طالوت هذه الأمة : قائد عظيم، ورؤية صحيحة، وشعب شجاع
طالوت هذه الأمة
قائد عظيم، ورؤية صحيحة، وشعب شجاع
في صعدة الشامخة ولد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، نشأ وتربى على نهج الآباء والأجداد، وتلقى منهم الهدى والسداد، أخذ من أخيه حسين الشجاعة، ومن أبيه بدر الدين الحكمة، ومن أمير المؤمنين الإقدام، ومن الزهراء الطهر والبركة، قاد حركة أنصار الله في أحلك الظروف وواجه أقسى المتاعب والمصاعب والتحديات بالصبر والجهاد، وأنار الدرب لأنصار الحق وأحيا الهوية الإيمانية في أبناء البلاد، لم يخف من الأعداء والمخالفين، ولم يرضخ للخونة والغزاة المحتلين، ولم ينهض للمال أو الجاه، ولكن لله وفي سبيل الله، ومنذ بلغ أشده ورصيده حافل بالمواقف المشرفة في مواجهة أعداء الأمة والدفاع عن قضاياها وليس آخرها ما نشهده هذه الأيام من مواقف أعادت للأمة كرامتها وأحيت الأمل في صدور أحرار الأمة بعد أن كان قد ذوى وأفل نتيجة حالة الخضوع والانبطاح من قبل الأنظمة التي تحكم شعوب الأمة انبطاح مذل وخضوع مخز لأعداء الأمة الذين ينتهكون الأعراض ويسفكون الدماء ولقد رأينا وشاهدنا المجازر الوحشية التي يتعرض لها أبناء فلسطين وحالة خذلان غير مسبوقة من قبل الأنظمة العربية والإسلامية إن لم تكن أغلبها مشاركة للصهاينة في محاولة تهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني خصوصاً في غزة .. ولكن القائد اليمني الشجاع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لم يتفرج كما تفرج أولئك الذين احتشدوا للعدوان على اليمن واختفوا أمام العدو الصهيوني كفئران المجاري لقد أعلن بكل وضوح بأن اليمن إلى جانب الشعب الفلسطيني ولن يقف مكتوف الأيدي وكانت الأفعال تتبع الأقوال فأعلنت القوات المسلحة عن تنفيذ أكثر من خمس عمليات عسكرية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية طالت أهداف حساسة للكيان الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية كما أعلن السيد عبد الملك بخطوات تصعيدية أخرى تستهدف التواجد الصهيوني في المياه الإقليمية وفي باب المندب ولم تمر سوى أيام قليلة حتى أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن اعتراض سفينة صهيونية في عرض البحر الأحمر واقتيادها إلى الساحل اليمني متوعدة بالمزيد حتى يتوقف العدوان الصهيوني على أبناء غزة هذا الموقف لقي تقدير واسع جداً من الجمهور العربي والإسلامي واطلقوا هاشتاج الحوثي سيد العرب على منصة اكس للتواصل الاجتماعي وفعلا العملية تعتبر الأولى من نوعها منذ سبعينيات القرن الماضي عندما أعلن اليمن اغلاق مضيق باب المندب أمام السفن الصهيونية دعماً لجمهورية مصر في حربها مع الكيان الصهيوني ..
أعظم قائد في أخطر مرحلة
لقد برز السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كأعظم قائد يحمل أفضل نظرة منبثقة من القرآن الكريم في مواجهة اليهود والنصارى، وفي مرحلة حرجة تمر بها الأمة فهناك أنظمة خائنة باتت تطبع مع العدو وتشتغل معه وتوفر له كل السبل ليواصل مسيرة تهويد الأمة وهناك الكثير من شيوخ الدجل وعلماء السلاطين الذين يضللون الأمة ويهيئونها لأعدائها حتى أصبحنا نرى من يقول أن مقاومة الشعب الفلسطيني للعدوان الصهيوني الذي يشن حرب إبادة لم يحدث لها مثيل بالتاريخ تعتبر فتنة وأن مناصرة حماس حرام وأن التظاهر دعما لغزة شر وأن مقاطعة البضائع والمنتجات الصهيونية بدون موافقة ولي الأمر عصيان.. ومن هذه الأقوال التي هدفها ضرب أي جذوة من الحرية والإباء ما تزال تشتعل في صدور الأحرار وهم يشاهدون ما يفعله الجزارون الصهاينة بحق أطفال ونساء الأمة..
هنا قائد يماني من أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يدعو الأمة إلى الطريقة الصحيحة لمواجهة أمريكا وإسرائيل، إلى التحرر من هيمنة دول الاستكبار من اليهود والنصارى، رجل مؤمن، تقي، رجل مجاهد، شجاع، يعرف كيف يضع الخطط الحكيمة، ينطلق انطلاقة قرآنية، ويتحرك بحركة القرآن قائد ثابت لا يتراجع ولا يجبن، قائد استطاع أن يؤهل الشعب اليمني لأن يكون بمستوى المواجهة وتحدى بهم العالم كله ، قائد عنده قوة إيمان، واستعداد، وثبات، ينطلق من قول الله تعالى،{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}(آل عمران8) {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة250).
