طاولة الحرب قُلبت على الرياض..طائرة هليكوبتر في مأرب
توازياً مع استمرار الولايات المتحدة بالضغط على السعودية، وابتزازها بشأن الدعم العسكري وإيقاف صفقات بيع الأسلحة، والتي كانت آخرها صفقة بيع 280 صاروخ جو-جو متوسطة المدى والتي تقدر قيمتها بـ 650 مليون دولار بعد أن كانت وزارة الخارجية الأميركية قد وافقت عليها الشهر الماضي. هناك مستقبل آخر يكتب على الأرض، لم تستطع ميليشياتها الموجودة في الميدان ان تغيّر مساره أو تحدث خرقاً ما بعدما تجاوز تقدم قوات صنعاء المستوى العسكري بل تعداه إلى المستوى الاستخباراتي والعملياتي والذي بدا واضحاً في التطورات الأخيرة على جبهات مدينة مأرب.
مصدر ميداني في مأرب أكد ان طائرة هليكوبتر استهدفت مواقع القوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي في محيط منطقة الظلمة شمال البلق الشرقي في مديرية الوادي في محافظة مأرب والمحاذية للمدينة. وفيما لم تتبنَ أي الجهات لهذا الاستهداف يمكن وضع فرضيتين:
الأولى، اذا كانت الجهة المنفذة للاستهداف هي الجيش واللجان الشعبية وبالتالي يكون قد ترتب على هذه الخطوة مؤشرات عدة:
-الفشل الاستخباراتي لميليشيات التحالف حيث ان هذه الطائرة انطلقت من أقرب قاعدة جوية (حضرموت) إلى منطقة البلق وهي تبعد حوالي 160 كلم، دون ان يتم كشفها.
-دحض ادعاءات المتحدث باسم التحالف أحمد عسيري عن أنهم قد “دمروا 80% من مستودعات الأسلحة التابعة لقوات صنعاء، وتحييد 95% من أسلحتهم المستخدمة في الدفاعات الجوية” حيث أتى هذا التصريح منذ بداية الحرب عام 2015.
-ادخال نوع جديد من الأسلحة إلى ساحة المعركة، حيث ان استخدام هذا النوع من الطائرات لم يرصد استخدامه من قبل الجيش واللجان طيلة السنوات الماضية، وهذه تعد المرة الأولى، خاصة في جبهات مأرب، وبالتالي إدخال منظومة دفاع جوي أخرى تحميها من الاستهداف. وقد نجحت في ذلك حيث لم ترد معلومات عن اسقاطها.
الثانية، إذا كانت الجهة المنفذة هي القوات التابعة للتحالف، وبالتالي تقوم بقصف قوات هادي المؤيدة والتابعة له والتي تنفذ مشروعه على الأرض، أو ان نائب القائد العام للقوات المسلحة التابعة للسعودية، علي محسن الأحمر، قد أعطى الأمر لقواته بتنفيذ العلمية وبالتالي دفعها نحو حضرموت لإعادة تشبيك تحالفاته التي تمثل مركز الثقل له.
وبهذا الصدد اعتبر العقيد محمد بن مبارك البريكي ان “استخدام طيران الهليكوبتر من قبل الحوثي، هي أكبر فضيحة للشرعية وحزب الإصلاح الإخواني” مطالباً بفتح تحقيق.
وقال في تغريدة على تويتر، إن قبائل مأرب يطالبون في بيان لهم التحالف العربي في تشكيل لجنة تحقيق بصورة عاجلة في موضوع الهليكوبتر التي استخدمتها مليشيا الحوثي اليوم في معارك البلق.
في الوقت الذي لم يصدر بيان أو توضيح عن أي جهة حول هذه العملية، إلا ان المؤكد ان قوات هادي قد تعرضت للقصف والاستهداف على عدة جبهات في مدينة مأرب، وتكبدت خسائر فادحة خاصة لناحية الخسائر البشرية حيث وقع ما يزيد عن 40 قتيلاً منهم قيادات كبيرة في لواء 72، والثابت أيضاً ان هذه القوات قد تعرضت للخذلان من التحالف الذي يدفع بها إلى القتال ولا يقدم لها المساندة أو التغطية النارية.
وفي السياق، فقد استطاع الجيش واللجان الشعبية من تحرير سلسلة جبال البلق الشرقية والتي تقع على تماس مع مأرب، حيث أنها تعد آخر مرتفع للدفاع عن المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية، إضافة لتمكنها من نقل العمليات العسكرية إلى منطقة رمال السبعتين، والتي تقع جنوب غرب منطقة صافر النفطية، كما تقدم باتجاه منطقة الجرد الواقعة بين مأرب وشبوة لتكون بذلك قد فتحت مساراً جديداً قد يوصلهما إلى ما بعد المنطقة النفطية. إضافة لإمكانيتهم الوصول إلى الخطّ الدولي الرابط بين محافظات حضرموت وشبوة ومأرب، الأمر الذي يعني ان سقوط صافر بات مسألة وقت لا أكثر.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
المصدر:الخنادق