صنعاء توجه رسالة نارية .. هل تفرض صنعاء معادلة جديدة؟
المتابع للوضع اليمني يعرف جيداً أن دول العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) ما زالت تسير في خط معاكس للجهود السياسية والاممية لوقف الحرب علي اليمن، حيث إن تصرفات دول العدوان خلال كل الفترة الماضية تؤكد عدم التزامها بتنفيذ الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة، فعلى الرغم من الجهد الكبير لحكومة الإنقاذ الوطني في إنجاح الهدنة خلال الفترة الماضية واعتبارها تفتح آفاقاً جديدة للسلام، حيث سبق وأن قالت قيادة أنصار الله أن أي هدنة قائمة على الالتزام بالبنود سوف تساعد المواطنين في تخفيف معاناتهم في التنقل على الأقل كإجراء أولي ، ولكن ذلك لم يتحقق بسبب التعنت السعودي وعدم الالتزام بالاتفاقات.
بين فترة وأخرى توجه قيادة أنصار الله تحذيرات للتحالف السعودي الإماراتي وتؤكد أن الشعب اليمني ما زال يمضي دوماً في مساراته الاستراتيجية نحو التحرر والاستقلال ورفض كل أشكال الهيمنة والوصاية والتبعية لقوى الشر والعدوان وأدواتها في المنطقة، فتضحيات الشعب اليمني وفي طليعته أبطاله منتسبو الجيش واللجان الشعبية في مواجهة المعتدين وأذنابهم، وانتصارهم لدينهم وعقيدتهم وهويتهم الإيمانية باتت اليوم واضحة، حيث إن ملاحم الاستبسال التي يسطرها أبطال الجيش واللجان في مختلف ميادين وساحات المواجهة ومواقع الشرف والفداء انتصاراً لليمن وتطلعات شعبه قد لقنت الغزاة الطامعين عبر تاريخه القديم والمعاصر دروساً قاسية لم ولن ينسوها مهما حاولوا ذر الرماد على العيون .. نعم هذه الحقائق والوقائع و الأحداث لا يمكن طمس مشاهدها من ذاكرة الأمة مهما حاولت قوى الاستكبار العالمي ووكلاؤها في المنطقة تزييف التاريخ.
من جهةٍ أخرى لا يخفى على أحد أنه منذُ فترة أعيد تنشيط موضوع إحلال السلام في اليمن مع وصول وفد عماني ووفد سعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء لمنع اندلاع الحرب وإبرام اتفاق جديد لوقف إطلاق النار. وهذه هي الزيارة الأولى لوفد رسمي سعودي إلى صنعاء لإحياء محادثات السلام. وهذه المفاوضات، يصفها أنصار الله بأنها جاءت من اجل الشروع في مفاوضات جديدة بين الطرفين لتحسين الوضع الإنساني ورفع الحصار.
وكالة سبأ للأنباء نشرت في وقتٍ سابق أن الوفدين السعودي والعماني التقيا برئيس المجلس السياسي الرئيس مهدي المشاط في العاصمة صنعاء. حيث إن الهدف من اللقاء الذي تم هو إحياء محادثات السلام بهدف إنهاء الحرب، حيث إنه وخلال السنوات الماضية فرض حصار خانق على اليمن، وخاصة في مجال الدواء والوقود والغذاء، ولهذا فإنه من المتوقع إطلاق الرحلات الجوية من مطار صنعاء، والانتهاء التام لهجمات التحالف، ودفع رواتب الموظفين من قبل البنك المركزي اليمني، الذي تم نقله إلى عدن. كما سبق وأن أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض في تغريدة له على مواصلة الجهود عبر المفاوضات لإنهاء العدوان ورفع الحصار، آملا أن يتحقق ذلك وأن يُجبَر الضرر.
التحالف السعودي يعرقل الجهود لإنهاء الحرب وصنعاء تحذر من جديد
من جديد هددت حركة أنصار الله في اليمن، بشن حرب مفتوحة، في حال انتهت حالة التهدئة القائمة في اليمن، وحسب قناة المسيرة الفضائية ، فقد حذر وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني محمد العاطفي “دول التحالف العدوان من أن الهدنة حسب رغباتهم لن تبقى قائمة وسيكون للقوات المسلحة اليمنية تحركها المدروس والذي سيعيد للمنطقة توازنها”.
