صفير الطابور الخامس..عابد حمزة
كنا نظن أن الجبهات الداخلية وجبهات ما وراء الحدود بعد زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية ستشهد تصعيداً عسكرياً وزحوفات كبيرة لا مثيل لها خاصة وأن هذه الزيارة حظيت باهتمام سعودي مبالغ فيه لم يحظ بمثلها أي رئيس أمريكي سبق وأن زار السعودية من قبل. لكن الشيء الملفت أن التصعيد العسكري للغزاة ومرتزقتهم لم يكن بالحجم الذي توقعناه ولم يكن بمستوى التصعيد الذي كان يبدأ عادة بالتزامن مع زيارة أصغر مسؤول أمريكي للسعودية وهذا بدوره يقودنا أولاً لمعرفة أن الهدف الأساسي من زيارة ترامب هي حلب ما تبقى في ضرع البقرة الحلوب وثانياً أن الغزاة ومرتزقتهم في الداخل لم يعودوا بالشكل الذي كانوا عليه من التماسك والقوة في السابق وأن الشعب اليمني ممثلاً بجيشه ولجانه نجح في جرهم إلى معركة استنزاف هو من يتحكم فيها ويديرها بنجاح كبير واحترافية عالية وما محرقة الجنجويد في صحراء ميدي الأسبوع الماضي والعمليات النوعية التي ينفذها المقاتلون اليمنيون بطول الساحل الغربي وما حصل من مجازر جماعية لقادة المرتزقة مع المئات من جنودهم في نهم وصرواح والجوف وتعز لدليل واضح أن السحر أنقلب على الساحر وأن الغزاة ومرتزقتهم أصبحوا في الموقف الأضعف ولم يعد بأيديهم ما يقدمونه إلا الرهان للأسف على صفير الطابور الخامس الذي بدأ بالتزامن مع زيارة ترامب بشن حملة إعلامية كبيرة لشيطنة من حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الوطن وفي سبيل أن يعيش الشعب اليمني بكرامة قدموا الغالي والنفيس .
لا ندري ما الذي دفع بهذا الطابور لتحمل مثل هذه المهمة الصعبة في الوقت الذي يفترض به أن يكون أكثر وعياً وإدراكاً بحقيقة الصراع وطبيعة المتغيرات وبالتالي يعرف أن من عجزت دول كبرى على رأسها أم الإرهاب أمريكا عن هزيمته بترسانتها العسكرية وبسيجها التكفيري لا يمكن أن يهزم بنعيق إعلامي مبتذل طالما سمعناه وردده حد الغثيان الآنسي وتوكل كرمان وغيرهما كثير من خدمة المعبد الأمريكي والمتسولين في شوارع الرياض وتركيا.
إن الوضع اليوم لا يحتمل والمرحلة حساسة جداً وعليه فإن الطابور الخامس أمامه فرصة وفرصة نقول عنها ذهبية في مراجعة حساباته والاستفادة من رحمة الشعب وأخذ العبرة من المآل السيئ الذي وصل إليه الإخونج ودول تحالف العدوان وما هي عليه اليوم من تصدع وانشقاق وأزمات اقتصادية خانقة بسبب عدوانها على اليمن. عليه أن يدرك أن من أجاد بمهاره عالية اللعب مع الكبار سيسهل عليه اللعب مع الصغار ويدرك أيضا أنه مهما طبل واتهم ولعب على المتناقضات وذرف دموع التماسيح لن يستطيع أن يحقق لتحالف العدوان ما لم يستطع تحقيقه بقوته العسكرية ولن يستطيع أيضا أن يقف بصفيره الإعلامي دون انتصار الشعب اليمني ونيله للحرية والاستقلال والسيادة على تراب وطنه الغالي