صواريخ إيران تهزّ الكيان.. “إسرائيل” تحت الأرض ..وعمليات “خيبر” اللبنانية تواصل استهداف المواقع الاستراتيجية ..ومعركة الفتح الموعود اليمنية تتصاعد بحراً وبراً
بينما كان مجرم الحرب بنيامين نتيناهو يستعدّ لاستقبال الذكرى الأولى لمعركة “طوفان الأقصى” بمحاولة محو العار الذي لحق به في 7 أكتوبر على يد المقاومة في غزة، فاجأته إيران مساء أمس الثلاثاء بوابل غير مسبوق من الصواريخ التي استهدفت مناطق عدة داخل الكيان. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه بدأ في قصف أهداف عسكرية مهمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ، محذراً من أن أي رد عسكري صهيوني سيُقابل بهجمات أشدّ عنفا وتدميرا.
تساقطت الصواريخ الإيرانية على مستوطنة “تل أبيب”، في حين ارتفعت أصوات المستوطنين الذين أصابهم الرعب بسبب فشل القبة الحديدية في التصدي للضربات القادمة من ست مدن إيرانية. والأسوأ من ذلك، اختفى قادة الكيان فجأة، حيث أفادت الأنباء أنهم اجتمعوا في ملجأ تحت الأرض برئاسة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، الذي كان يسعى لاستعادة شعبيته من خلال تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة حزب الله اللبناني.
أعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران استهداف قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعشرات الصواريخ، رداً على اغتيال الشهداء، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ومسؤول ملف لبنان في فيلق القدس في حرس الثورة، اللواء عباس نيلفوروشان، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. وأكد الحرس أنّ العملية تمت بعد فترة من ضبط النفس الذي مارسته إيران أمام انتهاك الاحتلال سيادتها عبر اغتياله الشهيد هنية، ووفقاً لحق إيران بالدفاع عن نفسها.
وأكد الحرس أنّ العملية تمت بعد فترة من ضبط النفس الذي مارسته إيران أمام انتهاك الاحتلال سيادتها عبر اغتياله الشهيد هنية، ووفقاً لمبدأ حق إيران بالدفاع عن نفسها، كما أنّها جاءت بعد تصعيد الجرائم الصهيونية، بدعم أمريكي، في قتل الشعبين الفلسطيني واللبناني، كما أضاف البيان، الذي شدّد على أنّ العملية حظيت بتأييد من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ودعم من الجيش الإيراني. وتوعّد حرس الثورة الاحتلال الصهيوني بأنّه سيواجه هجمات عنيفة، إذا رد على العملية الإيرانية.
حزب الله
وقبل ذلك، أعلن حزب الله اللبناني -في إطار عمليات حملت اسم “خيبر”- عن استهداف مواقع استراتيجية تابعة للاستخبارات العسكرية الصهيونية والموساد في محيط مستوطنة “تل أبيب” بصليات صاروخية من نوع “فادي 4″، وذلك، ردًا على الجرائم الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين ودعماً للمقاومة في غزة. وتتزامن هذه العمليات مع توترات متعددة على الجبهات الإقليمية، بما في ذلك عمليات نوعية نفذها اليمنيون ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
فـ”بنداء لبيك يا نصر الله”، أعلن حزب الله اللبناني إطلاق صليات صاروخية من نوع “فادي 4” على قاعدة “غليلوت” التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية “8200” ومقر “الموساد” الصهيوني في ضواحي مستوطنة “تل أبيب”.
وأكّدت المقاومة في البيان أن قصف “غليلوت” ومقر “الموساد” في “تل أبيب” يأتي في إطار سلسلة عمليات “خيبر” ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو، دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
الوضع في كيان العدو
وفي هذا الإطار، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، أنّ الصواريخ التي أطلقت على وسط الكيان من لبنان هي الأكبر منذ بداية الحرب، بينما تحدثت منصة إعلامية إسرائيلية عن فرض تعتيم شديد على ما يحصل في الحدود الشمالية.
وعقب صليات الصواريخ التي أطلقت من لبنان في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال الإعلام الإسرائيلي إنّه “من الواضح أن حزب الله لم يقل الكلمة الأخيرة بعد”، مشدداً على أن “حزب الله لا يزال لديه قدرات إطلاق على (إسرائيل)”. وتحدث قناة إسرائيلية، عن 50 عملية إطلاق من لبنان آخرها استهداف منطقة الوسط ما أدخل ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.
هذا وأغلقت شرطة الاحتلال شارع “6” من تقاطع “خوريش” إلى “آيال” (قرب قلقيلية) أمام حركة المرور، من جرّاء سقوط صاروخ مصدره لبنان. فيما أظهرت مشاهد سقوط صاروخ بشكلٍ مباشر في مفترق حورشيم في محيط كفار سابا شمالي مستوطنة “تل أبيب”. وإلى ذلك، رصد الإعلام الإسرائيلي اندلاع حرائق ودمار في الطريق، بالإضافة إلى تضرر حافلة للمستوطنين في “تل أبيب” من جراء سقوط صاروخ أطلق من لبنان.