وأضاف العاطفي، خلال زيارته لعدد من جبهات محافظتي تعز ولحج جنوب غرب البلاد، إن “الحل ليس بأيدي التحالف وإنما هم مكرهون أن يكون الحل بأيديهم، فإن أرادوها سلماً فسيرتاحون، وإن أرادوها حربا فسنجعلها حرباً مفتوحة”.
يشار إلى أن اليمن يعيش حالة تهدئة منذ أكثر من عام، وسط استمرار الجهود الأممية والدولية الرامية لإحياء مسار السلام في البلاد التي تشهد صراعاً بين القوات الحكومية والحوثيين منذ العام .2014وتوجّه العاطفي إلى دول التحالف قائلاً إنه إذا “أردتم سلماً فسترتاحون وإن أردتم حرباً فسنجعلها حرباً مفتوحة”.
وختم كلامه قائلاً: “سيبقى اليمن موحّداً وخياراتنا الوطنية مسألة لا تقبل المناورة أو المتاجرة”.
في السياق نفسه وقبل أيام، وجّهت القوات المسلحة اليمنية تهديداً جديداً إلى التحالف السعودي، وأكدت رفع جاهزية قواتها استعداداً لإطلاق عمليات عسكرية واسعة وتنفيذ هجمات ضده، وذلك بعد نحو عام على انقضاء هدنة الأمم المتحدة في اليمن، مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وأيضا نفّذت قوات الدعم والإسناد في وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، مناورة عسكرية تحت عنوان “وإن عدتم عدنا”، في محافظة الجوف. ونُفذت المناورة في مساحة كبيرة وبيئة جبلية ومسطحة. وبدأت المناورة بتمشيط المدفعية والصاروخية وتدخل طيران الهيلوكوبتر والطيران المسير بالتحليق والقصف للأهداف المفترضة، وانتهت بالسيطرة على الأهداف المرسومة.
على ماذا ستراهن السعودية خلال الفترة القادمة ؟
لا يخفى على أحد أن السعودية لا تريد الخير لليمن ولا تريد إيقاف نزيف الدم اليمني الذي تسببت به فخلال كل الفترة السابقة كان أنصار الله يدعون السعودية إلى إيقاف عدوانها على اليمن ورفع الحصار الجائر والانسحاب من الأراضي اليمنية بينما كانت السعودية ترفض كل دعوة يوجهها أنصار الله، بالمقابل تصدر بين فترة وأخرى تصريحات من قبل المسؤولين السعوديين تفيد بأن السعودية تدعم الحل السياسي في اليمن وهذا يطرح العديد من التساؤلات فكيف تريد السعودية إحلال السلام في اليمن وهي تحاصر الشعب اليمني منذ سنوات وتحتل العديد من المناطق اليمنية والطائرات السعودية ايضاً تقصف المدنيين ؟
نعم إن التصريحات السعودية التي تبرز إلى الواجهة ما هي الا مجرد سيل من الأكاذيب تسوّقها المملكة على لسان وزير الدفاع السعودي ، بينما تستمر مملكة العدوان السعودية في جرائمها باليمن دون توقف. يبقى السؤال المطروح على ماذا ستراهن السعودية خلال الفترة القادمة؟، هل تدرك اليوم أنها أمام واقع مختلف ؟. المصادر في صنعاء تؤكد بأن القوات المسلحة على جهوزية كاملة، بل مستعدة لتنفيذ ضربات أوسع وأعنف ولديها بنك أهداف كبير وحساس في العمق السعودي، إذا ما ذهبت السعودية إلى المزيد من الجرائم في اليمن ، والأمر نفسه، فالهدنة انتهت ولم تقرر السعودية المضي في تحقيق سلام قائم على مبادرة الرئيس المشاط التي اختصرت في مجملها مطالب صنعاء ورؤيتها للسلام العادل والمشرّف الذي تنشده اليمن متمثلا في وقف العدوان، ورفع الحصار ، وسحب الاحتلال ورفع الغطاء عن المرتزقة .
