صفقة تبادل الاسرى.. هل لبّت طموح قيادة صنعاء؟
مع اقتراب الذكرى السنوية الثامنة لشن الحرب على اليمن، تم التوصل الى اتفاق تبادل الاسرى بين حركة انصار الله والحكومة اليمنية التابعة للتحالف بعد عشرة ايام من انطلاق مفاوضات في سويسرا برعاية من الامم المتحدة.
ويرى مراقبون، ان اليمن يطرح منذ البداية بانه لا مساومة في الملف الانساني ويجب فصله عن ملف العدوان الامريكي السعودي، وقالوا: ان اي خطوات لنوايا حسنة تطرح على طاولة المفاوضات لابد ان يسبقها حلحلة في الملف الانساني، معتبرين ان هذا الملف ملح جداً والعدوان يساوم بكل ما هو انساني كلقمة العيش والاطفال والنساء وما ابدى شيئاً الا وفعله.
من جانبهم، اعتبر مستشاروا المجلس السياسي الاعلى في صنعاء، ان صفقة تبادل الاسرى بين حركة انصار الله والحكومة اليمنية التابعة لتحالف العدوان، للاسف كانت على غير الطموح الذي كان يبغيه طرف صنعاء باطلاق الكل مقابل الكل.
واكدوا، ان الخلافات التي حصلت بين وفد مرتزقة اليمنيين في تلك المفاوضات واصرار كل حزب على ان يهتم باسراه بشكل خاص ويركز عليهم، ادى الى ان يتدخل السعودي ليفرض هذه الصفقة التي تقدم مصلحة السعودية كي تكون في القمة والمهيمنة وطرح 15 اسير سعودي، بينهم 3 سعوديين وقيادات من المرتزقة اليمنيين المرتبطين بالاستخبارات السعودية.
واوضح هؤلاء المستشارون، ان قيادة صنعاء وافقت بناء على هذا الامر للتخفيف عن 700 اسير يمني يتبعون حكومة صنعاء، مقابل اعداد من السعوديين والسودانيين.
بدورهم، اعتبر باحثون سياسيون، ان اتفاق تبادل الاسرى بين بين حركة انصار الله والحكومة اليمنية التابعة للتحالف كان قد قرر قبل شهرين وليس له علاقة بالتقارب الذي حصل بين بعض الدول.
وقالوا: ان صفقة تبادل الاسرى ربما تكون جزءاً من عملية سعودية تريد ان تمررها، فالسعودي لا يريد الانسحاب من اليمن، ولا يريد ان يقف نداً مع صنعاء وهو يريد ان ينهي الفوضى التي انشأها في اليمن، بالتالي فانه سيستند على بعض التقارب الذي حصل مع الجمهورية الاسلامية في ايران، معتقداً انه اذا رتب العلاقة مع طهران فانها كفيلة بكبح جماح صواريخ ومسيرات صنعاء، او ان تضغط طهران على صنعاء مقابل هذه العلاقة، ولذا يبقى السعودي يعبث في اليمن كما يريد، مشيرين الى ان هذا هو واقع عقلية آل سعود وتاريخهم مع اليمن.
واكد الباحثون السياسيون، ان السعودية تستخدم الملف الانساني وهو ملف الاسرى كورقة ضغط حاله كحال الجهد العسكري او الضغوط السياسية او الحصار، منوهين بان اتفاق سويسرا كان مطروحاً الكل مقابل الكل، وشرطه ان ينفذ بعد شهر، بالافراج عن جميع الاسرى وتبادل الكشوفات الكل مقابل الكل، لكن لحد لم نشهد اي تبادل صفقة واحدة لان السعودية تستخدم هذه الورقة كورقة ضغط.
واضافوا، ان السعودية والاطراف الاخرى معها لا يهتمون باسراهم، ولا بالوطن ولا للابرياء ولا للبنى التحتية، لكن صنعاء تهتم ذلك، وهي من تطرح الكل مقابل الكل، وحتى انها طرحت النصف او الربع.
ما رأيكم..
ما أهمية اتفاق تبادل الأسرى بين الأطراف اليمنية في سويسرا؟
كيف يفهم هذا الاتفاق مع قرب الذكرى السنوية للحرب؟
هل يفتح الاتفاق أبواب التفاوض على حلول أوسع لانهاء الأزمة؟
وكيف يتأثر اليمن بالتحولات في المنطقة والتقارب بين دول الجوار؟
العالم