طريقُ الارتزاق يبدأ بخيانة الوطن وينتهي بخيانة الأُمَّــة.. المرتزِقة اليمنيون نموذجاً
مرتزِقة العدوان أسكرتهم التبعية العمياء لأعداء الدين والأمة وحب المال والدنيا الفانية، فطمس الله على قلوبهم حتى أصبحوا كالأصنام التي لا تعي ولا تفهم ولا تشعر ولا تتحَرّك وكالأنعام بل أضل منها سبيلاً، تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي ساقهم طيلة الفترة الماضية على مدى 9 أعوام لمحاربة ومحاصرة شعبهم ومعادَاة الأحرار من أبناء جلدتهم وتكفيرهم وتهجيرهم وسفك دمائهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم وثرواتهم وسلب حقوقهم، وبكل خسة ودناءة وحقارة يبرّرون كُـلّ ما يفعله العدوّ الذي لم يرع لشعبهم وحتى لهم أنفسهم أية حرمة، وفي هذه المرحلة يسوقهم كالقطيع إلى حتفهم وهلاكهم ولكن! في وضعية مختلفة عن السابق، وأخزى وأكثر شناعة وحقارة وسقوطاً منها، وضعية مختلفة تماماً عن سابقاتها، هذه الوضعية بعيدة جِـدًّا عن العلاقة والارتباط بالأذناب، هذه المرة علاقة وارتباط مباشر مع كيان العدوّ اللدود للأُمَّـة العربية والإسلامية في صف (الكيان الإسرائيلي الغاصب) يرتب الأمريكي وضعهم مع أسيادهم ويرتب صفوفهم جميعاً لخوض المعارك ضد أحرار وشرفاء الأُمَّــة المنتصرين لفلسطين في اليمن نيابة عن الكيان الغاصب لتخفيف الضغط عليه، وهم يذهبون متباهين غير مكترثين للدماء المسلمة المسفوكة في فلسطين واليمن وبلا مبالاة بالعار الشنيع الذي يضاف لعارهم.. لا عقل يفكر، ولا قلب يفقه، ولا عين تبصر وكأنهم أصنام حجرية لا شعور ولا إحساس لديهم.
وقد ضرب الله لهؤلاء وأمثالهم أعظم الأدلة وأسطعها في آياته الكريمة، في كتابة الحكيم؛ لنميز ونفرق من خلالها بين المؤمنين الذين هم على بصيرة من أمرهم ويؤدون مسؤولياتهم التي خلقهم الله لتأديتها على أكمل وجه وبين الناس الذين استحبوا العمى على الهدى، وهنا نتحدث عن آيتين فقط من بين كثير من الآيات والأمثلة التي وردت في كتاب الله في الآية الأولى ضرب الله أعظم مثل يوضح فيه الفارق الكبير بين من يتبعون الحق في وضوحه وجماله وجلاله، وبين من يتبعون الباطل في ظلامه وقبحه وخسته ودناءته في سورة النحل في قوله تعالى: (وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
ضرب الله لنا هنا مثلاً في رجلين أحدهما أخرس أصم لا يَفْهَم ولا يُفْهِم، لا يقدر على منفعة نفسه أَو غيره، وهو عبء ثقيل على من يلي أمره ويعوله، إذَا أرسله لأمر يقضيه لا ينجح، ولا يعود عليه بخير بالمعنى الشعبي “نكد مدبر” في كُـلّ شيء لا خير فيه، ورجل آخر سليم الحواس، ينفع نفسه وغيره من أبناء أمته، يأمر بالإنصاف ويحقّق العدل والمساواة وينصر الدين والمستضعفين ويؤدي رسالته على أكمل وجه، وهو على طريق واضح لا عوج فيه ولا خطأ، فهل يستوي الرجلان في نظر العقلاء؟ لا يمكن أن يستويا مهما كان.
وهذه الآية تتجلى بكل وضوح في هؤلاء الخونة فلا خير فيهم لا لشعبهم وأبناء جلدتهم ولا لدينهم وقضايا أمتهم الأَسَاسية والمركزية كقضية الأُمَّــة الأولى (فلسطين وغزة)، ولا يبالون بما يرتكبه أعداء الإسلام من اليهود والنصارى في بلدانهم،
وفي سورة الفرقان أَيْـضاً يتجلى فيهم قول الله عنهم وأمثالهم: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)؛ أي أن حالهم يكون: أسوأ حالاً من الأنعام السارحة، فَــإنَّ تلك تعقل ما خلقت له بالفطرة وتشعر بالأخطار من حولها فتنطلق لحماية نفسها منها، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده ليكونوا له “خلفاء في الأرض” يؤدون مهمتهم ومسؤوليتهم التي خلقهم الله لأجلها وهي “خلافته في أرضه وعمارتها بما يرضيه ويحقّق لعباده فيها الخير والصلاح والأمن والأمان والعلو والعزة والكرامة والمساواة، وهم يُعبدون أنفسهم لأعداء الأُمَّــة من الطواغيت والمجرمين والمستكبرين والمحتلّين المنتهكين لحرمات الله ومقدسات الدين المفسدين في الأرض، فهل يستوي من يدافع عن دينه ووطنه وقضايا أمته ومن يتخلى عن دينه ويخون أمته ويبيعها مع نفسه بثمن بخس؟ لا والله لا يستوون، وهل يستوي الحي والميت!
فبئس المصير لكل خائن في الحياة الدنيا من خزي وعار وفي الآخرة عذاب جهنم والعياذ بالله، والعاقبة للمتقين.