صنعاء لِمُعرقلي المفاوضات: يدُنا خفيفة على الزناد
كانت الأيام القليلة الماضية حُبلى بالرسائل العسكرية والسياسية التي وظّفتها صنعاء للردع من جهة والرد من جهة أخرى، على الهجوم الممنهج الذي تتعرض له وبمختلف الأساليب. اذ أن الزيارة العقيمة التي قام بها المبعوث الأممي إلى عدن، إضافة لجهود العرقلة التي يبذلها المبعوث الأميركي وما يرافقه من تحرك عسكري بريطاني أميركي متزايد، كلها مجتمعة تدور في فلك واحد: محاولة نقل المعركة إلى داخل الجغرافيا اليمنية وإبقاء الوضع على هو ما عليه. وبالتالي، كانت الكلمة الفصل لرئيس المجلس السياسي الأعلى “القضايا الأساسية إن لم تُحل فإن الحل سيكون بأفواه الصواريخ والطائرات المسيرة”.
كشف الرئيس مهدي المشاط عن تجربة عسكرية نفذتها القوة الصاروخية “أربكت القوات الأجنبية في البحر الأحمر”. وأضاف: “سمعتم قرار وكلمة الفصل من السيد القائد في الأيام الماضية وهذا دستورنا الذي سنمشي عليه مع العدو”.
واستمراراً في المعادلة التي فرضتها صنعاء في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، لحماية النفط من النهب دون تحقيق أي تقدم بالملف الإنساني، أكد المشاط خلال لقاء موسع بمحافظة عَمْران، أنّه خلال الأسبوع الماضي، “كنا في حرب مستعرة مع سفينتين قادمتين إلى ميناء عدن لنهب الغاز اليمني، وتراجعتا 4 مرات آخرها أمس”. لافتاً إلى أنّ القوات المسلّحة اليمنية، أبلغت الشركات المالكة لسفينتَي “سينمار جين” و”بوليفار”، أنّها ستضربهما إذا دخلتا لنهب الغاز من ميناء عدن.
وعن اقتحام قوة من المارينز مدرستين في سيؤن قال المشاط: “تطالعنا الأخبار عن نزول المارينز والقوات البريطانية في المحافظات المحتلة… نحذرهم من التمادي، فاليمن خطٌ أحمر”، مشيراً إلى أنّ “اليمن يمتلك الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية، ويمتلك قائداً يده خفيفة على الزناد”. مشدداً على أن السعودية “هي من جلبت هذا العدوان القذر، وهي من تتحمل مسؤولية معالجة تداعيات هذا العدوان”.
تنتهج الولايات المتحدة في حربها على اليمن مسارين، تعتمد في جانب منهما على زعزعة الجبهة الداخلية والبروباغندا الإعلامية القائمة على التضليل والترويج للسردية الأميركية، وهو ما أشار إليه المشاط، مشدداً على انهم يمتلكون معلومات عن ان العدو “يستهدف القلاع الحصينة للمسيرة القرآنية”. موضحاً ان “العدو يسعى لإثارة المشاكل في الداخل ليصعد في الجبهات العسكرية فيما نكون مشغولين بوضعنا الداخلي… نتحمل الطعن في الظهر لأننا نعرف أننا أمام عدو، ونتحمل كل الدعايات والأضاليل التي تتلقاها آذان الحمقى والعملاء حفاظاً على الجبهة الداخلية”، مؤكداً بأن “أمام كل كذبة لدينا 1000 حقيقة لإيضاح الكذب والافتراء ولإيضاح الحقيقة”.
على المقلب الآخر، لا تزال جهود الوساطة تراوح مكانها دون احراز أي تقدم يذكر، خاصة على الصعيد الإنساني. وفيما كثرت التقارير الصادرة عن المنظمات الإنسانية والحقوقية والصحية عن الأزمة المستمرة والمتزايدة في اليمن، تعيد أدوات السعودية في عدن قول ما ذكره المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، وبالتالي رفض الخوض في الحديث عن الملف الإنساني.
وفي السياق، ذكرت منظمة الصحة العالمية ان ما لا يقل عن 413 طفلاً لقوا حتفهم بسبب مرض الحصبة القاتل خلال سبعة أشهر، حسبما ذكرت منظمة الصحة العالمية.
وقالت المنظمة في بيان، إنه حتى 31 تموز/ يوليو من هذا العام، بلغ عدد الحالات المشتبه فيها بالحصبة والحصبة الألمانية في اليمن ما يقرب من 34300 حالة و413 حالة وفاة، مقارنة بـ 27000 حالة و220 حالة وفاة مرتبطة بها في عام 2022.
وقالت الوكالة الأممية إن تفشي الأمراض الفتاكة يأتي وسط ظروف قاسية في اليمن، بما في ذلك “التدهور الاقتصادي وانخفاض الدخل والنزوح والظروف المعيشية المكتظة في المخيمات، إلى جانب نظام صحي مرهق ومعدلات تحصين منخفضة”.
- المصدر: موقع الخنادق