صمود الشعب اليمني واستمراره في العطاء بالرجال وبالمال
في الوقت الذي تعتمد قوى تحالف العدوان على الشيطان الأكبر “أمريكا”، فإن الشعب اليمني يعتمد على الله القوي العزيز، إذ سارع أبناء هذا الشعب منذ الوهلة الأولى لشن العدوان الظالم على بلدهم إلى التوجه صوب جبهات القتال والمواجهة، وتوجهوا بالآلاف تلوا الآلاف صوب جبهات الشرف كما يحبون تسميتها، وهي كذلك، فأي شرف يضاهي القتال في سبيل الله، ومقارعة المستكبرين، والدفاع عن الأرض والعرض.
ومنذ بداية شن العدوان على اليمن، تدافع أبناء الشعب اليمني لنيل شرف الدفاع عن الدين، والذود عن الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله، والتصدي للغزاة والمحتلين، وإفشال مخططاتهم، فشكل أبناء الشعب على مدى أكثر من خمسة أعوام من العدوان، حصناً منيعاً ورافداً إضافياً للجيش واللجان الشعبية في مواجهة تحالف العدوان ومرتزقته.
ولا تكاد تمر بضعة أيام وأسابيع على تلك المجازر الوحشية التي يرتكبها قوى العدوان بحق الشعب اليمني الصامد، إّلا وتفاجئنا وسائل الإعلام المناهضة للعدوان بمشاهد مستمرة تبين عظمة هذا الشعب الذي يعشق الكرامة، وبأبي الظين والخنوع، ففي الوقت الذي تجده صامداً محتسباً أمام المجازر الوحشية التي ترتكبها قوى العدوان، فإنه ما يزال يساند أبطال الجيش واللجان الشعبية، ويعلن النفير العام، ويرفد الجبهات بالمال والقوافل الغذائية السخية، وبالمقاتلين الأشداء لمواجهة هذا العدو المتغطرس.
ومن بين الركام، والمنازل المدمرة، ما يزال هذا الشعب صامداً ويخرج إلى الساحات بصورة مستمرة ليعلن في مظاهرات ومسيرات كبيرة رافضه لهذا العدوان الظالم، وما يرتكبه من جرائم ومجازر وحشية كانت دافعاً قوياً لاستمرار التوجه صوب جبهات الشرف ورفدها بالمال والرجال بشكل مستمر وبدون أي ملل أو كلل.
وفي سياق متصل، فقد أثبت أبناء الشعب اليمني خلال السنوات الماضية، صموده وثباته وتماسكه ووقوفه إلى جانب القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى للحفاظ على مؤسسات الدولة والمكتسبات الوطنية للشعب اليمني.
وفي ظل توجيهات القيادة الحكيمة استطاع الشعب اليمني الحفاظ على أجهزة ومؤسسات الدولة من الانهيار ومنع انتشار الفوضى وهذا ما انعكس إيجاباً على تحقيق الانتصارات في الجبهات العسكرية والسياسية فيظل التماسك الاجتماعي بين جميع مكونات هذا الشعب.
وانطلاقاً من الدور المحوري لأبناء الشعب اليمني، فإنهم سيواصلون حضورهم المستمر ومشاركتهم الفاعلة في مختلف الميادين العسكرية بالتحشيد والنفير العام للجبهات، ورفدها بالمال والرجال، والنضال الشعبي المستمر للذود عن هذا الوطن، ودحر الغزاة والمعتدين، ولا غرابة في ذلك فقد كانوا وما يزالوا نعم السند، والرافد في تقديم المال والرجال دفاعاً عن الدين، وذوداً عن الأرض والعرض.
القبائل اليمنية رجال المهمات الصعبة:
القبائل اليمنية هم رجال المهمات الصعبة، ولا يمكن لأي أحدٍ أن ينكر دورهم البارز ومواقفهم البطولية في التصدي للغزاة ومواجهتهم على مر التاريخ، وأثبتت القبيلة اليمنية أنها رمز للشجاعة والانتماء الوطني، حيث انبرت القبيلة اليمنية بأصالتها ومواقفها الدينية والوطنية في مواجهة العدوان والانتصار لمظلومية الشعب اليمني، ودائماً ما كان قائد الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يتحدث ويؤكد على الدور البارز والمحوري للقبائل اليمنية.
وعندما قررت قوى العدوان ارتكاب حماقاتها، فقد كانت القبيلة اليمنية عند مستوى المسئولية الدينية والوطنية في مواجهة قوى العدوان، وقامت وما تزال برفد الجبهات بالرجال والمال لتلقين العدو دروساً في التضحية والفداء، إذ تشكل القبائل اليمنية الرديف الأساسي للجيش واللجان الشعبية في مواجهة جحافل قوى العدوان، فكانت في مقدمة الصفوف، ومازالت تقدِّم الغالي والنفيس في الدفاع عن الدين، والذود عن الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره.
ولا غرابة في ذلك، فمن خلال دورها الكبير والبطولي على مر التاريخ، فقد أثبتت القبائل اليمنية أنها تمثل صمام أمان لليمن، وأحد صُناع الانتصارات في مواجهة العدوان من خلال تقديم التضحيات بالمال والرجال والعتاد، فكانوا -بفضل الله- من أبرز أسباب صمود الجيش واللجان الشعبية، وتحقيقهم الانتصارات العظمية والمستمرة.
ويمكن القول إن قوى العدوان عندما قررت شن عدوانها على اليمن وشعبه، فإنه كانت تراهن على غياب دور الشعب والقبائل اليمنية، لتوهمهم أن بالإمكان شراء كرامة هذا الشعب الأصيل بالمال المُدنس، والرهان المزيف على وقوعه في فخ المال السعودي والخليجي، إلَّا أنهم اصطدموا بحقيقة جلية أصابتهم بالجنون، عندما خيّب مشائخ وأبناء القبيلة اليمنية آمال تحالف العدوان ورهانه على شراء الولاءات في محاولة لتركيع مشائخ ووجهاء وقبائل اليمن، ووجهوا صفعة قوية للعدو الذي فشل في تحقيق مآربه ومخططاته الإجرامية، ليثبت ذلك الشعب العظيم وقبائله الحرة أنهم جنود الله للدفاع عن دينه، وصمام أمان لبلدهم.
ولا ننسى مواقف القبيلة اليمنية التي ساهمت في حماية ساحتها وحافظت على وحدة الصف، والتبرؤ من الخونة والمرتزقة، والتصدي للمؤامرات التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي في المجتمع، حيث حافظ أبناء القبائل على تلاحم الجبهة الداخلية والنسيج الاجتماعي ووأد الفتن والاقتتال من خلال معالجة القضايا المجتمعية وإصلاح ذات البين والتدخل لحل قضايا الثأر وتعزيز قيم الإخوة والتسامح ونبذ الخلافات والنزاعات، إذ جسد أبناء القبائل بتلاحمهم المجتمعي نموذج قبلي وشعبي مدعاة للفخر والاعتزاز.
وفي صورة تعكس القيم الأصيلة للقبيلة اليمنية، تسابق رجال وأبناء القبائل الشرفاء إلى اعلان النكف والنفير العام تنديداً بجرائم وانتهاكات العدوان، وأعلنوا وثيقة الشرف القبلي ووقعوا عليها، والتي عززّت الصمود الشعبي في مواجهة العدوان، كما ساهمت القبيلة اليمنية على مدى الأعوام الماضية في دعم الجبهات بالمال والرجال والعتاد دفاعاً عن الدين، وذوداً عن أرض الوطن، فضلاً عن حضورها الفاعل ومشاركتها في الوقفات واللقاءات والاجتماعات التحشيدية وتسيير قوافل العطاء لدعم المرابطين في الجبهات.
ولم يتوقف دور القبيلة اليمنية عند الدعم والمدد، لكنه امتد إلى مواجهة قوى العدوان والغزاة ولقنتهم دروساً قاسية في مختلف الجبهات، سيسجلها التأريخ في أنصع صفحاته، حيث قدّم رجال القبائل قوافل من الشهداء من خيرة أبنائهم كانوا خير السند إلى جانب أبطال الجيش واللجان في مواجهة العدوان بكل عنفوان وصمود وتماسك، فعلى مدى الخمس السنوات الماضية، لم تبخل القبيلة اليمنية في تقديم التضحيات وقوافل الشهداء من كبار المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية الذين نالوا شرف الدفاع عن الدين والوطن والوقوف في وجه الغازي والمحتل.
لهذا الشعب المعطاء “عطاؤكم يثمر نصرا”
خلال أكثر من خمسة أعوام من العدوان فقد تجلت بوضوح الهزائم المتتالية التي يتلقاها أكبر تحالف دولي أمام ثلة من المؤمنين والمستضعفين في اليمن، تلك المدة هي كفيلة بأن تضع الشعب والمقاتل اليمني في خانة صنّاع المعجزات، حيث أصبح تدمير الاليات العسكرية المتطورة فخر الصناعات الأمريكية هواية للمقاتل اليمني، ونزهة يخرج فيها لإحراقها بـ”ولاعة”.
ودون أدنى شك، فإن ما يحدث في جبهات الشرف من مشاهد متكررة ومستمرة لشيءٍ غريبٍ وعجيبٍ جداً، وأقل ما يمكن وصفه في تلك الجبهات بأنه معجزة وآيات ربانية، وتأييد إلهي لثلة من المؤمنين المستضعفين، الذين سحقوا جحافل الأعداء المستكبرين بأقدامهم الحافية، وأسلحتهم الشخصية، وإمكانياتهم المادية والعسكرية المتواضعة، في مناطق مكشوفة وبارزة، وأرض ساحلية ورملية مسطحة، لا ترى فيها عوجاً ولا جبالاً يتحصنون فيها، يواجهون جيوش من غزاة ومحتلين ومرتزقة، وجحافل بالآلاف من مختلف الأجناس، مزودين بأحدث ترسانة عسكرية أمريكية وأوربية، ومسنودين بغطاء جوي يضم أحدث الطائرات الحربية والأباتشي والاستطلاعية والتجسسية الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، وبغطاء بحري يحتوي على أحدث وأضخم الأساطيل والبوارج والغواصات والزوارق الحربية الأجنبية.
وهكذا تتكرر المشاهد البطولية بشكلٍ شبه يومي، وتتكرر معه الآيات والمعجزات الربانية؛ لتكون دليلاً قاطعاً على تحقق وعد الله القوي العزيز لعباده المؤمنين المستضعفين الواعين بالنصر والغلبة، ولو كره المشركون والمنافقون والمتربصون، ولن تجد لسنة الله تبديلاً
وختاماً: ومهما كانت التحديات والصعوبات، فإن أبناء الشعب اليمني سوف يواصل معركة التصدي لهذا العدوان جنباً إلى جنب، وكتفاً بكتف، مع أبطال الجيش واللجان الشعبية في أداء مهامهم العظيمة بكل اقتدارٍ، وبنفس الحماس والعزيمة التي عُرفوا بها في السابق، حيث سيظلون دوماً محط فخر واعتزاز شعوب المنطقة، وسيبقى أبطال الجيش واللجان الشعبية أوفياء لهذا الشعب العظيم، وقوة ضاربة بيده، وصخرة صلبة تتحطم عليها كل التحديات ومؤامرات الأعداء والعملاء والخونة، وسيحققون –بقوة الله وتأييده- الانتصارات العظيمة على أعداء الشعب اليمني الذين تكالبوا عليه من كل حدب وصوب… وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.