صنعاء تتحضّر لتصعيد أكبر: عام جديد من الإسناد ..وعود القائد بشأن المفاجآت العسكرية في طريقها إلى التنفيذ
صنعاء تتحضّر لتصعيد أكبر: عام جديد من الإسناد
وسط تصاعد الهجمات الجوية الأميركية والبريطانية على عدد من المحافظات اليمنية، تتجه صنعاء إلى تدشين عام آخر من الإسناد والنصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني. وأكد مصدر عسكري مطلع، لـ«الأخبار»، أن قوات صنعاء أعدّت العدّة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية بشكل كبير، في موازاة اتساع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وفلسطين. وأوضح أن المرحلة المقبلة من التصعيد سوف تتسم باتساع بنك الأهداف وتصاعد العمليات النوعية، وستكون مرحلة حرب مفتوحة مع إسرائيل وداعميها، وعلى رأسهم أميركا، متابعاً أن وعود قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، بشأن المفاجآت العسكرية، في طريقها إلى التنفيذ. وجزم المصدر أن الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية على اليمن، سيكون عليها رد يفوق توقعات العدو الإسرائيلي والأميركي.وكان كشف المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في منشور على منصة «أكس»، أمس، عن ملامح العام الجديد من الإسناد لغزة ولبنان. واعتبر الخروج المليوني لليمنيين في مسيرة الوفاء للسيد الشهيد حسن نصر الله، والذي اتسم بكثافة المشاركة الشعبية في صنعاء ومختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، تدشيناً لعام آخر، سيكون أشد تصعيداً ونكالاً بالصهيونية، وبما يحقق أمل الأمة، لافتاً إلى أن المرحلة الجديدة من التصعيد ستكون مشتركة مع محور المقاومة.
وتزامن التلويح بالتصعيد القادم من جبهة اليمن، مع تواصل الهجمات الأميركية والبريطانية على عدد من المحافظات اليمنية خلال الساعات الـ48 الماضية. وفي الوقت الذي واصل فيه طيران العدوان الأميركي استهداف منطقة الجبانة في مدينة الحديدة غرب اليمن، وشن عليها ثلاث غارات صباح أمس، استهدفت سفن حربية أميركية مديرية مكيراس الواقعة في إطار محافظة البيضاء وسط البلاد، بثلاثة صواريخ. وقال مصدر محلي في محافظة البيضاء، لـ«الأخبار»، إن مصدر الصواريخ بوارج أميركية، متعهداً برد مناسب عما قريب.
وفي الإطار نفسه، زعمت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، تمكّنها من استهداف القدرات العسكرية الهجومية لحركة «أنصار الله» في أكثر من محافظة، بنحو 15 غارة. وأرجعت تصاعد الحملة الجوية على اليمن إلى أنه «إجراء اتخذ لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أمناً للسفن الأميركية والسفن التجارية». إلا أن صنعاء صنّفت التصعيد الأخير الذي طال خمس محافظات، بأنه إسناد أميركي وبريطاني للكيان الإسرائيلي. وسخر أكثر من مصدر عسكري في العاصمة، من ادعاءات العدو الأميركي بشأن استهدافه أنظمة أسلحة وقواعد ومعدات عسكرية خلال هجمات اليومين الماضيين. ورداً على التصعيد، توعد عدد من قيادات حركة «أنصار الله»، ومنهم عضو المكتب السياسي، عبدالله النعيمي، وآخرون، برد قاس وموجع، مؤكدين أن صنعاء سوف تثبت بالأفعال أن قدراتها العسكرية في تطور كبير، وأنها قادرة على ضرب العدو الإسرائيلي في العمق، وتأديب الولايات المتحدة، كرد مشروع من موقع الدفاع عن النفس، كون الأخيرة انتهكت سيادة الجمهورية اليمنية، ومارست أعمالاً عدائية ضد اليمن وشعبه.
ومن جهتها، لمّحت مصادر مطلعة في صنعاء إلى أن الهجوم الأميركي – البريطاني الأخير انطلق من قواعد عسكرية أميركية في السعودية، معتبراً سماح المملكة باستخدام أراضيها كمنطلق للاعتداءات الأميركية على اليمن، مشاركة واضحة في الجريمة، سيكون لها ما بعدها. وكشف موقع «ديكلاسيفايد» البريطاني أن الهجمات التي شنتها إسرائيل على اليمن مطلع الأسبوع الماضي، استخدمت فيها أسلحة بريطانية، وقال إن «إسرائيل قصفت الحديدة مرّتين، خلال هذا العام، باستخدام طائرات إف – 35، التي تصنع الشركات البريطانية أجزاء مهمّة منها، وبينها مقعد القذف والجسم الخلفي». وأوضح الموقع أن «لندن تسمح بتصدير مكوّنات إف – 35 لاستخدامها في إسرائيل، حيث يتم تجميعها بواسطة شركة أميركية عبر سلسلة توريد عالمية تمتد عبر بريطانيا». وأضاف أن «هذه الطائرات تشارك في جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وجرى استخدامها أخيراً في عمليات قصف في لبنان وسوريا، وحديثاً في اليمن».
وكانت لندن قد تبرّأت من مشاركتها في الاعتداءات الأميركية الأخيرة على الأراضي اليمنية. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر حكومي بريطاني، قوله إن لندن لم تشارك في الغارات الجوية الأخيرة على عدد من المحافظات، وبينها الحديدة. ويرى مراقبون أن التبرؤ البريطاني يأتي في إطار محاولات لندن تجنّب تبعات تلك الاعتداءات على الملاحة البريطانية، بعد أن صارت السفن البريطانية تحت مرمى نيران القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، فضلاً عن توعّد قوات صنعاء باستهداف المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة.