العمليةُ العسكرية المباركة للمقاومة الفلسطينية «طوفان الأقصى»، أتت في الزمان الذي بات لحتمية المعركة الضرورةُ بعد نضوج الفكر المقاوم وكمال الجاهزية القتالية لأحرار فلسطين وأحرار الأُمَّــة، الداعمين والمساندين للشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة، وبعد صولات وجولات سابقة من المواجهات العسكرية مع دولة هذا الكيان اللقيط والتي أظهرت هذه المواجهات عن تصاعد متنامٍ ومتسارعٍ لقوى المقاومة التي لقنت العدوّ الصهيوني دروساً قاسية وضربات موجعة، كسرت بها حاجز الخوف من البعبع الصهيوني وفوبيا “إسرائيل العظمى” الذي قدَّمها الغربُ وأمريكا والصهيونية العالمية بهذا الشكل وتلك الصورة المرعِبة.
إذن، عمليةٌ عسكريةٌ منقطعةُ النظير في جرأتها وشجاعة واستبسال مجاهدي المقاومة، شلَّت قوى العدوّ وشكّلت له ضربةً هي الأقوى والأعنف والأكثر إيلاماً ووجعاً عليه منذ تأريخ قيامه واحتلاله للأرض الفلسطينية، وتدرك دولة الكيان من خلال هذه العملية وما بعدها أن المجهول الأسوأ، هو ما ينتظرها في قادم الأيّام كحتمية إلهية لا مفر منها بعد تاريخ طويل من الإجرام والدمار الذي مارسته ضد أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وأن تباشير النصر باتت تسطع في سماء غزة وستمتد بعون الله وتأييده إلى كُـلّ شبر من فلسطين المحتلّة.
هذه العملية العسكرية الكبرى دشّـنت من خلال هذا النصر العظيم مرحلةً جديدةً ومتقدمةً وفصلاً مذهلاً لاقتراب زوال هذا الكيان المجرم وهزيمته المؤكّـدة في حتميات ثلاث، كان قد أشار إليها السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي (حفظه الله) في خطابٍ سابقٍ له بمناسبة يوم القدس العالمي، أمام الطوفان البشري لأحرار اليمن في كُـلّ الساحات التي خرجوا إليها وإلى كُـلّ المتابعين لخطابه في العالم، أن الحتميات الثلاث التي قدمها القرآن الكريم التي وضعت نهاية حتمية لكل هذا الصراع ومآلات هذا الصراع مع هذا العدوّ وهي أن يسقط هذا الكيان وينتهي هذا العدوّ وأن يخسر وينهزم، ومن الحتميات أن يخسر الذين يقفون إلى جانبه بخسارته وقبل خسارته أَيْـضاً.
وها هو طوفانُ الأقصى يجرفُ هذا الكيان الغاصب ويحملُ حتميةَ معركة زواله ويزف للأُمَّـة تباشيرَ الانتصار.