صنعاء تحدّث بنك أهدافها: العدوان لا يوقف الإسناد
بعد ساعات من تلقّيها رسائل إقليمية ودولية تطالبها بخفض التصعيد مع إسرائيل، أعلنت قوات صنعاء تنفيذها عمليتين عسكريتين جديدتين ضد كيان الاحتلال، إحداهما بالاشتراك مع «المقاومة الإسلامية في العراق»، طاولت هدفاً حيوياً في جنوب فلسطين المحتلة، والثانية في تل أبيب، لتواصل بذلك ردودها على العدوان الإسرائيلي الذي استهدفها أول من أمس.
وفي بيان تلاه، وسط عشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان السبعين في صنعاء، قال الناطق العسكري باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، إن «العملية المشتركة نُفّذت بعدد من الطائرات المسيّرة»، مضيفاً أن «سلاح الجو اليمني المسيّر نفّذ أيضاً عملية عسكرية نوعية طاولت هدفاً عسكرياً للعدو في تل أبيب»، مؤكداً أن قوات بلاده «لن تتردد في استهداف المنشآت الحيوية للعدو الإسرائيلي، وكذلك التحركات العسكرية للعدو الأميركي التي تستهدف اليمن».
وجاءت العمليتان الجديدتان بعد يوم حافل شهد إطلاق صنعاء صاروخين على تل أبيب، تزامناً مع عدوان إسرائيلي واسع على محطات كهرباء وموانئ في صنعاء والحديدة. على إثر ذلك، لوّحت «أنصار الله» بتنفيذ سلسلة عمليات قد تستمر عدة أيام في إطار الردّ على هذا العدوان، فيما علمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر مطلع، بأن القوات المسلّحة اليمنية وسّعت أخيراً بنك أهدافها في فلسطين المحتلة، على نحو لن يكون معه المخزون النفطي للكيان الإسرائيلي والمنشآت الخدمية بعيدَين عن ضرباتها. ووفقاً للمصادر، فإنه ليس هناك خطوط حمر أمام عمليات صنعاء المقبلة، في حال أمعن الكيان في استهدافه أعياناً مدنية لها ارتباط بالخدمات العامة للمواطنين.
في هذا الإطار، كشف عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حسين العزي، عن تطور جديد في قدرات بلاده العسكرية. وأكد في منشور له على منصة «إكس»، «إدخال قوات صنعاء تقنيات حديثة في صناعة الصواريخ مكّنتها من تجاوز منظومات الاعتراض الإسرائيلية»، لافتاً إلى وجود تطوّر في سلاح الجو المسيّر أيضاً. ووصف تلك التحديثات بأنها «حزمة قتالية جديدة مزوّدة بحسّاسات وقائية وأجهزة استشعار مبكّر لمنصّات الاعتراض، مع قواذف ذكية لموجات ممغنطة وطبقات طائرة في اتجاهات معزولة عن بيت النار»، مشيراً إلى أن «ذلك التطوّر سيساهم في تحييد دفاعات العدوّ، وستعبر الصواريخ الباليستية اليمنية والطائرات المسيّرة لتحقق أهدافها من دون اعتراض».
والظاهر أن هذه التطورات أزعجت الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، والتي حاولت التقليل من أثر الهجمات التي تنفذها صنعاء. ووصف عدد من مسؤوليها تلك الهجمات بـ»المقامرة المجنونة»، فيما تحوّل آخرون كرئيس الحكومة السابق، أحمد عبيد بن دغر، وهو رئيس مجلس الشورى الموالي للتحالف، إلى ناصح بوقف التصعيد مع الكيان الإسرائيلي. وقد تزامن كلامه مع تأكيد مصدر مسؤول في حكومة صنعاء تلقّي الأخيرة اتصالات من جهات عربية تطلب وقف العمليات ضد العدوّ، وهو ما قوبل بدعوة تلك الجهات إلى أن تطلب من الكيان التوقّف عن ارتكاب الجرائم اليومية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
في المقابل، أيّد الملايين من اليمنيين خلال مسيرات في أكثر من 500 ميدان وساحة منتشرة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، عمليات القوات المسلحة ضد إسرائيل وأميركا. وحمل المشاركون في تلك المسيرات، التي دعا إليها قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، أسلحتهم الشخصية، لتأكيد الجهوزية لمواجهة أيّ عدوان إسرائيلي – أميركي مباشر أو غير مباشر، مؤكدين في بيان تفويضهم الحوثي بالردّ على الكيان بمختلف الوسائل والإمكانات الكفيلة بفرض معادلة ردع عسكري.
رشيد الحداد