ضرب العمق السعودي.. هل امتلكت صنعاء السلاح الذي يرجح كفتها؟
ارتفعت خلال الأشهر الأخيرة وثيرة الضربات الجوية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تطلقها قوات صعاء، نحو أهداف داخل الأراضي السعودية، بالتزامن مع استداد المعارك على الأرض في عدد من الجبهات ولا سيما في محافظات مارب والجوف والبيضاء، واتجاه سير المعارك لمصلحة قوات صنعاء، وسط انهيارات كبيرة في صفوف قوات هادي الموالية للتحالف.
خلال اليومين الماضيين بلغ عدد الهجمات التي تعرضت لها الأراضي السعودية 8 هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية، وسط مؤشرات باستمرار هذه الهجمات، في ظل اشتداد المعارك في محيط مدينة مارب وفي مناطق متفرقة من محافظة شبوة التي سيطرت قوات صنعاء الأربعاء الماضي على ثلاث مديريات منها، مقتربة من منابع النفط في المحافظة.
وتشير الهجمات المتصاعدة من قبل قوات صنعاء في العمق السعودي إلى استعداد قوات صنعاء لمواصلة هذه الهجمات وبوتيرة أعلى، خاصة في ظل التطور الملحوظ الذي تكشف عنه بين فترة وأخرى الهجمات التي ينفذها سلاح الجو والقوة الصاروخية التابعين لقوات صنعاء، والذي كان آخره ما كشفت عنه العملية الأخيرة التي أعلنت عنها صنعاء مطلع سبتمبر الجاري، وأطلقت عليها “عملية توازن الردع السابعة”.
وعلاوة على دلالتها التي تعكس تنامي قوة صنعاء من الناحية الميدانية والعسكرية، وتطور قدراتها التسليحية، وإمكانياتها المتصاعدة يوما بعد آخر في اتجاه تعديل ميزان القوة الذي طالما راهن عليه التحالف منذ اليوم الأول لانطلاق عملياته العسكرية، فإن صنعاء دائما ما تربط تلك الهجمات بحقها المشروع في الرد على العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف والأطراف المحلية المرتبطة به ضدها، بالإضافة إلى الإغلاق والقيود التي فرضها التحالف على الموانئ والمطارات والمنافذ البرية الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء.
وباتت الهجمات التي تنفذها صنعاء ضد أهداف استراتيجية داخل المملكة مصدر وجع تعكسه الدعوات الدولية إلى إيقاف هذه الهجمات وهو ما اعتبر دليلا على أن صنعاء امتلكت فعليا السلاح الذي يمكنها من تعديل الكفة لصالحها، سيما إذا ما أخذ في الاعتبار تطور القدرات الدفاعية وخاصة الدفاعات الجوية التي باتت قادرة على إسقاط طائرات تابعة للتحالف، ويبدو ذلك واضحا من خلال مراجعة لعدد الطائرات الحربية والاستطلاعية والدرون التابعة للتحالف والتي أسقطت بنيران الدفاعات الجوية التابعة لقوات صنعاء.
وفي حين تربط صنعاء استمرار الهجمات التي تنفذها عبر الطيران المسير والصواريخ الباليستية نحو أهداف في العمق السعودي بعمليات التحالف وإغلاقه للمنافذ البرية والبحرية، فإنها تحرص على التأكيد في كل مناسبة على استعدادها لوقف تلك الهجمات في حال وقف الحرب ورفع ما تسميه الحصار الاقتصادي.
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء مهدي المشاط قد أكد في طاب له بمناسبة ثورة 26 سبتمبر، استعداد صنعاء التام والمستمر لوقف كل أشكال العمليات الدفاعية فور توقف كل أشكال العدوان، مبديا ترحيبه بـ “أي جهود مخلصة وصادقة وضامنة لتحقيق السلام، ورفع الحصار، وإنهاء العدوان والاحتلال، وتعالج آثار وتداعيات الحرب، وتحفظ لبلدنا سيادته واستقلاله ومصالحه المشروعة”.
عبدالله محيي الدين :البوابة-الاخبارية-اليمنية