صورة يكتب عنها احرار العالم وتختصر 9 اشهر من الصمود
اختصرت صورة المقاتل اليمني، في الاراضي السعودية وهو حافي القدمين، كل مشاعر التصدي والتحدي والصمود وتحمل اليمنيين على مدار تسعة اشهر من العدوان الغاشم، الذي استعمل فيه ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية كل انواع الاسلحة المحرمة والمباحة ومن الجو والبر والبحر. الصورة التي التقطتها عدسات الاعلام الحربي .
وانتشرت بشكل واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي الفيسبوك، تغطي عن كل ماكتب ويكتب ويؤلف من كتب من الاحرار، وحتى بقية القوم عن اطول عدوان في التاريخ المعاصر يتعرض له شعب عربي رفض الخضوع والخنوع، واصر على المقاومة و الاستبسال حتى لوكان حافي القدمين.
ومن دون شك الصورة سيكون لها الاثر البليغ،على الأعداء قبل الاصدقاء، ليدركوا حقيقة اخرى عن الشعب اليمني،مفادها انه من طينة اخرى يصبر عن الجوع وعن الحصار، ولكنه لايكون لاجيء عند الغير، يتحمل الخراب والدمار، ويرفض ان يكون عاملا في بلده لحكام اخرين، او عائلة لا تملك زمام قرارها .
فعلى مدار تسعة اشهر لم نسمع عن لاجئين يمنيين، او متسولين في البلدان العربية كما انهم لم يطلبوا حتى الدعم من غيرهم، ويعولون على ما يملكون من قدرات، وايمان بالله تعالى واصرار وشجاعة وعزيمة، متسلحين بالثقة بالنفس،وفي قائد شاب ممثلا في شخص السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يدرك ما يحاك لوطنه ويتقن قواعد اللعبة، مع المارد الأمريكي الذي يقود العدوان من وراء الزجاج، وبأمر واحد من البيت الأبيض تتوقف الحرب، وما العربان الذين يتشدقون في الفضائيات ويطبلون لمعارك تعز ومارب وعدن وصنعاء، كما يحلمون إلا أبواق وبيادق، ان لم نقل كلاب لعبة شعبية جزائرية اسمها الخربقة، يحركها اللاعب الأساسي من غرفة لغرفة.
اعتقد جازما أن صورة الجندي اليمني الحافي في الأراضي السعودية، ستكون منعرجا أخر في العدوان والتصدي له والكثير من المرتزقة وكلاب الخربقة، سيعيد حساباته ويتخلى عن الدور الذي يقوم به بمقابل،كما ان هذا الجندي دخل التاريخ اليمني من بابه الواسع،ويحق لكل يمني ان يفتخر بجيشه وبجنوده وأحيانا كما يقولون الفارق يصنعه الصغار، وليس دائما القادة الكبار ايضا في الجيوش فالعبرة بالشجاعة والاقدام والقناعة بالقضية.
اليمنيون من حقهم اليوم أن يفتخروا بجيشهم وباللجان الشعبية ويكفيه صمودا حتى ان خسر الحرب لاقدر الله، فان الجميع يدرك فوارق الإمكانيات المادية والبشرية، ولكن بعد صورة الجندي تيقنوا ان النصر حليفكم مدام لكم جيش بمثل هذا الرجل وهو صبر ساعة. وسيكتب التاريخ وتتداول الأجيال، وتذكر ان هذا الجندي الحافي اطهر وانقى وافضل الف مرة، ممن يحملون شهادات عليا ويصدعون رؤس الشعوب العربية يوميا بالكذب والافتراء وتقدمات وهمية، وانجازات ورقية لايتقن تحليلها الا خبراء الخليج العسكريين من متقاعدي جيوش، أخر معاركها غزوة احد عندما هاجمت قريش الانصار في المدينة،ثم قصف اليمن ما يعني ان حروبها دائما ضد الأنصار ولا تحارب الكفار.
اما أنت أيها الجندي الحافي، حماك الله ورعاك فتاكد انك اسعدت كل عربي غيور وحر، ببسالتك وشجاعتك ولك ان تفتخر بيمنيتك وعروبتك، وكل عربي يتمنى ان يكون جيش دولته له مثل شجاعتك لان ابرزت المعني الحقيقي للرجولة، والدفاع عن الوطن والعرض والشرف والكرامة فهنئا لك التاريخ وساعدك الله بالجغرافيا في ارض يمنية تسعى لتحريرها، من عائلة التهمتها في لحظة استغفال من الزمن، آن الأوان إن يعود الحق لأصحابه.
بقلم / فوزي حوامدي – الجزائر