شياطين التحالف تعبث في التفاصيل ،وصنعاء لدول العدوان : أنتم أحوج الى الهدنة منا..
يكاد الاسبوع الاول للهدنة الانسانية العسكرية في اليمن ينقضي دون ان تتمكن اول رحلة جوية من الهبوط في مطار صنعاء المحاصر من قبل تحالف العدوان السعودي الامريكي ، وجرى تأجيل الرحلة الاولى من الرحلات ال 16 المقره وفق بنود الهدنة الى منتصف الاسبوع القادم ،وهو موعد قد يتحقق في ضوء عوامل عدة ابعدها ماتحدث عنه المبعوث الاممي الى الي اليمن هانس جروندبرغ .
غروندبرغ ساق في مؤتمره الصحفي الثلاثاء جملة من المغالطات حول عمليات وتجهيزات لوجستية تخص مطار صنعاء هي ماتؤخر اطلاق اولى الرحلات ، فضلا عن كونه مغلقا وهو امر غير صحيح اذا تهبط يوميا فيه طائرات اممية .
مصدر حكومي – فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح كذب المبعوث الاممي واتهم التحالف بالمماطلة في تطبيق شروط الهدنة واهمها فتح مطار صنعاء الدولي امام عدد محدود من الرحلات التجارية الى وجهتين محددتين هما مصر والاردن ، دافعا بالدولتين الى لعب دور المعرقل من بوابة الجوازات ومكان اصدارها وطرق الاستحصال على الفيزا لدخول الدولتين .
وكشف ان الطلب الاردني بقبول الجوازات الصادرة من عدن هدد استمرار الهدنه وقال ان الرئاسة اليمنية ابلغت الامم المتحدة بان الهدنة لامعنى لها اذا رفضت الجوازات الصادرة من صنعاء واستمر التلكؤ الاردني بدفع من التحالف ، واضاف بان صنعاء تدرك ان التحالف يضع العراقيل في التفاصيل ويحاول ان تنقضي فترة الهدنة دون تحقيق فتح مطار صنعاء .
واضاف المصدر بان الامم المتحدة وعقب تهديد صنعاء عينت منسقا لتولي مهام تسهيل حصول اليمنيين المسافرين على الفيزا ، وحتى لحظة كتابة هذا التقرير مساء الجمعة فإن المنسق الاممي لم يبلغ صنعاء بنتائج تواصلاته مع القاهرة وعمان ، مايؤكد ان موعد الاثنين المقبل كأول رحلة تصل مطا صنعاء ومنها الى العاصمتين الاردنية والمصرية تحيط به الشكوك .
وعتب المصدر في صنعاء على تحول مصر والاردن التي يكن لهما اليمنيون الكثير من الود الى اداة بيد الرياض لعرقلة رحلات انسانية بالدرجة الاولى بعد سبع سنوات من الاقفال الكامل لمطار صنعاء ووفاة الالاف من اليمنيين نتيجة انهيار الخدمات الصحية في داخل البلاد والحصار المطبق على مطار صنعاء .
وكان رئيس اللجنة الطبية العليا الدكتور مطهر الدرويش كشف في تصريحات لقناة المسيرة اليمنية انه جرى تخصيص نصف مقاعد هذه الرحلات الانسانية ال 16 وفق بنود الهدنة للمرضى المحتاجين للسفر للخارج وتنعدم امكانية علاجهم في اليمن .
واشار الى ان الرحلات لاتمثل سوى واحد بالالف مما يحتاجه المرضى باليمن وفقا للمسجلين بكشوفات اللجنة الطبية العليا البالغين ، والحاصلين على تقارير طبية تفيد باستحالة علاجهم في اليمن وحاجتهم الى مراكز اكثر تقدما كمرض القلب والكبد وزراعة الكلى والسرطانات وغيرها من الامراض المستعصية .
ودعا د الدرويش الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية الى استغلا الاجواء الايجابية للهدنة واعادة اطلاق الجسر الجوي الطبي والذي لم تسير منه سوى رحلة يتيمه في العام 2019م لعدد 28 مريضا ، نظرا لعدم قدرة مرضى كثر تواصلت بهم اللجنة على تحمل نفقات العلاج بعد ان اتى الحصار والحرب الاقتصادية على اليمن على ممتلكاتهم ومدخراتهم لتحمل نفقات العلاج في الخارج .
يستقبل مطار صنعاء الدولي يوميا رحلات اممية متنوعة ، هو مغلق فقط على اليمنيين ، ويؤكد بحسب مدير عام المطار خالد الشايف جاهزية مطار صنعاء منذ اليوم الاول لاستقبال الرحلات التي جرى الاتفاق عليها ضمن الهدنة الانسانية العسكرية .
