“طوفان الأقصى” و”الجيش الذي ……… يُقهر؟” بـقـلــم /صـلاح الـرمـام
الكيان الصهيوني مهما فعل بعد يوم الـ 7 من أكتوبر بحق الشعب الفلسطيني سواءً في قطاع غزة أو في الضفة الغربية حتى وإن تمكن من دخول غزة وهذا مُستبعد تماماً ولن يحدُث إطلاقاً من جميع النواحي وعلى كل الأصعدة يُعتبر “مهزوم” بكل ما للكلمة من معنى،وهو وبكل حقيقه وجميع دول العالم تعلم هذه الحقيقة والكيان الصهيوني نفسه يعترف وإن لم يُعلن هذا بشكل علني،هو يُقر من داخله أنه فشل فشلاً ذريعاً، وتلقى هزيمةً تاريخيةً غير مسبوقة لا يُمكن إخفائها أو التستُر عليها،وهذا ما هو واضح في الميدان وعلى الأرض خصوصاً مع دخول الحرب اسبوعها السادس،إذ لم يستطيع هذا الكيان أن يُحقق أي هدف يُذكر من الأهداف التي وضعها لحظة دخوله الحرب مع أبناء الشعب الفلسطيني العظيم فكل ساعة تمُرّ وكل يوم يمضي على الكيان الصهيوني يتلقى المزيد من الهزائم ويُراكم الفشل ويُضاعف النكبات ويحصُد النكسات، الوقت ليس في مصلحة الكيان الصهيوني فكلما طال أمد الحرب تضاعفت الأزمات عليه داخلياً وخارجياً، وكل يوم يمُرّ يكون ثقيلاً جداً جداً على الكيان الصهيوني حيث يفقد الكيان مزيداً من السُمعة لدى كل الأنظمة والشعوب على مُستوى العالم والتي حاول قدر الإمكان المُحافظة عليها لعقود مضت،وما المسيرات المليونية التي خرجت في معظم العواصم والمدن في العالم إلا خير شاهد على أن الكيان الصهيوني أصبح إلى حد كبير جداً غير مرغوب خصوصاً لدى الشعوب، وبدأت النظرة نحو هذا الكيان تتغير بشكل ملحوظ وهذا بدوره سيكون له تأثيراً سلبياً في الحاضر وفي المُستقبل هو يُعتبر بمثابة هزيمة أخرى للكيان،إذ أن الكيان انفق عشرات المليارات من الدولارات لتحسين صورته خصوصاً لدى المُجتمعات الغربية والأوروبية، وبين عشية وضحهاها أصبحت هذه السُمعة في مهب الريح،بينما في الطرف الآخر تتضاعف سُمعة حركات الجهاد والمُقاومة في فلسطين ويزيد التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية وهذا ما يخشاه الكيان الصهيوني،وبكل الحسابات ومهما تكون النتائج ولصالح أي طرف تكون فإن إطالة أمد الحرب على غزة سوف يُكلف الكيان الصهيوني ثمناً باهظاً على كل المُستويات عسكرياً، إعلامياً، اقتصادياً، الخ……،
وسوف يفتح عليه أبواباً من الجحيم من خلال توسيع رقعة الصراع ودخول جهات أخرى على خط المواجهة وفتح جبهات جديدة كان في غنى عنها،ستكون لها آثار كارثية على كيان الصهاينة، وستكون هذه الجبهات في حال فُتحت مُصيبة ومشكلة كبرى على الكيان حيث من خلالها سوف يتلقى ضربات قاسية جداً لا يستطيع التعامل معها والتغلب عليها ويعجز عن الخروج منها،الكيان الصهيوني إلى حد الآن استخدام من الأسلحة في عدوانه على غزة أضعاف ما حصل في كثير من الحروب في العالم، إلا أن هذا لم يُسعف الكيان في تحقيق جزء بسيط مما خطط له، فبعد أن قرر التقدُم براً نحو غزة حدث العكس تماماً لم كان الكيان قد كتبه على الورق، فها هي غزة العز والشرف تبتلع عشرات الدبابات والمدرعات الصهيونية ويفقد المئات من الجنود الصهاينة أرواحهم على تراب غزة من اللحظة الأولى التي قرروا التقدُم فيها تجاه غزة الصمود والتضحية،وأصبحت غزة مقبرة لآليات وجنود الكيان، إذ أن كتائب النخبة من الجيش الصهيوني تفقد على مدار الساعة أعداد كبيرة جداً من الجنود والضباط الصهاينة ويتم هروب الكثير من الجنود من ساحة المواجهة أمام الضربات المُنكلة والموجعة على أيدي المُجاهدين من حركات الجهاد والمُقاومة الإسلامية في غزة، وكل هذا وغيره الكثير مما يتلقاه الصهاينة على حدود غزة من خسائر مُتتالية وما ينتظرهم في الأيام القادمة إن دل على شيء فإنما يدل علي أن المُجاهدين في غزة استطاعوا أن يُثبتوا حقيقة أو حقائق كان الكثير أو البعض لا يُصدقها أو يتجاهلها،وهي حقيقة أن الكيان الصهيوني والجيش “الإسرائيلي” خصوصاً بعد عملية طوفان الأقصى صار “أوهن من بيت العنكبوت” وليس إلا قشة،بالإضافة إلى إسقاط الأسطورة المزعومة حول الجيش الصهيوني التي تم ترويجها لأكثر من خمسة عقود بأنه “جيش لا يُقهر” فها هو اليوم يُقهر ويُذل ويتجرع الهزائم تلو الهزائم على أيدي ثُلة من المُجاهدين الشرفاء والأبطال في غزة،ويكفيهم شرفاً وفخراً أنهم كشفوا للعالم بأكملها حقيقة الكيان الصهيوني الغاصب وحقيقة جيشه بأنه جيش ضعيف وخائف ومهزوم نفسياً وغير قادر على المواجهة العسكرية في الميدان، وسوف يُطلق على جيش الكيان وخصوصاً من بعد الـ 7 من اكتوبر بأنه “الجيش الذي ….. يُقهر”
وهذا هو الواقع الصحيح والحقيقة التي لا غُبار عليها عن الجيش الصهيوني التي تقلدها ورضي بها لنفسه خلال عملية طوفان الأقصى.