صنعاء تستأنف عمليات «الإغراق»: سيطرة شبه كلّية على جنوب «الأحمر»
صنعاء تستأنف عمليات «الإغراق»: سيطرة شبه كلّية على جنوب «الأحمر»
بتكتيك عسكري جديد يهدف إلى إغراق السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي وإحراقها، وسّعت قوات صنعاء نطاق هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن، ومنعت محاولة قامت بها قوات أميركية في مضيق باب المندب لمرافقة سفينة تجارية سائبة مرتبطة بالكيان، تعرّضت، مساء أول من أمس، لهجمات يمنية جنوبيّ عدن. وفي الوقت نفسه، استمر الحريق في محركات سفينة النفط اليونانية «سونيون»، في البحر الأحمر، من دون تدخل من قبل تحالف «حماية الازدهار»، على رغم أن السفينة صارت تشكّل خطراً على البيئة، بحسب المهمة الأوروبية «أسبيدس» التي تولّت نقل طاقمها إلى جيبوتي.وأكد أكثر من مصدر محلي غربي في محافظة تعز الساحلية، لـ«الأخبار»، تواصل العمليات العسكرية لقوات صنعاء ضد القوات البحرية الأميركية في البحر الأحمر، وضد السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي في خليج عدن. كما أكدت المصادر استمرار سماع الانفجارات قرب سواحل المخا، حتى فجر أمس. وتحدثت عن انتشار عسكري بحري لقوات صنعاء في المياه الدولية وسيطرة شبه كلية لها على جنوب البحر الأحمر. وأشارت إلى رصد هجمات عسكرية نُفّذت بواسطة طائرات مسيّرة ضد أهداف بعيدة جنوب مدينة عدن، وذلك في إطار مطاردة سفينة البضائع السائبة المملوكة لشركة إسرائيلية، والتي تعرّضت للاستهداف مساء الأربعاء، واستغاثت بقوات أميركية وأوروبية حاولت تمريرها بالقوة، إلا أن قوات صنعاء واصلت هجماتها ضدها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «لويدز ليست» البريطانية المتخصصة في الشؤون البحرية، فإن السفينة المستهدفة هي «إس دبليو نورث ويند 1». وتظهر البيانات الملاحية أنها مخصصة لنقل البضائع السائبة، وترفع علم بنما، وتدار من قبل شركة «سي وورلد مانيجمنت» ومقرها في موناكو، وهي من السفن التي تشتبه صنعاء في أن الكيان الإسرائيلي يموّه عبرها، فضلاً عن أن استهدافها جاء على خلفية اختراق الشركة المالكة لها قرار الحظر اليمني في البحر المتوسط. أتى ذلك في ظل استمرار الحريق في محركات سفينة النفط اليونانية «سونيون» التي أصيبت في اشتباكات مع زوارق تابعة لقوات صنعاء، أول من أمس، في البحر الأحمر، من دون تدخل من قبل قوات تحالف «حماية الازدهار».
أُفشلت محاولة أميركية لمرافقة سفينة تجارية مرتبطة بالكيان هوجمت في اليوم السابق
وفي هذا الإطار، أعلنت المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي «أسبيدس» أن الناقلة «سونيون» التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام صارت تمثل خطراً بيئياً، مضيفة، في بيان على منصة «إكس»، أنها استجابت لطلب من ربان السفينة وأرسلت وحدة لإنقاذ الطاقم ونقله إلى جيبوتي. وزعمت أنها «أثناء الاقتراب من المنطقة، دمّرت قارباً مسيّراً شكل تهديداً للسفينة وطاقمها». وفي المقابل، ذكرت مصادر ملاحية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن قوات البحرية اليمنية اقتربت من السفينة لإجراء تفتيش روتيني، إلا أن الأخيرة رفضت الامتثال للأمر وواجهته بالسلاح، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوات صنعاء البحرية والمسلحين الموجودين على متن «سونيون».
وأعلن الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان «تنفيذ قواته عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر وخليج عدن بالزوارق الحربية والصواريخ الباليستية والمجنّحة والطائرات المسيّرة»، مشيراً إلى أن «العملية الأولى استهدفت سفينة سونيون النفطية التابعة لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وانتهكت قرار الحظر، وكانت إصابتها دقيقة ومباشرة أثناء إبحارها في البحر الأحمر وهي معرضة للغرق، والعملية الأخرى استهدفت السفينة إس دبليو نورث ويند 1 التابعة لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وانتهكت قرار الحظر، وأصيبت بشكل مباشر ودقيق أثناء إبحارها في خليج عدن والبحر الأحمر».
وفي خطابه الأسبوعي، أمس، أكد قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، تصاعد عمليات قواته ضد السفن العسكرية والتجارية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، مشيراً إلى استمرار معركة البحار التي تخوضها قواته في إطار إسنادها للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وذلك رداً على تصاعد الجرائم الإسرائيلية والأميركية ضد المدنيين في غزة. ولفت إلى أن قواته نفّذت 21 عملية بحرية ضد سفن عسكرية أميركية وأخرى تجارية مرتبطة بالكيان في البحر الأحمر وخليج عدن، استخدمت فيها صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرات مسيّرة وزوارق بحرية غير مأهولة، مؤكداً ارتفاع إجمالي السفن المرتبطة بالكيان، والتي تم استهدافها من قبل قوات صنعاء البحرية منذ منتصف تشرين الثاني حتى أول من أمس، إلى 182 سفينة.
كذلك، أكد الحوثي استمرار التنسيق مع محور المقاومة بشأن توقيت وتكتيك الرد الجماعي المرتقب ضد إسرائيل، على عمليات الاغتيال والاعتداءات الأخرى التي نفّذها العدوّ أخيراً.