وسقط صاروخ شرقي مستوطنة “تل أبيب” بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في الشمال والشرق، بينما طلبت شرطة “تل أبيب من المستوطنين البقاء في الأماكن المحمية، عقب سقوط عدد من الإصابات هناك. ورصدت 3 صواريخ أطلقت من لبنان في اتجاه “غوش دان والشارون”، بالإضافة إلى سقوط صاروخ وشظايا في وسط مدينة “كفار سابا”.
إلى ذلك تحدثت “نجمة داوود الحمراء” عن وجود عدد من المصابين في أعقاب صلية الصواريخ نحو منطقة الوسط في “نحشونيم وخورشيم”. وتداولت وسائل إعلام إسرائيلي مشاهد للحظات الأولى لتفعيل صفارات الإنذار شمالي “تل أبيب” وسقوط صاروخ في المكان.
إلى ذلك، لا تزال المقاومة الإسلامية حاضرة، وأكد الإعلام الحربي في جنوبي لبنان أن حزب الله لا يزال يستهدف التحركات الصهيونية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع تأكيده أن الحديث الصهيوني عن قتال عنيف داخل الأراضي اللبنانية غير صحيح حتى اللحظة.
عمليات لحزب الله
يأتي ذلك بينما أعلنت المقاومة عن عملياتٍ إضافية، مستهدفة تجمعاً لجنود العدو بين موقعي “الرمثا” و”السماقة” في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بـ 32 صاروخ كاتيوشا، كما استهدفت تجمعاً لجنود الاحتلال قرب مستوطنة “روش بينا” بصلية صاروخية، وتجمع آخر لقوات العدو في ثكنة “دوفيف” بصاروخ “فلق 2”.
وسبق أن أعلنت المقاومة استهدافها عدة تجمعات لجنود الاحتلال، في كلٍ من مستعمرات “أفيفيم” و”المطلة” وشتولا”، وأكدت أن عملياتها حققت إصابات مباشرة، وأكد مراسلون أن المقاومة لم توقف عملياتها منذ الصباح، مشيرةً إلى صلية صاروخية من جنوبي لبنان في اتجاه الأراضي المحتلة.
بينما أقرت وسائل إعلام إسرائيلية بتجدد دوي صفارات الإنذار في “شتولا”، “افن مناحم”، “زرعيت”، و”شوميراه” بالجليل الغربي، بالإضافة إلى “المطلة” و”مسكاف عام” في إصبع الجليل، و”يفتاح”، “المالكية”، “راموت نفتالي”، و”ديشون” في الجليل.
اليمن ومعركة الفتح الموعود
من جانبهم، أعلن اليمنيون أنهم نفذوا 3 عمليات عسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهادي، مستهدفين سفينتين إحداهما نفطية بريطانية تعرضت لإصابة بالغة، وهو ما اعترفت به وكالة أمن بحري بريطانية.
وقال المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني يحيى سريع، في بيان تلفزيوني، إن قوات بلاده نفذت 3 عمليات عسكرية، الأولى استهدفت سفينة (CORDELIA MOON) النفطية البريطانية في البحر الأحمر بـ8 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيرة وزورق مسير، ما أدى إلى إصابة السفينة إصابة بالغة، وهو ما أكدته وكالة “يو كاي إم تي أو” التي تديرها البحرية الملكية البريطانية.
وأضاف أنه تم خلال العملية الثانية استهداف سفينة (MARATHOPOLIS) في المحيط الهندي بصاروخ مجنح، بينما العملية الثالثة تمثلت في استهداف السفينة مجددا لانتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، دون ذكر الجهة التابعة لها.
وأشار سريع إلى أنه تم استهداف السفينة أثناء إبحارها في منطقة عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر العربي، وتم استهدافها بطائرة مسيرة، وأدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل مباشر. وجاب بيان المتحدث بعد أن أعلنت حركة أنصار، تنفيذ عمليتين عسكريتين بطائرات مسيرة استهدفتا مدينتي يافا وإيلات وسط الكيان، مشيرة إلى تحقيق أهدافهما بنجاح.
وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا صهيونية مدمرة منذ 7 أكتوبر 2023، استهدف اليمنيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن صهيونية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب.
ومع تدخل واشنطن ولندن عبر تحالف يشن ضربات على مواقع للمقاومة في اليمن، واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في جانفي الماضي، أعلنت جماعة أنصار الله أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية. ومؤخرا، قالت حركة أنصار الله إنها ستوسع الضربات لتشمل السفن المرتبطة بالعدو المارة في المحيط الهندي عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وخلفت الحرب الصهيونية المدمرة على غزة أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة أطفال ومسنين.