صورايخ اليمن وصافرات الإنذار السعودية!
مع طول أمد العدوان على اليمن وانعدام خيارات السعودية العسكرية والسياسية واتساع مروحة أهداف الصواريخ اليمنية الباليستية في الرياض وما هو أبعد من الرياض، صافرات الإنذار تدوي في أسماع سكان نجد وتعيد أجواء الحرب في اوساطهم مصحوبة هذه المرة بمخاوف حقيقية بعد انقطاع دام لقرابة ثلاثة عقود على هامش التجربة التي قامت بها قوات الدفاع المدني السعودي مؤخرا..
واقتصرت تجربة صافرات الإنذار السعودية على الرياض ومحافظتي الخرج والدرعية والمنطقة الشرقية بكامل محافظاتها فيما تظل المدن الجنوبية كعسير وجيزان ونجران خارج الحسابات باعتبارها الأكثر عرضة للقصف والاستهداف وهو ما قد يزيد من انعدام الثقة في النظام السعودي في حال تفعيلها هناك.
ومجبرة أن تخوض المملكة السعودية هذه التجربة رغم معرفتها بالقصور في بناها التحتية لمواجهة التهديدات والكوارث الطبيعية كون النار التي اوقدتها وأشعلت فتيلها امتدت لتطالها وجعلت من كامل مدنها وقواعدها ومنشآتها الحيوية تحت مرمى صواريخ اليمن الباليستية ولأن حروبها كانت بالوكالة لم يتسنَّ للدفاع المدني السعودي التأكد من سلامة صافرات الإنذار طيلة السنوات الماضية.
وبتغير موازين القوى وتوالي الضربات الصاروخية على الرياض سيجد الدفاع المدني السعودي نفسه مضطرا لتعطيل هذا المشروع وإخراجه عن الخدمة خوفا من تأثيراته العكسية أو أن يستمر في تفعيله ليؤكد بذلك أن نظرية الأمن الداخلي السعودي قد اسقطتها سياسية ابن سلمان العدائية.
وبقدر ما تعكس هذه الخطوات التحذيرية انعدام خيارات السعودية الهجومية والدفاعية بعد ثبوت فشل نظام الباتريوت الأمريكي بالقدر الذي تجعل اليمن في موقع جديد لم يألفه العدوان ولن يستطيع التكيف معه.
والمفارقة في الأمر أن محمد بن سلمان الذي يقود حملة الانفتاح والانبطاح ويذهب بالاقتصاد السعودي نحو الهاوية سيعيد لأسماع سكان شبه الجزيرة ما يجعلهم يعيشون الخوف والذعر كل لحظة وعلى مدار اليوم في وقت تستنكر بعض أبواقه أصوات الأذان ووسط تأكيد على منع استخدام المكبرات في نقل “صلاة التراويح” رغم ما لها من مكانة ومناسبة تحريضية لدى الوهابية السعودية التي تتجه نحو الرومانسية لكن على الطريقة الأمريكية.