وهو ماينفي تماما ادعاءات المبعوث بان المطار معطل ويحتاج الى الوقت في الجانب اللوجستي ، وتنفيه واقع الحال في العاصمة صنعاء التي استقبلت في اثناء مؤتمر المبعوث الاممي طائرات اممية هبطت تقل موظفين اممين او تنقل مساعدات حيث المطار مفتوح فقط للأمم المتحدة ولم يغلق طيلة 7 سنوات بوجهها رغم مطالبات للحكومة وضغوط شعبية بذلك.
وبالتزامن مع المماطلة في تسيير الرحلات من والى مطار صنعاء اتى احتجاز سفينة الديزل دايتون من قبل التحالف ليضع مزيدا من التساؤل حول جدية دول العدوان على اليمن في انجاح الهدنة ، في وقت تؤكد صنعاء على تنفيذ كامل الشروط وبنود الهدنة ومنع التنفيذ الانتقائي .
صنعاء كانت حذرت التحالف من تفويت الفرصة في قبول المبادرة التي تقدمت بها والتي سبق الهدنة العسكرية الانسانية التي جرى الاتفاق عليها في مسقط بين وفد صنعاء برئاسة المفاوض المحنك محمد عبد السلام ووفد الرياض برئاسة خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي .
السيد عبد الملك حذر في اخر خطاب له بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك بان لدى اليمن خياراته اذا مامضى تحالف العدوان نحو التعنت ورفض فرص السلام ، ولن يكون البحر الاحمر بعيدا عن تلك الخيارات ، وهو تهديد اتى في وقته بالنظر الى الاحداث الدولية في اوروبا والصدام الامريكي الروسي في اوكرانيا ، وحاجة الغرب الى الهدوء في منطقة الشرق الاوسط التي يمر بجوارها ثلث واردات الطاقة الاوروبية ونصف الملاحة التجارية وراء نزول السعودية بدفع امريكي عن موقفها المتعجرف تجاه فك الحصار على اليمن بالتزامن مع وقف الغارات والعمليات العسكرية على الارض وهو ما تحقق حتى الان رغم خروقات هنا وهناك من قبل اطراف موالية للتحالف جمعت الرياض قادتهم في الرياض لمحاولة لمملة شتاتهم
أظهرت صنعاء من خلال القصف للعمق الاماراتي والسعودي عن بعض من تطور تكنولوجيا صواريخ لديها والطيران المسير من خلال عمليات اعصار اليمن التي طالت الامارات وكسر الحصار في العمق السعودي .
تدرك الرياض وابوظبي ان تحذير السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لهما من الندم ان فوتوا فرصة السلام جدي وتخشاه الولايات المتحدة واوروبا نتيجة الازمة الاوكرانية وارتفاع اسعار الطاقة, وتهديد الرئيس مهدي المشاط بعمليات اكثر وجعا ومفاجئات لدول العدوان ان استمرت في غيها ينبغي ان يكون محفزا للنزول عن شجرة العدوان.
سمحت صنعاء من خلال الهدنة الانسانية العسكرية لدول دول تحالف العدوان وخاصة النظام السعودي بالنزول خطوة عن شجرة العدوان على امل ان يستتبع ذلك خطوات اسرع نحو السلام الكامل ورفع الحصار وايقاف العدوان .
صنعاء ليست في محط ان توضع في موقع الاخوة الفلسطينيين عقب اتفاق غزة اريحا والذي زمن بأشهر حينها وامتد عقودا وانتهي بقتل ” اسرائيل ” الرئيس عرفات في مقره بالمقاطعة برام الله ونكث كل الاتفاقات والوعود .
التلاعب والمماطلة في تنفيذ الهدنة ودفع اطراف من وراء الطاولة الى تصدر مشهد اللعبة القذرة لن يكون في صالح الرياض تحديدا او ابوظبي بوصفهما وكلاء الأمريكي والاسرائيلي حسب ما تؤكد مصادر رفيعة في صنعاء ،وهولن يكون ايضا في صالح العالم الذي يتقلب على جمر الاحداث المتلاحقة بنتيجة الازمة الاوكرانية والصدام الروسي الاوروبي الامريكي، والصدام الصيني الامريكي المرتقب وارتفاع اسعار الطاقة .
صنعاء التي بلغت من الصبر درجة نبي الله أيوب يدها على الزناد .. ولا مصلحة كبيرة لها بالوقت المستقطع الذي توفره الهدنه بقدر حاجة الرياض المعنية باخذ العبر من اوكرانيا وفيتنام حيث تركت الولايات المتحدة عملائها واصدقائها يواجهون مصيرهم وتوارت في نهاية المطاف.