صعدة : كل ساعة مجزرة
الحقيقة / عبدالحميد تاج الدين
يمعن العدو ويتغوّل اكثر في سفك دماء المدنيين ويقصف البيوت ويهدمها على رؤوس ساكنيها مستغلاً – بغباء – الضوء الأخضر الامريكي ، والصمت العالمي وغياب الإعلام عن كل ما يجري في اليمن الميمون وخصوصاً في صعدة الصمود ،
فصعدة تتعرض لقصف سجادي متواصل وعشوائياً يطال كل شي ، وكل ضحاياها من الأبرياء والمدنيين ، جرائم بشعة لم تحصل مثلها في التاريخ المعاصر ، جنون سعودي أمريكي عليها وسط جمود ولامبالاه عالمية ملفته ، كل هذا يدلل على اشياء كثيره جدا لكل متابع ذو بصيرة لامجال لسردها هنا ..
صعدة مدينة العلم والعلماء والحضارة ، كل يوم ترتقي للمجد وتنحت اسمها في التاريخ ، ويصعد منها ارواح شهداء ضحايا اغلبهم لم يتجاوز العاشرة وبعضهم لم يبلغ الفطام ، يعلمون العالم معنى الصمود والنظال ونيل الحرية والوقوف في وجه المستكبرين والطاغوت والشيطان الأكبر ، هم من صدع بالحق وصرخ ونادى حيا لخير العمل ، وهم من لبى وكبّر وهلل منذ عقود ضد كل مجرمي الأرض قاطبة ،
وهم من تربوا على الكفاح والشجاعة والصبر والبذل والعطاء والإنفاق والاحتساب و الأخلاق المحمدية العالية ،
وهم من ترعرع في ضل مسيرة قرآنية صحيحة لايشوبها رجس السابقون ولا خباثة اللاحقون ،
وهم من لم يبقى من احد الا وظلمهم بالفعل أو بالقول ، ولازالوا هم هم ،
هم من يتلقى النصيب الأكبر من الإجرام والمجازر دون بكاء او عويل او استجداء او استغاثه او اعلام يصرخ ويعوي ويذرف دموع للتماسيح لهم كما يفعل غيرهم ، وهم من يذودون عن دماء اخوتهم واعراضهم ووطنهم مضحين تضحيات جسيمة عظيمة ليس باستطاعة احد أن يضحي بأقل من ما فعلوا .
فهم يعرفون مصيرهم وعاقبة الأمور ، ويعرفون أن الحق والقرآن والمسيرة المباركة ، لاترضى الا بالطاغوت الأعظم بنفسه أن يقارعها ، وها هو يفعل ،
فسلاماً على ارواحكم الطاهرة يا أبناء صعدة ،
ولكم من الجميع كل التقديس والإجلال يا صناع الحضارة ،
ياالصابرون المرابطون الشجعان المجاهدون ، يا أسود الله في أرضه والرجال الأوفياء الصادقون ، سلاماً عليكم بعدد الرمال والشجر والبشر والحجر ،
سلاماً عليكم فسيذكركم التاريخ وسييبكي المعتدي الظالم ويتحسر ويندم أشد الندم من فعل وصنع الشعث الغبر المستضعفين ، حين لاينفع الندم ونراه اليوم أقرب من حبل الوريد .