طالوت الأمة
ليس هناك مثال أقرب يمكن أن نضرب به المثل من ناحية الظروف وحجم التحديات التي يواجهها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) سوى ما جاء في قصة طالوت ذلك الرجل المؤمن الذي سطر القرآن مواقفه وهو في ميادين الجهاد يتحرك في سبيل الله ولا يتراجع ولا يجبن ولا يخاف رغم قلة الإمكانيات ورغم تفرج الكثير وتآمر الأغلبية من بني إسرائيل في ذلك الوقت تماماً كما يحدث اليوم في الواقع العربي فهناك من يجبن في اتخاذ أبسط المواقف أمام أبشع المجازر وهناك من يتعاون مع أعداء الأمة وهناك من يكتفي ببعض المواقف المهزوزة وهناك من يتفرج وهناك من يذر الرماد على العيون لكن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورغم أن اليمن لم يخرج بعد من حرب منهكة استمرت أكثر من 9 أعوام وما يزال الحصار قائم وفي ظل قلة إمكانيات وتحديات اقتصادية إلا أنه برز بمواقف مشرفة لم يتوقعها أحد بادر بكل ما يملك اليمن لنصرة المظلومين في فلسطين من منطلق إيماني قيمي إنساني يجسد المعنى الحقيقي للقيادة في سبيل الله ولقد أثبت السيد القائد أنه فعلاً قائد بحجم هذا العنوان الكبير، ورجل إلهي اصطفاه الله..
لقد أعطت المواقف التي اتخذها السيد عبد الملك في نصرة الشعب الفلسطيني أملاً كبيراً للناس، ولأنها انطلاقة من قناعة وثقة عالية بنصر الله وتأييده وقد يكتب الله نصرا عظيما بالشكل الذي يخزي العدو ويخزي المتراجعين والخونة تماما كما حدث مع طالوت فقد حقق بثلة مؤمنة نصراً عظيماً أخزى الناس الذين رجعوا من البداية؟ {تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ}.
مواقف لم تعهدها شعوب الأمة
هذه المواقف التي اتخذها السيد القائد ومن ورائه الشعب اليمني هزت العالم وأعادت للأمة كرامتها وعزتها وشعر الكثير من أبناء الأمة بالارتياح والفخر لأن هذه المواقف لم يعد يعهدها أحد فما نعهده كشعوب عربية وإسلامية هو الانبطاح للأمريكي والغربي لدرجة أن سفيراً أمريكياً يحكم أي دولة عربية بأكملها ولا يستطيع رئيس الدولة أن يتخذ أي قرار بدون موافقة السفير الأمريكي, حالة من الضياع والتيه والذلة والانحطاط والهزيمة النفسية والمعنوية, أمة ملياري مسلم لا يقيم لهم العالم أي وزن لأن من يقودهم جبناء مهزومون أذلاء لا يستطيعون أن يقفوا موقفا واحدا مشرفا أمام أعداء الأمة بل بلغ الأمر بهم أن يتحركوا ويحركوا الجيوش التي تحتهم والمؤسسات التي بيدهم لخدمة اليهود والنصارى, يحركونها ضد أبناء وطنهم كما رأينا في اليمن خلال الحروب الست التي شنها النظام العفاشي ضد الشهيد القائد وضد السيد عبد الملك وأنصاره في جبال مطرة وصعيد صعدة وجبال خولان عامر والتي كانت بأوامر أمريكية ولغاية إسكات الصوت المناهض لأمريكا..
لذا نحن أمام قيادة عظيمة ربانية حكيمة وشجاعة وفية وصادقة ويجب أن نقف معها بكل صدق وإخلاص كما قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119 فمثل هذه القيادة هي نعمة عظيمة والتفريط في نصرتها والوقوف معها ذنب كبير لأنها قيادة على مستوى عالي من القوة في ذات الله، من القوة في مواجهة أعداء الله، قيادة تستطيع أن تعيد بناء الأمة من جديد ولن يهزم اليهود إلا قائد كالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) فيجب أن نلتف حول هذا القائد الإسلامي العظيم كالبنيان المرصوص وأن نسلم له تسليماً مطلقاً فمثل هذه القيادة لن تورطنا ولن تتركنا لأعدائنا كما فعل الكثير من زعماء الأمة الذين يشتغلون لصالح أعدائها مقابل البقاء على كراسيهم..
أخيرا نكرر ما قاله الشهيد القائد (رضوان الله عليه): ((لن يُهزم اليهود إلا تحت قيادة أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، تحت قيادة من ينهجون نهج علي، تحت قيادة من يوالون عليا(صلوات الله عليه)).