صنعاء تستعد لتصعيد إضافي: التحرّكات الأميركية تحت أعيننا
صنعاء تستعد لتصعيد إضافي: التحرّكات الأميركية تحت أعيننا
تستعد صنعاء للرد على مساعي واشنطن لعزل عملياتها العسكرية المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، برفع التصعيد العسكري ضد الكيان الاسرائيلي إلى مستويات جديدة تتّسم بكثافة العمليات الجوية والبحرية. وأكدت مصادر مقربة من حركة «أنصار الله»، لـ»الأخبار»، استعداد قوات صنعاء لكافة الاحتمالات، وأشارت إلى أن فتح أي جبهة أميركية – إسرائيلية من قبل الموالين للتحالف السعودي – الإماراتي، سيُقابل برد يفوق كل الحسابات والتوقعات، وسيدفع الحركة إلى مربع لن تكون فيه مصالح الجانب الأميركي آمنة. وتوقعت المصادر تصاعد عمليات جبهة الإسناد اليمنية، وتوسّع نطاقها في حال أقدم الأميركيون وحلفاؤهم في المنطقة على تفجير الوضع عسكرياً في الداخل اليمني
ويأتي ذلك في أعقاب تسارع الترتيبات لتنفيذ خطة التصعيد العسكري الأميركية على أكثر من مستوى، بمشاركة سعودية – إماراتية غير معلنة. وقالت المصادر إن «قوات صنعاء ترصد كافة التحركات الأميركية على مستوى الداخل والخارج، وعينها على أي تحرّكات عسكرية من قبل الفصائل الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي على امتداد الجبهات الساحلية جنوب الحديدة، وكذلك مناطق التماس الواقعة بين محافظات لحج وتعز ومحافظة الضالع والمناطق الواقعة في نطاق محافظة البيضاء، فضلاً عن جبهات التماس في شبوة ومأرب والجوف». وأكدت أن «أي تصعيد جديد من قبل المليشيات الموالية لدول التحالف سيتم التعامل معه كجبهة إسناد للكيان الإسرائيلي، وسيواجَه من قبل قوات الجيش والشعب اليمني بكافة أطيافه».
وفي ظل التصعيد الأميركي المتوقع، تواصلت اللقاءات التي يجريها المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، مع رئيس أركان قوات حكومة عدن، اللواء صغير بن عزيز، وعدد من قادة الفصائل الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في واشنطن، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بحضور قيادات عسكرية أميركية، لدراسة تنفيذ خطة التصعيد العسكري الأميركية، والتي أقرتها وزارة الدفاع الأميركية الشهر الماضي.
تسارع الترتيبات لتنفيذ خطة التصعيد العسكري الأميركية بموافقة سعودية
وفي تحرك مواز على الأرض، يقود السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، مشاورات مع عدد من القيادات الحزبية الموالية للتحالف، في إطار تنفيذ الخطة المذكورة. وفي هذا السياق، شهدت مدينة مأرب لقاءات بين محافظ مأرب المحسوب على حزب «الإصلاح»، سلطان العرادة، ومسؤولين تابعين لقائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، طارق صالح. ووفقاً لمصادر استخباراتية في صنعاء تحدثت إلى «الأخبار»، فإن اللقاءات التي تعد الأولى بين حزب «الإصلاح» – عبر العرادة -، وقيادات تابعة لنجل شقيق الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، جاءت بعد تواصل السفير الأميركي لدى اليمن مع الطرفين، وتشديده على أهمية لإنشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة بينهما استعداداً لتصعيد العمل في جبهات مأرب ضد قوات صنعاء، من أجل الضغط على الأخيرة لوقف عملياتها المساندة لغزة ولبنان. وتستلهم واشنطن في ذلك اتفاقاً سابقاً رعته الشهر الفائت بين الفصائل التي يقودها طارق صالح في الساحل الغربي و»المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، وأفضى إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة بينهما.
وجاء التصعيد الأميركي الأخير ضد صنعاء، بعد رفضها عرضاً مغرياً حمله ليندركينغ، خلال زيارته للعراق الأسبوع الماضي. ووفقاً لناشطين يمنيين مقيمين في الولايات المتحدة، فإن ليندركينغ كثّف، خلال زياراته للعراق، اللقاءات بمسؤولي هذا البلد، وعلى رأسهم وزير الخارجية، فؤاد حسين. وفي الوقت الذي تستعد فيه صنعاء لرد موجّه إلى دول التحالف في حال فتح جبهات لمصلحة الكيان الإسرائيلي في المحافظات الجنوبية، نظّمت الاستخبارات السعودية حملة إعلامية حاولت من خلالها التقليل من جدوى العمليات اليمنية، وزعمت عبر عدد من نخبها الإعلامية توقّف هجمات «أنصار الله» ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. وفي ذلك الإطار، زعم مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية، عبدالله آل هتيله، أن عمليات قوات صنعاء البحرية توقفت. وتزامنت تلك الحملة مع منح الرياض قاده الفصائل الموالية لها في جنوب اليمن، الضوء الأخضر للمشاركة في اللقاءات التي تجري في واشنطن بهدف احتواء العمليات اليمنية، وهو ما يؤكد ضلوعها في الترتيب للخطة الأميركية الهادفة إلى فتح جبهة لمصلحة الكيان الإسرائيلي في الداخل اليمني.