( صفحة تاريخية دونتها الصرخة )…بقلم_نوح_جلاس
( صفحة تأريخية دونتها الصرخة )...بقلم_نوح_جلاس
مابين أول صرخة انطلقت في آخر جمعة من شوال قبل أكثر من عقد ونصف، وبين صرخة دوت في آخر جمعة من شوال هذا العام مفارقات وحقائق دونت أعظم الصفحات في سجل التاريخ.
فقبل عقدٍ ونصف كانت أمريكا قد أعدت العتاد وبدأت تفك أجنحتها كي تحلِّق في سماء الأمة العربية والإسلامية، وذهب معظم زعماء الأمة كي يباركوا هذا التحليق ويؤكدن لها إحداثياتهم كي لاتتأخر أو تضل المهبط.
ولكن قام هناك صوتٌ واحد دوّى في سماء الأمة وحيداً يرفض ويتصدى ويتحدى كل من حاول التحليق والهبوط على أرضه، وأعلن صرخته التي وصل صوتها إلى أوكار المستكبرين ويملأُها رعباً وهلعاً رغم قلة من هتفوا بها وكثرة من كانوا يحصنون أوكار الضلال في معقلِ الشيطان “واشنطن” و”تل أبيب”.
عندما كان ولي الشيطان “بوش” يغرد بتغريداته الخداعة ويقول للمسلمين: ( أنتم إرهابيون ومن حقنا مقاتلة الإرهاب أين ماوجدناه، ومن ليس معنا فهو ضدنا؟ )،
ومعظم العرب والمسلمون فرحوا بهذه الأصوات وانسجموا مع تلك الترانيم الشيطانية وذهبوا كي يؤكدوا خضوعهم وولائهم المطلق للشيطان، ولكن بقي هناك رجلٌ وحيد صرخ صرخةً أيقضت الأمة من سباتها ونومها العميق الذي استمر لمئات السنين، وقال: أنا الذي لست معكم، وأنا الذي لم أقبل بالإذعان لكم لأن الله يأبى لنا ذلك ورسوله وأولياءه، وهتف قائلاً: الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام .
وقال لمن كان معه من المؤمنين: إصرخوا بهذا الشعار وسترون الطاغوت كيف سيعدل من موقفه، وقال : سترون من يصرخ معكم بهذا الشعار في جميع المناطق، ولكم الفخر بأنكم أول من صرخ به، وقال: لو صرخ الشعب كله صرخة واحدة لعدلت أمريكا من منطقها ولأعفت بلدنا أن يكون فيه إرهاب، وقال : الصرخة هذه سنواجه بها كل الطواغيت وسوف تعمل على إذابة عتادهم وسلاحهم وجنودهم وهم هناك، كلام كثير يطول ويطول حول هذا الموضوع.
ولكن حينها كنا نستهزئ بما يقول ولم نفكر قليلا من الوقت لماذا شن العالم الشيطاني عليه تلك الحرب الشرسة رغم أنه كان يملك قليل من الرجال والعتاد، وأنه فقط يصرخ وهو في بلده! ولا يعمل بأمريكا أي ضرر.
لم نعرف بأن صرخته تلك كانت تذهب إلى معاقل الشياطين في أقصى الأرض وتؤزهم أزا.
ولكن ماحدث بعد عقد ونصف مليئة بكل التحديات والمواقف التاريخية، تجف الأحبار في وصفه!.
فقد رأينا ذاك الشعار الذي ارتفع في منطقة صغيرة من البلاد يُحارب حرباً هستيرية من ثلاث دول، ورأينا هذا الشعار بعد أن ارتفع في جميع أرجاء البلاد يُحارب حرباً لم تحدث في التأريخ!، فقد جمعوا له من كل القارات! ومن جميع بلدان العالم!.
ولكن مانستطيع إلا أن نقول: صدقت ياسيدي، فقد وصلنا إلى الوقت الذي هتفت الأمة بهذا الشعار ودوى صداها يزعق الشيطان.
صدقت ياسيدي فقد رأينا بأنا الأمة الوحيدة التي تقف في وجه الشيطان ولها كل العزة والشرف والمجد بإنها تصرخ بوجه الطاغوت وتتحداه بكل شجاعة وإباء.
صدقت ياسيدي فقد رأينا أمريكا وأذيالها تتخلى عن منطق “إرهاب” في بلدنا واتضح أنها هي من تصنع وتمول الإرهاب، حيث لم تعد تحارب الإرهاب في بلدنا بتلك الحجج الخادعة، بل كشفت عن علاقتها الحميمة بالإرهابيين وقامت بقتل وذبح وارتكاب أبشع الجرائم بحق هذا البلد المؤمن بواسطتهم.
صدقت ياسيدي فقد رأينا “أمريكا” وأذيالها وهي تنسحب من كل مكان يظهر به شعار صرختك المزلزلة.
فما بين صرختك الأولى وصرختنا اليوم حكاية لن يتسع التاريخ لتدوينها ولن تستوعب الأجيال روايتها.
فبعد ماصرخ القليل ذاك الوقت، هاهم الملايين يصرخون، وهاهي الرايات تملأ أرضنا والهتافات تملأ سمانا، وهاهو العدو اليوم يجمع معه العالم كي يتمكن من إسكاتنا!، ولكن هيهات هيهات هيهات لنا ذلك.