صنعاء تباشر تصعيداً جديداً: لا إبطال لـ«وحدة الساحات» ..وخطة لترامب تعتمد رصد قيادات «أنصار الله» واستهدافها
بعد ساعات من إعلان قوات صنعاء استهدافها مدمّرة و3 سفن إمداد عسكرية تابعة للجيش الأميركي في خليج عدن والبحر العربي، وتوعّدها واشنطن بالمزيد من الهجمات، اعترفت القوات الأميركية بتعرّضها لهجوم صاروخي من قبل «أنصار الله». وزعمت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، أن قواتها «أفشلت هجمات نفّذتها قوات صنعاء على مدمرتين أميركيتين وسفن تحمل العلم الأميركي في خليج عدن». وقالت إن هجوم قوات صنعاء «استهدف المدمّرتين ستوكديل وأوكين في خليج عدن، أثناء قيامهما بحماية ثلاث سفن تجارية مملوكة ومدارة من قبل الولايات المتحدة وترفع العلم الأميركي». وادّعت بأن «الهجمات المتهوّرة لم تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار في أي سفن مدنية أو بحرية أميركية». وأشارت إلى أن «المدمّرتين تصدّتا لثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وثلاث طائرات مُسيّرة يمنية هجومية، وصاروخ كروز مضاد للسفن».
وأثارت العملية الأخيرة التي استخدمت فيها قوات صنعاء 16 صاروخاً باليستياً ومجنّحاً وطائرة مُسيّرة ضد ثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأميركي وهي «ستينا أمبيكامبل» و»ميرسك سارتوغا» و»ليبرتي غريس»، بحسب المتحدّث باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع، اهتمام عدد من وسائل الإعلام الأميركية والغربية، والتي اعتبرتها دليلاً على فشل الحملة الجوية الأميركية والبريطانية التي تنفّذها واشنطن ولندن منذ مطلع العام الجاري ضد حركة «أنصار الله»، في إضعاف قدرات قوات الأخيرة. وفي هذا الإطار، اعتبر موقع «تريدوندز» البريطاني المتخصّص بالشؤون البحرية، أن «الهجوم المتجدّد من اليمن على السفن الأميركية يوفّر دليلاً إضافياً على عدم تراجع القدرات العسكرية في اليمن». وبخلاف مزاعم «القيادة المركزية» بأن السفن الثلاث المستهدفة تجارية، أكّد الموقع أن «السفن ترتبط بالولايات المتحدة وتعمل لدى كيانات أميركية»، وأشار إلى أن «القدرة اليمنية على تنفيذ هجمات بحرية في المنطقة تفنّد مزاعم الولايات المتحدة المتكرّرة بإضعاف تلك القدرة من خلال الضربات الجوية».
الهجمات توفّر دليلاً على عدم تراجع القدرات العسكرية اليمنية
من جانبه، أكّد موقع «بيزنس إنسايدر»، أن «الهجوم اليمني الأخير ضد القطع الأميركية أثبت فشل الجيش الأميركي في منع هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية والأميركية». وأشار إلى أن «معركة الجيش الأميركي مع الحوثيين وصلت إلى طريق مسدود خطير، ولم تتمكّن الاستجابة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من منعهم من مهاجمة السفن». كما نقل عن القائد السابق لـ»القيادة المركزية الأميركية،» جوزيف فوتيل، قوله إن «التهديد في البحر الأحمر من اليمن لا يزال قائماً، ولا يبدو أن هناك ما يخفّفه»، وإنه «رغم العمليات العسكرية الأميركية والهجمات الجوية على اليمن، لا يظهر أن أياً من ذلك يردع الحوثيين على الإطلاق».
وتزامنت تلك الأحداث مع تصريحات للمبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ، زعم فيها أن بلاده «لا تبحث عن حل عسكري في اليمن في هذا الوقت بالذات»، مشيراً إلى أن «السعي وراء ذلك يمكن أن يجلب المزيد من الدمار إلى بلد مزّقته سنوات من الحرب». واعتبر، في حديث إلى صحيفة «بيزنس إنسايدر»، أنه «من الضروري النظر في التأثير على المدنيين اليمنيين، والاقتصاد اليمني والبنية التحتية، والقدرة على نقل الإمدادات، وقدرة السلع التجارية على الوصول إلى اليمن»، مضيفاً أن «واشنطن ملتزمة بضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر».