صمت الدُمى..!!
عين الحقيقة / حِمْيَر العزكي
الحديث بين هذه الطفلة ودميتها يختزل الايام والشهور السنوات ويختصر القصائد والمقالات والمنشورات والتغريدات
حديث يشل الاقلام ويبعثر الاوراق ويعيد ترتيب السطور ومافي الصدور .. فتقف الكلمة عاثرة والفكرة حائرة وتتحرك الجراح الغائرة والمآسي الثائرة
حديث يدمي العيون ويبكي الشجون .. صم عنه المثقفون والكتاب والمتباكون على اتفه الاسباب وتعامى عنه الراصدون والناشطون وخرست السنتهم وماتت ضمائرهم
حديث أبكى قلبي واستجلب كربي و نكئ حزني وزاد من غبني على وطني فشعرت بالعجز مع القدرة والحيرة مع الفكرة فمحال ان احيط بأبعاد الصورة وان جعلت ابعادي محصورة وأحاطت بي من كل الاتجاهات
وضعت الطفلة حمامتيها الملآئكيتين على ساق دميتها وساقها ونظرت اليهما طويلا .. تأملت بعمق وفكرت بمنتهى الصدق وببراءة الاطفال سألت دميتها – وهي على ثقة انها ستيجبها بقدر ثقتي أن ضمائر البعض لن تجيبني –
سألتها : أين قدمي…؟؟!!!
هل لدي نقص في اطراف؟؟ أم لديك زيادة في اطرافك؟؟!! لماذا لسنا متساويتان ؟؟برغم انا متشابهتان !!!!
لم تجب الدمية… وفي وطني ألآف الآلاف الدمى تعجز عن الاجابة ليس جهلا وانما خزيا وعارا
اليوم لم تسأل الطفلة ماالذي أصابني ؟؟ ومن الذي أفقدني قدمي ؟؟ ولكنها غدا وغدا قريب جدا اقرب مماتتصورون ستسأل هي والآلاف من أبناء عامها وماقبله ومابعده سيسألون أسئلة كثيرة .. وسيبحثون عن إجابات شافية وسيجدونها وسيجدون معها الطريق اليكم ولن يقف في طريق إرادتهم الا الهدف الذي يرونه في نهايتها
سيفترشون دوواين اشعاركم وسيحسمون احداث رواياتكم وسيسكتون الزيف والدجل في كتبكم وسيحشرون الى الجحيم منشوراتكم
لن تغني عنكم أناقة كلماتكم ولابذخ حروفكم ولاتفرد أخيلتكم ولا تجدد الصور في بلاغتكم فجميعها خذلت معاناتهم واستمرأت عذاباتهم واستعذبت أناتهم وسكتت – والسكوت أفظع من الموت – عن موتهم وظلت تراعي الود مع قتلتهم وتنصرف عن فظائعهم وجرائمهم
فهل تأهبتم لهذا الغد القادم الناقم ؟؟ هل أعددتم دفاعكم المرفوض عن سكوتكم وصمتكم؟؟ وهل سيجد الرهط المدعون للثقافة اجابة لسؤالها : أين قدمي ؟؟ أم يطول صمت الدمى!!!؟؟؟