صنعاء تلوح بخيارات حاسمة لإنهاء مراوغات التحالف وتعيد “أرامكو” إلى قائمة أهدافها في مفاجآت الأسابيع المقبلة
صنعاء تلوح بخيارات حاسمة لإنهاء مراوغات التحالف
بعد مرور أكثر من شهرين ونصف على انتهاء الهدنة وعدم وصول مباحثات التمديد الى حلول تعيد صنعاء رهانها على القوة لكسر الحرب الاقتصادية .. مؤكدة عبر المجلس السياسي الأعلى أعلى سلطة رسمية ان حالة “اللاحرب واللاسلم ” في اليمن لن تطول .
بموقف السياسي الأعلى ترسم صنعاء بداية النهاية لـ “حالة اللاحرب واللاسلم ” التي دخلت فيها اليمن منذ انتهاء الهدنة في الـ 2 من أكتوبر الماضي وهو ما يعني ان عمليات صنعاء العسكرية يمكن ان تعود في أي لحظة وهو ما أكده المجلس السياسي الأعلى الذي ذكر ان اليمن سيتخذ الإجراءات اللازمة عندما يحين الوقت المناسب لذلك وبما يمنع مخطط التحالف لإيقاع اليمن في فخ ” اللاحرب واللاسلم ” مع إبقاء الحصار .
ومن خلال إطلاع المجلس السياسي الأعلى خلال الاجتماع على تقارير جهوزية القوات المسلحة يتضح جلياً ان صنعاء قد بدأت بالفعل بالترتيب لإنهاء حالة “اللاحرب واللاسلم ” وهو ما يعني حتمية عودة المواجهة العسكرية في حالة عدم استجابة التحالف لمطالب صنعاء المتمثلة في صرف مرتبات كافة الموظفين و فتح جميع المطارات والموانئ اليمنية، ورفع جميع القيود عن الواردات وعلى رأسها المشتقات والمواد الغذائية والدواء عبر جميع الموانئ والمطارات وفي مقدمها ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي .
مراقبون أكدوا ان صنعاء قد وضعت التحالف اليوم بين خيارين لا ثالث لهما فأما الاستجابة لمطالب الشعب الإنسانية او حتمية عودة المواجهات العسكرية ، وعلى التحالف أن يختار .
صنعاء تعيد “أرامكو” إلى قائمة أهدافها في مفاجآت الأسابيع المقبلة
تعتقد دول تحالف الحرب على اليمن، التي تقودها السعودية والإمارات، أن وضع اليمن في حالة اللا حرب واللا سلم التي تعيشها الآن، خطوة ذكية تمكنها من إعادة ترتيب صفوف قواتها وتشكيلاتها العسكرية المحلية التي تقاتل باسمها وتحت رايتها، إلا أن ما يدور على الأرض يوحي بغير ذلك، فالفصائل التابعة للتحالف تعيش حالة نزاع وصراع يصل إلى مستويات مرتفعة من التوتر،
خصوصاً بعد ما أعلن رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي، الثلاثاء، عبر وسائل إعلام سعودية إلغاء مساعي توحيد الفصائل الخاضعة لسيطرته وأن سلطته قررت تشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة 7 تشكيلات، في إشارة إلى فصائل طارق صالح في الساحل الغربي، والإصلاح في تعز ومارب، والانتقالي في المحافظات الجنوبية، والبحسني في حضرموت ودفاع شبوة، إلى جانب فصائل تهامية وأخرى في المهرة، بالإضافة إلى العمالقة، حيث كان من المفترض أن تتم عملية دمج التشكيلات المسلحة تحت وزارتي دفاع وداخلية الشرعية، الأمر الذي وصفه مستشار علي محسن الإعلامي، سيف الحاضري، بالفشل الذي يضاف إلى سجل إخفاقات الرئاسي.
على الصعيد نفسه، تؤكد سلطات صنعاء يقظتها الكاملة إزاء ما يجري، ورفضها التام لبقاء الوضع في حالة اللا حرب واللا سلم، مشيرةً إلى استعدادها التام لمرحلة جديدة ربما تكون أشد وطأة وإيلاماً على دول التحالف، خصوصاً الإمارات والسعودية اللتين تقودان الحرب والحصار، حيث نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لقوات صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، أن تشهد المنطقة خلال الفترة المقبلة، أحداثاً لافتة على خلفية الأزمات التي تعانيها، ومن أبرزها الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على اليمن للعام الثامن توالياً.
وأضاف بن عامر في تدوينة على تويتر، أن الأحداث التي ستتصدر المشهد خلال الأسابيع المقبلة ليس بالضرورة أن تكون ترفيهية على غرار المونديال، لأنه كان استثناءً وسط أزمات لم تعد قابلة للمزيد من التأجيل ولابد من حلحلتها بطريقة أو بأخرى، في إشارة إلى الحرب على اليمن والهدنة التي انتهت بسبب تعنت التحالف واعتباره شروط صنعاء تعجيزية، رغم مشروعيتها وارتباطها المباشر بمصالح المواطنين، خصوصاً ما يتعلق بصرف رواتب موظفي الدولة المنقطعة منذ أكثر من ستة أعوام، والتي اشترطت صنعاء صرفها من عائدات النفط اليمني، الذي منعت تصديره إلى أن يتم تسخير العائدات وفق شرطها لتمديد الهدنة.
في السياق، قال عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لصنعاء، محمد علي الحوثي، إن المعركة مع قوى التحالف لم تنتهِ بعد، والقادم سيكون أشد عليهم وأكبر، وأكثر ألماً مما مرّ خلال السنوات الثماني الماضية، مخاطباً القيادات العسكرية والأفراد الموالين للتحالف بأن عليهم أن يشعروا بالخجل عندما يتلقون الأوامر من الضباط السعوديين والإماراتيين، لتدمير وطنهم ومقدراته والوقوف حجر عثرة أمام صرف مرتبات الشعب، مؤكداً أن الضربات المقبلة ستكون أشد وقعاً على قوى التحالف مما مضى، موضحاً: “إذا كانت أرامكو وقفت 24 ساعة لإطفاء حرائقها، ربما لن تكفيها أيام متوالية لإطفاء حرائقها إذا حدثت ردة فعل جديدة من الشعب اليمني”، الأمر الذي يراه مراقبون استعداداً غير عادي وربما يكون مفاجئاً ونتائجه غير متوقعة، خصوصاً أن فصائل التحالف في حالة تفكك وصراع لا نهاية له على النفوذ والمصالح الضيقة التي تخدم قيادات بعينها والتحالف بشكل عام، إلا أن النتيجة هي إضعافها على الأرض، في وقت تتميز قوات صنعاء بوحدة القيادة والهدف وليس في صفوفها أي شرخ قد يؤدي لإضعافها، حسب المراقبين.
YNP / إبراهيم القانص –