صنعاء.. عاصمةُ المشروع الوطني الكفيلُ بحماية اليمن وكل اليمنيين
مع استمرار المعاركِ الشاملة لاستئصال حزب “الإصلاح” من المشهد كاملاً، بعد تنفيذه أجنداتِ ومخطّطاتِ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي طيلة سبع سنوات من العدوان والحصار، وتحول هذا الحزب إلى ضحية جديدة يضاف إلى عداد الأدوات التي يستغني عنها الاحتلال في كُـلّ المراحل التاريخية الماضية، في حين تجدد صنعاء التأكيد على أنها الحضن الذي يحتوي كُـلّ اليمنيين، والحصن الحصين لكل المنتمين لهذا الشعب، من غدر الخارج وجرائمه، حتى وإن كان الأمر متعلقاً بمحتلّ وأدوات عميلة.
محاكمةُ نهاية الخدمة!
وبعد أن تصاعدت، أمس الاثنين، حدة المعركة التي يخوضُها تحالف العدوان ضد أدواته المستغنَى عنها، والتي هي معركة أشبه بما تكون “عملية جراحية” لاستئصال حزب “الإصلاح” العميل، واصلت دول العدوان إسقاط أوكار ومراكز نفوذ حزب “الإصلاح”، مع بدء إعلان محاكمة لعناصر ومنتمي الحزب، من قبل الأدوات التابعة للاحتلال الإماراتي في عدن.
وذكرت وسائل إعلام موالية للعدوان، أمس، بدء جلسات محاكمة في عدن ضد قيادات بارزة في حزب “الإصلاح” في خطوة قد تمهد لحظر نشاط الحزب الذي يتعرض لحملة اجتثاث شاملة، مشيرةً إلى أن ما يسمى “المجلس الانتقالي” التابع للاحتلال الإماراتي، والمسيطر على السلطة العميلة في عدن، فتح، أمس الاثنين، ملف تفجيرات مطار عدن واستهداف منتحل صفة المحافظ المرتزِق أحمد لملس، والتي يتهم فيها مرتزِقة الإمارات، قيادات عسكرية في حزب “الإصلاح” أبرزهم أمجد خالد منتحل صفة ما يسمى “قائد لواء النقل” بحكومة المرتزِقة، والمقيم حَـاليًّا بالريف الجنوبي الغربي لتعز.
وأوضحت تلك الوسائل أن ما تسمى “المحكمة الجزائية في عدن” نظمت، أمس، أولى جلسات الملفين، حَيثُ يحاكم العديد من المتهمين غيابياً، جميعهم محسوبين على حزب “الإصلاح”.
وفيما تعد هذه الجلسة هي الأولى منذ تولي أدوات الاحتلال الإماراتي قيادة القطاع القضائي في المحافظات الجنوبية بعد إقصاء السلطة السابقة المحسوبة على “الإصلاح”، إلا أن هذه الخطوة تشير إلى توجّـه سعوديّ إماراتي متناغم نحو الاجتثاث الشامل لحزب “الإصلاح”، مع الحرص على البحث عن أغطية قانونية لاجتثاث الحزب الذي قدم خدماته طيلة سبع سنوات ونصف، فرط فيها بكل أشكال السيادة اليمنية وتبنى عمليات نهب الثروات ومصادرة حقوق الشعب ومفاقمة معاناته.
وتتزامن هذه المحاكمة مع استمرار الزحف العسكري لأدوات الاحتلال الإماراتي التي تبدد الوجود العسكري للإصلاح يوماً تلو الآخر، منطقةً تلو الأُخرى، فبعد إسقاطهم في شبوة وأبين، فتحت، أمس، ما تسمى “قوات العمالقة” التابعة لأدوات الاحتلال الإماراتي، أمس الاثنين، معركة عسكرية مفتوحة مع حزب “الإصلاح” في حضرموت، بعد أَيَّـام من وعيد المرتزِق الزبيدي باجتثاث أدوات “الإصلاح” من حضرموت الوادي والصحراء، ورفضه كُـلّ التوجيهات من المرتزِق العليمي الذي دعا لوقف تلك المعارك، في حين أن الصمت السعوديّ والدعم الإماراتي المعلَن بالطيران الحربي يؤكّـد أن هذه المعركة التي تدار ضد “الإصلاح” تأتي بتفاهُمٍ بين الرياض وأبوظبي بمنأًى عن فصائل المرتزِقة متعددة الولاءات، والتي لا تستطيع فعل شيء أكثر من تنفيذ التوجيهات والمخطّطات التي يصدرها تحالف العدوان.
استئصالٌ جذري بتفاهُمٍ سعوديّ إماراتي
وفي السياق أعلنت وسائل إعلام موالية للعدوان، أمس الاثنين، أن فصائل مرتزِقة ما تسمى “العمالقة” التابعة للإمارات، تمكّنت خلال الساعات الماضية من إحكام سيطرتها العسكرية على معسكر “حراد” أولى معاقل “الإصلاح” الأَسَاسية على مدخل محافظة حضرموت الغربي، وهو ما يمهّد لمعركة مفتوحة ضد “الإصلاح” في حضرموت، وسط عجز كُـلّ قيادات المرتزِقة المنضوية فيما يسمى “المجلس الرئاسي” عن عمل أي شيء من شأنه وقف الزحف الساعي لاستئصال “الإصلاح” عسكريًّا.
ولفتت تلك الوسائل إلى أن السيطرة على معسكر “حراد” جاء بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة على رأسها ألوية ما تسمى “محور عتق” التابع للإمارات وقائدها المرتزِق “عادل المصعبي” رفقة المليشيات التي شكلتها الإمارات مؤخّراً بديلاً عن “مرتزِقة النخبة الشبوانية”، والتي تسمى بقوات “دفاع شبوة”، لتتم السيطرة على أولى معاقل “الإصلاح” في حضرموت، وسط وعيد باستمرار الزحف حتى اجتثاث “الإصلاح”.
وبينت تلك الوسائل أنه وفور إحكام الفصائل المرتزِقة التابعة للاحتلال الإماراتي السيطرة على المعسكر بعد فرار قوات “الإصلاح” عبر طريق “العبر” تكون الفصائل التابعة لأبوظبي قد باشرت عمليًّا خطّتها الهادفة لطرد “الإصلاح” من حضرموت.
وبالعودة إلى الحديث عن الاستئصال الجذري والتحَرّك الشامل لإنهاء وجود الحزب، واصلت القوات المدعومة إماراتيًا في محافظة شبوة، أمس الاثنين، حملات اعتقالاتها المتواصلة ضد مواطنين بدوافعَ مناطقية وانتقامية، بذريعة مشاركتهم في القتال إلى جانب قوات “الإصلاح”، حَيثُ شهدت مدينة عتق، عاصمة المحافظة، اعتقال العشرات من المواطنين، وخَاصَّة أبناء شبوة، على خلفية مناطقية، بتهمة مشاركتهم في المعارك الأخيرة ضد الفصائل الإماراتية، في إشارة إلى حزب “الإصلاح”، في حين تأتي هذه الحملة لتؤكّـد أن كُـلّ أبواب الخارج “المتحكم” باتت مغلقة أمام حزب “الإصلاح” والمحسوبين عليه، الذين ظنوا أن خدمة ذلك الأجنبي المنتقم ستمكّنهم من الوصول إلى أوهامهم.
صنعاءُ من جديد.. المُنقذ في كُـلّ الظروف
وأمام الانهيار “الإصلاحي” الكبير والحرب الشاملة ضده، بقيادة مباشرة من دول تحالف العدوان، جددت صنعاء دعوتها لكل اليمنيين للانخراط في المشروع الوطني الرافض للتدخل الخارجي، مؤكّـدةً أنها لن تسكت عن أي عدوانٍ خارجي على أي فصيل أَو منطقة يمنية، مهما كان توجّـه ذلك الفصيل، وإن كان من أدوات الخارج المستغنى عنها، وذلك تحت شرط الإعلان الرسمي والواضح بالتخلي عن الخارج.
وعلى لسان عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري، أكّـدت صنعاء أن الفرصة مفتوحة أمام كُـلّ اليمنيين للانخراط في مواجهة الخارج، وتلافي الأخطاء.
وقال العجري، أمس، في تغريدةٍ له على تويتر: “لكل القوى في معسكر العدوان سنختصر لكم الطريق، تعالوا معنا على مشروع وطني جامع يخرجكم من حالة التيه ويعيد لليمن استقراره ووحدته وسيادته”.
وخاطب العجري قوى العدوان بقوله: “قلنا لكم من البداية لو أنفقتم كُـلّ نفطكم لتوحدوا بينهم لن تزيدوهم إلا خبالاً؛ لأَنَّكم تريدون توحيدهم على الكراهية والمناطقية والعنصرية ضد واحدية اليمن”.
وتؤكّـد دعوةُ العجري أن صنعاء كانت وما تزال الحضن الذي يؤوي كُـلّ اليمنيين.
من جهته، علق محافظ ذمار، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي، على الأوضاع الصعبة التي يعيشها مرتزِقةُ الخارج بعد التخلي عنهم من قبل أسيادهم، فاتحاً فرصة لتلك الأدوات للاحتماء بالمشروع الوطني القويم الذي تحمله صنعاء وتعمل على غرسه بدماء وأرواح الأحرار.
وقال البخيتي، أمس، في تصريحاتٍ له: “دعوتنا إلى توحيد الصف الوطني لا تستثني أحداً؛ لأَنَّنا نحمل قضية استعادة سيادة واستقلال اليمن”، في إشارة إلى أن الفرصة مفتوحة على مصراعيها أمام حزب “الإصلاح”، لتجنب السقوط الأخير وهو ما يزال يحمل راية الخيانة والارتزاق والعمالة العمياء.
وَأَضَـافَ البخيتي بقوله: “دعوتنا لتوحيد الصف الوطني تشمل حزب “الإصلاح” والمجلس الانتقالي وكل من تورطوا في الوقوف في صف دول العدوان”؛ لتكون هذه التصريحات هي المسمار الأخير في نعش الشائعات التي سوّقها حزبُ “الإصلاح” خلال سنوات وزعم بها أن صنعاءَ لا تحتمل أحداً مخالِفاً لها، وبهذا أحرجت صنعاء كُـلّ خصومها وأكّـدت للجميع أن مشروعها جامع وكافٍ لأن يستوعب كُـلّ يمني.
وأمام كُـلّ هذا، بات حزب “الإصلاح”، أَو الفصائل الأُخرى التي تخلت عنها دول العدوان والأطراف الإقليمية والدولية، أمام فرصة تاريخية، للنجاة من الخارج الجائر، والاحتماء بالداخل الجامع والكفيل بصَون كرامة وحقوق كُـلّ اليمنيين.
ومع أن المؤشرات حتى اللحظة تشير إلى صمتٍ “إصلاحي” وخضوعٍ تام تحت التعذيب رغم كُـلّ الفرص التي ما كان ليحلم بها الحزب؛ نظراً لباعه الطويل المليء بالإجرام ضد الشعب، إلا أن صنعاء قد أثبتت للجميع أنها هي الوحيدة الكفيلة باستعادة استقلال اليمن وكرامة وحرية أبنائه، وأنها الحامي الأكثر جدارة بصون كُـلّ من يمشي على التراب اليمني، أَو ينتمي إليه.