيم أَو أعراف، ولم يشفع لأهلها، مقام الرسول الكريم بين ظهرانيهم، ومكة المكرمة أَيْـضاً، حوصرت وضربت بالمنجنيق، وهدمت الكعبة المشرفة، وقتل كُـلّ من احتمى بها، وانتهك أمان الله، في بيته وحرمه، وَلم يعد من دخله آمنا، بأمان الله وعهده وذمامه، وكذلك الحال بالنسبة للكوفة، التي نكص أهلها على أعقابهم، وخانوا عهدهم، بين الخوف والطمع، فقد نالهم من الظلم والذل والانتهاك، ما لا يبلغه وصف، ولم يتوقف إجرام ذلك الطاغية، عند نطاق جغرافي معين، بل امتد ليشمل كامل الرقعة الإسلامية آنذاك.
كيف جسدت المسيرة القرآنية النهج الحسيني؟
جاءت المسيرة القرآنية المباركة، على يد الشهيد القائد، حسين العصر عليه السلام، لتحيي نهج الحسين السبط عليه السلام، وتحيي دعوته، ولأن اليمن كانت ترزح – آنذاك – تحت حكم السفارات، وهيمنة الراعي الأمريكي، كانت الحرب ضد “الحسين البدر”، هي القرار الرسمي الأول، الذي تم اتِّخاذه على مستويات عليا، وكان الأمر بتصفية السيد الشهيد القائد، هو الأولوية القصوى؛ لأَنَّهم يدركون معنى أن يعود نهج الإمام الحسين، ومعنى أن يقول الشهيد القائد للناس: ربكم الله وحده لا شريك له؛ لأَنَّ ذلك كفيل بهدم المشروع الشيطاني الاستيطاني اليهودي الأمريكي، فعادت كربلاء العصر، وعادت عاشوراء الزمان، ليتسع نطاقها، ويتجاوز حدود المكان الضيق، إلى الوطن بأكمله، ويتسع الزمن من ستة حروب، إلى تسعة أعوام من العدوان، وما زالت النهاية مفتوحة، ورغم كُـلّ ذلك، إلا أن المسيرة القرآنية، استمرت في مقارعة الظالمين، بقيادة السيد المولى العَلَمِ القائد الرباني المجاهد، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- الذي قادها بحكمة واقتدار وإلهام رباني، على كافة المستويات؛ ليحقّق لهذا الشعب الكريم، حريته واستقلاله وسيادته، ويقوده إلى النصر العظيم، على قوى الطاغوت والاستكبار العالمي، مؤكّـداً أن لا سبيل لتحقيق ذلك، إلا بالسير على نهج ورؤية وروحية، “هيهات منا الذلة”.
كيف استلهم اليمنيون مدرسة الحسين نهجا ومنهجا؟
ماذا خسروا بعدما ربحوا حريتهم؟
لم تعد كربلاء بالنسبة للشعب اليمني، مناسبة دورية سنوية، بل أصبحت مناسبة يومية، يعيشها اليمنيون بكل تفاصيلها، ويستلهمون منها الدروس والعبر، ويستمدون الصبر، من إمامهم الحسين، وهو في مقام الاهتداء والاقتدَاء، في المسؤولية والقيادة والتحَرّك بالقرآن، الذي يمثل هُــوِيَّة الأُمَّــة، وقيمتها الحقيقية، ونهجها الدائم، وطريق فلاحها ونجاحها، ليتعلم العالم أجمع، من مواقف اليمنيين البطولية، وصمودهم الأُسطوري، وانتصارهم الساحق، حقيقةُ وثمرةُ تولي أئمة الحق وأعلام الهدى، من آل بيت النبوة عليهم السلام، الذين تحقّقت لهذا الشعب، على أيديهم الانتصارات العظيمة المذهلة، بعد أن صدقوا في توليهم، وأكّـدوا انتماءَهم المطلق، لنهج التحرّر العظيم، الذي تفجّرت به بنادقُهم وحناجرهم، صارخين بصوت واحد.. “هيهات منا الذلة”.