صنعاء تقضي على آمال التحالف وأدواته.. هزيمة اليمن عسكرياً أصبح مستحيلاً فما البديل؟!
من الواضح أن العروض العسكرية وما تم كشفه من أسلحة استراتيجية يمنية الصنع تمكنت هيئة التصنيع الحربي اليمنية بوزارة الدفاع من إنتاجها في ظل ظروف الحرب والحصار بمختلف أشكاله، تؤكد أن مسألة إنهاء الحرب على اليمن عسكرياً وهزيمة الجيش اليمني من قبل التحالف عسكرياً وإجباره على التنازل والاستسلام والرضوخ أصبحت من سابع المستحيلات، خاصة بعد ما تم عرضه في العرض العسكري الأضخم في تاريخ اليمن والذي أقيم بميدان السبعين بمناسبة ذكرى 21 سبتمبر الثامنة.
بالنسبة للتحالف السعودي الإماراتي ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى وإسرائيل بالدرجة الثانية، فإن إظهار صنعاء هذه القوة العسكرية والتسليحية الضاربة بعد 8 سنوات من الحرب على البلاد وفرض الحصار عليهاـ يجعل من غير المنطقي أن يفكر قادة الحرب لدى التحالف بأن يعيدو تكرار التجربة العسكرية مرة أخرى، وأن الأفضل البحث عن حلول بديلة لهزيمة صنعاء أو الذهاب للتصالح معها وفقاً لشروط صنعاء التي تم الاعتداء عليها.
ومن خلال تعاطي ناشطي التحالف السعودي الإماراتي من اليمنيين للعرض العسكري في صنعاء بمناسبة 21 سبتمبر، يمكن الجزم بأن التحالف سيتجه خلال المرحلة المقبلة للعمل على ضرب الحاضنة الشعبية لليمن من الداخل بهدف إضعاف صنعاء داخلياً وخلق مشاكل وبلابل مجتمعية ومحاولة تطويرها وتغذيتها لتصل إلى مرحلة صدام شعبي مع الدولة، ورغم أن مثل هذه الخطة سبق أن فشلت فشلاً ذريعاً إلا أن ما ينشره النشطاء اليمنيون الممولون مالياً من السفير السعودي يشير إلى توجه التحالف لهذا الهدف كونه آخر ما يمكن للتحالف فعله.
ومن أبرز الخطوات التي سيقدم عليها التحالف خلال المرحلة المقبلة بعد أن قضت صنعاء نهائياً على أحلام التحالف بالسيطرة على كامل اليمن عسكرياً، الاتجاه لإثارة السخط الشعبي ضد حكومة صنعاء، ومن ذلك على سبيل المثال تكثيف نشر الشائعات والأخبار المفبركة التي تعمل على ضرب الحاضنة الشعبية نفسياً ومعنوياً ومحاولات ضرب ثقة الشعب اليمني بقيادته السياسية والعسكرية في صنعاء، إضافة إلى التشكيك في القدرات العسكرية اليمنية لصنعاء والتشكيك في إمكانية إنتاج مثل هذه الأسلحة التي شهد لها العدو قبل الصديق، وقد بدأت حسابات ناشطي التحالف بالفعل بالسير وفق هذه المنهجية الهجومية من خلال تعاطيهم مع العروض العسكرية وآخرها عرض 21 سبتمبر بالاستهزاء من الصناعات اليمنية العسكرية ووصف العتاد العسكري المعروض بأنه عبارة عن مجسمات شكلية للاستعراض فقط، غير أن هذه التعليقات تسببت بحدوث تضارب فيما بين نشطاء التحالف المنقسمين فيما بينهم وفقاً لتبعية الأطراف الإقليمية حيث رد نشطاء الإصلاح على نشطاء الانتقالي والمؤتمر الموالين للإمارات بأن هذه المجسمات هي التي أشعلت الحرائق في أرامكوا وأوقفت نصف الإنتاج السعودي من النفط الخام في سبتمبر 2019 وغيرها من الضربات والهجمات.
المساء برس