طوفان الأقصى | العدو يرمم هزيمته على جثث أطفال غزة… والقطاع الصحي هناك على شفا الانهيار
مع دخول عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يومها السادس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 1354 شهيداً، و6049 مصاباً.
في التفاصيل، فقد شنّ الطيران الحربي للعدو غارات مكثفة على مواقع متفرقة في قطاع غزة، خصوصاً المناطق الغربية والشمالية. وطال القصف الإسرائيلي منزلاً في مخيم الشاطئ غربي القطاع وأدى إلى استشهاد 10 أشخاص.
وأظهرت الصور فداحة الخسائر البشرية والمادية في المكان، حيث سارع كثيرون لانتشال الجرحى والشهداء من تحت الأنقاض. وانتشلت جثث 15 شهيداً إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم جباليا. في الأثناء، قصفت مدفعية الاحتلال مناطق في حي الشجاعية شرقي غزة. كما ارتفع عدد شهداء قصف منزلين في دير البلح إلى أكثر من 20 شهيدا، معظمهم أطفال ونساء. كما أغار الطيران الإسرائيلي على مناطق قرب أبراج المقوسي شمال مدينة غزة.
كما سقط 8 شهداء بقصف للعدو استهدف منزلاً في مخيم جباليا شمالي القطاع.
وإضافة إلى امعان آلة القتل والتدمير في استهداف أهل القطاع، يفرض العدو حصاراً وحشياً على الأخير مانعاً الغذاء والماء والدواء والوقود، واضعاً حياة أكثر من مليوني مدني في دائرة الخطر.
وفي السياق، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من انهيار الوضع الصحي في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد بالمستلزمات الطبية.
وذكرت الكيلة أن عدد الجرحى الكبير يفوق القدرة الاستيعابية للمستشفيات في قطاع غزة، داعية المنظمات الدولية والصليب الأحمر إلى التدخل الفوري لإدخال المستلزمات الطبية لغزة.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن المنظومة الصحية بدأت بالانهيار الفعلي، مشيرة إلى أن أَسرة العناية المركزة امتلأت تماماً ولا مكان لجرحى يحتاجون لأَسرة عناية.
كما قالت الوزارة إن عدد المصابين أكبر من قدرات غرف العمليات في المستشفيات.
في المقابل، قال وزير الطاقة في حكومة العدو يسرائيل كاتس، إن حكومة الاحتلال “لن تشغل الكهرباء أو تضخ المياه أو تدخل أي شاحنة وقود حتى عودة الإسرائيليين من غزة”، حسب زعمه.
من جهتها، دقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط، ناقوس الخطر بشأن وضع قطاع الصحة في غزة، مؤكدة أنه شارف على الانهيار.
وحذر الصليب الأحمر من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “سيخرج عن السيطرة بسرعة” في ظل القصف الإسرائيلي المركز. وقالت الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في غزة لا يوصف وغير مسبوق.
إلى ذلك، دعا الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين جان إيغلاند، اليوم الخميس، إلى إنشاء ممرات إنسانية للسماح الفوري بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني وإمدادات الإغاثة إلى قطاع غزة في ظل غارات العدو المكثفة. كما دعا المجلس النرويجي المجتمعَ الدولي إلى الإصرار بشكل عاجل على وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والاتفاق على هدنة إنسانية مؤقتة على الفور.
وعبّرت مجموعة من الخبراء المستقلين بالأمم المتحدة، اليوم، عن أسفها لأن الضربات الانتقامية والعدوانية على غزة تعد بمثابة “عقاب جماعي”. وقال الخبراء إن العدو لجأ إلى شنّ “هجمات عسكرية عشوائية على الفلسطينيين المنهكين بالفعل في غزة”.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها بحاجة إلى 104 ملايين دولار بشكل عاجل، من أجل تمكين استجابتها الإنسانية المتعددة القطاعات على مدار الأيام الـ90 المقبلة. وبيّنت أن ما يقرب من 218 ألفا و600 شخص يقيمون في 92 مدرسة تابعة لها في قطاع غزة.
البيت الأبيض يتراجع عن كذبة بايدن
من جهة ثانية، أكدت حركة حماس أن تراجع صحف عالمية عن مزاعم قتل المقاومة لأطفال يؤكد زيف الرواية الصهيونية وكذبها. وقالت حماس إن الدلائل تؤكد احترام كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية قوانين الحرب والقانون الإنساني.
وأمس الأربعاء، نفت حماس، ي تصريح صحفي، ما تم تداوله بشأن استهدافها الأطفال، داعية وسائل الإعلام الغربية إلى تحري الدقة وعدم الانحياز للرواية الصهيونية، على حد قولها.
واعتبرت حماس أن نقل وسائل إعلام غربية لأخبار مفادها أن حركة المقاومة الإسلامية قتلت أطفالا رضعا، وقطعت رؤوسهم واستهدفت مدنيين، “سقوط إعلامي في محاولة للتستر على جرائم الاحتلال ومجازره التي يرتكبها ليل نهار في غزة”.
يأتي ذلك في وقت تراجع فيه البيت الأبيض عن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن حول رؤيته صور أطفال إسرائيليين “قطعت رؤوسهم على أيدي عناصر حماس”، حسب زعمه.
ونقلت شبكة CNN عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، قوله إن هذه التصريحات كانت مبنية على “مزاعم” مسؤولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية.
وأوضح المسؤول أن بايدن والمسؤولين الأمريكيين “لم يروا هذه الصور، ولم يتحققوا بشكل مستقل من أن حماس تقف خلف هذه المزاعم”.
الأسرى الفلسطينيون يواجهون كارثة
حذّر نادي الأسير الفلسطيني مما وصفه بكارثة حقيقية يواجهها أكثر من 5250 معتقلا في سجون الاحتلال بعد قراره بقطع الكهرباء والماء عن أكبر السجون منذ أمس الأربعاء.
وقال النادي، في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان إجراءات انتقامية متصاعدة بحقّ الأسرى في سجون الاحتلال، إن قوات الاحتلال استمرت بغلق المقصف، وسحب المواد الغذائية وأدوات الطبخ المحدودة، التي يستخدمها الأسرى في إعداد الطعام.