صنعاء: تحقيق يكشف خفايا جديدة للحرب الأمنية مع مافيا المخدرات
كشف تحقيق الاستقصائي أن أجهزة الأمن اليمنية مع مافيا المخدرات حققت أرقامَ ضبط قياسية مقارنةً بمؤشرات الضبط الإقليمية وحتى بالنسبة للمراحل السابقة، على الرغم من الموقع الجغرافي الذي يدفع ثمنه اليمن على أكثر من صعيد، منها استغلال مافيا المخدرات للموقع.
العقيد عيبان الرضي – ضابط في إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية – أشار في تصريح للمسيرة إلى وجود أياد خفية رافقت المهربين وسهلت تجارتهم خارج مؤسسات حماية القانون، قائلا: “كان العمل شبه واقف، يقتصر على مؤتمرات، وإعلان، وسفريات، أما كضبط، فأكبر مراحله في العقود السابقة كان يصل لنصف بنط في السنة”.
وأضاف العقيد الرضي أنه لو تم مقارنة الضبطيات في الأعوام السابقة ما قبل ثورة 21 سبتمبر وما بعدها، سنجد مؤشرا كبيرا في ارتفاع الضبطيات، ما يدل على شيئين، أولهما القرار السياسي الداعم للمكافحة والضبط، وثانيهما أن العملية لم تعد تجارة بالنسبة لتحالف العدوان فحسب، بل توجه وأصبح في المكافحة لدينا قناعة بأن المخدرات جزء من الحرب على اليمن.
من جانبه أكد الأستاذ عبدالواسع أحمد الحمدي – صحفي مختص في الشؤون الأمنية – أن هناك تواطئ كبير مع مروجي المخدرات في العقود السابقة، لافتا إلى أنهم كانوا يشترون بضائع بمليارات، ويدفع للمحقق مبالغ مغرية مقابل دخول الكمية المطلوبة ووصولها إلى الأماكن والدول المستهدفة.
ويسرد الصحفي عبدالواسع حادثة قبل ثورة الـ21 من سبتمبر، قائلا: “اكتشفوا مرة كمية تقدر بمليون حبة نوع كبتاغون في ميناء الحديدة، وبعد متابعة الخبر والنشر عنه، جاء بعد يومين أن الكمية التي وصلت صنعاء هي 500 الف حبة كبتاغون، ما يدل على وجود تلاعب ببقية الكمية.
وأمام هذه المعطيات الأمنية الجديدة في التحقيق الثاني يبرز السؤال بإلحاح: هل نجحت شبكات التهريب في إيجاد سوق لها داخل اليمن على هامش نقلها المخدرات الى الدول المستهدفة؟ وهو السؤال الذي يبحث التحقيق الثالث عن إجابة عليه.