صنعاء تتحسّب لمكر العدو ..مراجعة شاملة لمنظومة الاتصالات
رغم تخلّي اليمنيين عن استخدام أجهزة «البايجر» منذ سنوات، إلا أن تحويل الكيان الإسرائيلي لهذا النوع من أجهزة الاتصالات إلى وسيلة لاستهداف المقاومة والمدنيين في لبنان، دفع بالسلطات الرسمية في صنعاء إلى البدء في مراجعة شاملة لمنظومة الاتصالات كإجراء احترازي، وذلك لمنع أي اختراق مفترض من قبل الكيان. وجاء هذا بالتوازي مع موجة استنكار شعبية ورسمية واسعة للجريمة الإسرائيلية التي ارتُكبت خلال اليومين الماضيين بحق اللبنانيين.وتشمل الإجراءات تقييم منظومة الاتصالات ومعرفة مصادر استيراد الأجهزة، خصوصاً بطاريات «الليثيوم» الحديثة، ودرس إمكانية استغلال العدو لعدد من وسائل الاتصالات، أكان في أعمال تجسسية أو في أعمال إجرامية انتقامية، كما حدث في بيروت والمناطق اللبنانية. وجاء ذلك بعد تشكيك عدد من الناشطين العاملين في مجال الاتصالات في سلامة عدد من أجهزة الهاتف وخوادم الإنترنت وبطاريات «الليثيوم» الحديثة التي استُوردت منذ مطلع العام الجاري.
وأعادت التطورات الأخيرة إلى الواجهة ملف بيع قطاع الاتصالات في المحافظات الجنوبية لشركة «nx» الإماراتية – الإسرائيلية، في أيلول الماضي، من قبل حكومة عدن،. ووفقاً لاتفاق بيع «عدن نت»، فإن الشركة الإماراتية – الإسرائيلية حرصت على الاستحواذ على نحو 70% من أصول الشركة التابعة للحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي. ورغم اتساع نطاق الاعتراض على هذه الصفقة في المحافظات الجنوبية باعتبار تسليم قطاع الاتصالات جريمة بحق السيادة اليمنية، إلا أن الإمارات التي تحوّلت إلى أداة اختراق متقدّمة لإسرائيل، استخدمت نفوذها للإبقاء على الاتفاقية.
تجدد المخاوف من سيطرة شركة إماراتية – اسرائيلية على قطاع الاتصالات في الجنوب
وبالتزامن، فجّر إعلان أيلون ماسك، مالك أكبر شركة اتصالات في العالم، في منشور على منصة «إكس»، أن «الإنترنت الفضائي عبر القمر الصناعي ستارلينك أصبح متاحاً للمرة الأولى في اليمن»، موجة واسعة من السخط الشعبي. واعتبر ناشطون أن تلك الخطوة تأتي ضمن ترتيبات لتكرار سيناريو لبنان ولو بطريقة أخرى، بينما أشار مراقبون إلى أنها تأتي في إطار الترتيبات لتصعيد عسكري في اليمن، نظراً إلى مشاركة الشركة الأميركية في تقديم الدعم العسكري لحلفاء الغرب في أوكرانيا. ولأن اليمن ليس بلداً ذا أهمية اقتصادية كبيرة للشركة، فإن توقيت الإعلان، حمل أبعاداً عسكرية واستخباراتية، بحسب المراقبين. وما عزّز تلك الشكوك أن ماسك يُعد أحد أبرز أصدقاء رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، وزار أخيراً معسكرات الاحتلال على تخوم قطاع غزة برفقة نتنياهو، ضمن محاولاته دعم الكيان معنوياً واقتصادياً.
وفي هذا الإطار، طلب مسؤول في الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، من إسرائيل، مساعدة قوات تلك الحكومة ضد حركة «أنصار الله». ونقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن المسؤول الذي وصفته بـ«الرفيع المستوى»، انتقاده الضربات الأميركية ووصفه إياها بأنها «غير فعّالة»، وقوله إن «رد إسرائيل على إطلاق الحوثيين الصاروخ الأخير يجب أن يشمل تزويد قواتنا البرية بأسلحة متطوّرة». وأكّد المسؤول أن «أي عمل إسرائيلي يجب أن يستهدف أصولاً عسكرية رئيسية تابعة للحوثيين، بما يتناسب مع حجم الضربة التي شنّتها إسرائيل في تموز الماضي على ميناء الحديدة» غرب اليمن. وأبدى الاستعداد لفتح جبهة متقدّمة ضد «أنصار الله»، وفق ما أوردت الصحيفة. ورداً على الاستفسارات حول الإحجام الأميركي المحتمل عن دعم القوات الجنوبية، قال المسؤول نفسه: «أظن أن هذه القضية لا تلقى صدى لدى الأميركيين بقدر ما تجد صدى لدى الإسرائيليين. بعد كل شيء، نتحمّل نحن والإسرائيليون وطأة وجود هذه الفصائل الإرهابية».