سعت السعودية من خلال الحصار المشدد والمفروض على الشعب اليمني ، إلى إيجاد بيئة مواتية لتحقيق مكاسب لمصلحتها في التفاوض وإلى إرضاخ الشعب اليمني وفرض وضع سياسي وعسكري تسعى إليه، وهي تعرف أن العمليات العسكرية بالغارات والكثافة النارية لم تعد مجدية في الحرب، نعم إن ما سعت إليه مملكة العدوان السعودية خلال الفترة الماضية ، هو هدنة عسكرية تضمن من خلالها وقف العمليات الصاروخية والجوية على أراضيها، مع الاستمرار في فرض الحصار الذي من خلاله تسعى لإيجاد بيئة مواتية لجولة تصعيد تكون مجدية ومؤثرة.
الحسابات الخاطئة للوضع في اليمن ستكلف تحالف العدوان الكثير؟
إن أي تحرك سعودي أو أي محاولة للتحالف في اليمن سيكون مصيرها الفشل وسوف تتلقى السعودية ضربات موجعة كما تلقتها في السنوات الماضية حيث إن الجيش اليمني واللجان الشعبية أعلنوا مرات عديدة أنهم على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في ممارسة العدوان على اليمن وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام أي تجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي فهل يفهم التحالف التحذيرات التي تصدر من قبل الجيش في الداخل اليمني؟
ومن جهةٍ أخرى أعلنت صنعاء أنها مستعدة للحوار ولكن بشروط، فحكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني ترفض أي حلول جزئية، لإنهاء الحرب في اليمن وترى أن بداية إنهاء الحرب على اليمن تبدأ بوقف العدوان وبرفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن فلذلك لا يمكن الحديث عن نهاية الحرب في اليمن إلا بتحرير كامل التراب اليمني من الاحتلالات الأجنبية ، التي دنست تراب اليمن، فمنذ بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن قدمت حكومة الانقاذ الوطني للتحالف النصيحة لإنهاء العدوان على اليمن، حيث أكدت كذلك قيادات في انصار الله على أن حسابات السعودية للحرب في اليمن خاطئة وأنها ستكلف السعودية الكثير ، وبالفعل فلقد كلفت الحرب على اليمن دول العدوان ملايين الدولارات بسبب الحسابات الخاطئة للتحالف وعجزه في اليمن.
وهنا يمكن القول إنه من الواضح أن العدوان بتحالفه وأمواله وسلاحه المتطوّر، وما حظي به من دعم دوليّ دبلوماسيّ وغير دبلوماسيّ، فشل في النيل من طموح صنعاء في تحقيق استراتيجية التحرير الشامل لليمن، فالنجاح اليمني في المعنويات والحرب النفسيّة والقدرة العالية على سرعة التحشيد، والكفاءة العسكرية والقتالية تدريباً وتسليحاً، لمواجهة دول العدوان وارتفاع معدل العمليات الصاروخية وعمليات الدفاع الجوي وعمليات الطيران المسيّر، بما حملته من تطور في نوعية السلاح الدقيق على مستوى الصواريخ أو على مستوى الطائرات المسيرة واستمرار عملية التصنيع والتطوير جعل التحالف السعودي يعاني من الإرباك بسبب الهزائم المتكررة التي يتلقاها يوما بعد يوم .
في النهاية سبق وأن أصدرت القوات المسلحة اليمنية تحذيرات لدول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في العدوان لأنها لن تقف مكتوفة الايدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي ، وسبق ذلك إقامة عروض عسكرية وخلال العروض العسكرية تم الكشف عن الأسلحة التي طورتها القوات المسلحة اليمنية والتي تم تصنيعها بواسطة القوة الصاروخية اليمنية ، حيث حذرت قيادة أنصار الله التحالف السعودي والقوات الأجنبية الموجودة في اليمن مرات عديدة من أن الجيش اليمني واللجان الشعبية على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال تنفيذ عمليات عسكرية من قبل التحالف في اليمن او في فشل المفاوضات. وفيما يتعلق بالمفاوضات يتضح جلياً، أنّ صنعاء تطرح مفاوضات تلبي مصالح أبناء الشعب اليمني حاضراً ومستقبلاً، لذلك فإن القوات المسلحة اليمنية لن تسمح للتحالف السعودي الإماراتي بالاستمرار في المراوغة ويجب على الجانب السعودي التزامه واخذ تهديدات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد وأن وحدة الأراضي خط أحمر لن يتم التغاضي عنه أبداً، إضافة إلى ذلك فإن التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة انصار الله تؤكد قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ ضربات موجعة وأكثر الماً للتحالف السعودي إذا ما استمر التحالف في غطرسته تجاه اليمن.
* المصدر: الوقت التحليلي