طموحات أردوغان .. ماذا ستفعل في جنوب شرق تركيا !!
مر أسبوعان فقط على تولي رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم، وبعدها فجر انتحاريون من حزب العمال الكردستاني، والجناح التابع لها صقور حرية كردستان، سيارتين مفخختين، واحدة في اسطنبول، وواحدة في مديات، جنوب شرق تركيا، وخلفا 18 قتيلا.
وقال يلدريم للصحفيين: ” هذه الأيام، تأتي الأخبار بشكل مباشر وغير مباشر من الجماعات الإرهابية، ويمكننا التفاوض، يمكننا إلقاء السلاح، يجب أن نتحدث، لكن حكومة حزب العمال الكردستاني رفضت، قائلة: لا يوجد شيئا للمناقشة “.
وقال المحلل في معهد الدراسات باسطنبول، جاريث جنكينز: ” مصلحة حزب العمال الكردستاني في عملية سلام صادقة، هذا ليس لحبه للسلام، لكن لوجوده بكثافة في سوريا والعراق ودخوله في حرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، فهو لا يمتلك الموارد لفتح جبهة ثالثة للحرب، والعنف الحالي الصادر منه، فقط للضغط على الحكومة التركية لاستئناف المحادثات “.
ويوضح الباحث بمركز أبحاث السياسة والاقتصاد في أنقرة، نهاد على أوزكان: ” حزب العمال الكردستاني يحتاج إلى السلام، ويعرف أنه ولا الحكومة التركية قادران على كسب الحرب، ويعرف أيضا أن الحرب تجلب الدمار والموت لمدن جنوب شرق تركيا “.
وفي مقال للكاتب جاسبر مولتيمير في موقع المونيتور جاء فيه, يعاني حزب العمال الكردستاني من خسائر فادحة، فأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن 8 آلاف من مقاتلي الحزب قتلوا في العمليات العسكرية داخل تتركيا وخارجها.
ويستبعد أردوغان العودة إلى المفاوضات، حيث قالها مرارا وتكرار، إن الجيش يقاتل حتى يقضى على آخر إرهابي، رغم أن هذا الهدف لم تحققه أي حكومة، منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح في عام 1984.
وقال الأستاذ متقاعد في العلوم السياسية في جامعة بلجي اسطنبول، إلتر توران: “أردوغان اختار استراتيجية الاستقطاب وترويج الصراع كوسيلة لتعزيز موقفه”.
وخلال الـ18 شهرا الماضية، ركز أردوغان بشكل متزايد على تغير الدستور لخلق نظام رئاسي، وفي أوائل شهر يونيو، وقع الرئيس التركي على مشروع قانون من شأنه أن يؤدي إلى رفع الحصانة عن 152 نائبا في البرلمان، من بينهم 59 من أصل كردي.
تتوقع استطلاعات الرأي رفض الأتراك للنظام الرئاسي الذي يرغب به أردوغان، ، حيث أوضح مركز ميترو بول، أن 48% من الأتراك لن يصوتوا لصالح النظام الرئاسي، فقط 38.4% سيصوتون بنعم، أما 13.6% لم يقرروا بعد.
ويرى جنكيز أن أردوغان يرفض مسار السلام، وتركيا ستذهب إلى كارثة طالما سيطر أردوغان على السياسة التركية، ما يعني أن أردوغان ينتهج الخيار العسكري لأنه يتناسب مع طموحه ليصبح الرئيس صاحب السلطة النفيذية.