صعدة : شموخ وإباء رغم العدوان والدمار .. استطلاع خاص بصحيفة الحقيقة
بالتزامن مع قيام أحرار اليمن بزيارة الجبهات كان لصحيفة الحقيقة شرف زيارة مدينة السلام صعدة وعلى الرغم مما شاهدناه من آثار للدمار والخراب الذي اجتاح بفعل العدوان الثلاثي الأمريكي السعودي الإسرائيلي معظم المباني والمنشآت والأسواق والمؤسسات الحكومية لا تزال صعدة هي صعدة بأنفتها وشموخها وقوتها ورباطة جأش أهلها ما يميزها نقاوة هوائها وخصوبة تربتها وجودة منتجاتها وقوة وصلابة أهلها وصدقهم وإخلاصهم واستعدادهم للبذل والتضحية في سبيل ما يؤمنون به سألت بعض الإخوة ممن نزلنا ضيوفاً عندهم ونحن نتبادل الحديث حول هذه المميزات ما السر الذي جعل من صعدة وأبنائها يتميزون في كل شيء في الكرم والرجولة والإخلاص والوفاء والتفاني والتضحية أجاب على سؤالي بسرعة واختصار شديد ولاؤهم ومحبتهم لأهل البيت وفعلا فمن يقرأ التاريخ يجد بأن أبناء صعدة من أكثر الناس تشيعاً بأهل البيت عليهم السلام ومن أكثرهم جهاداً وتضحية في سبيل الله تحت رايتهم منذ قدوم الإمام الهادي عليه السلام إلى اليمن وإلى اليوم وهذا بدوره أثر في نفسياتهم وتطبعوا بأخلاقهم ومن تطبع بأخلاق قوم فهو منهم وهل هناك من هو أكرم وأشجع وأصدق وأخلص وأوفى من أهل البيت عليهم السلام ثم إن أهل البيت فيهم من هو علم هدى وفيهم من هو عالم رباني وفيهم من هو ولي من أولياء الله ومعروف عن الأعلام والأولياء والصالحين أن الله يستجيب لدعائهم فما يدرينا هنا بأن هؤلاء الأعلام والأولياء والصالحين من آل محمد صلوات الله عليه وعلى آله فيهم من مد يده إلى السماء ودعا الله بالصلاح والخير والبركة لأهل صعدة نحن لا نستبعد ذلك بل ولمسناه في زيارتنا لهذه المحافظة ففي الوقت الذي تتعرض لأبشع عدوان همجي إجرامي وطائرات تحالف العدوان لا تكاد تفارق سماؤها وأصوات الانفجارات لا تكاد تغادر أرضها وفي الوقت الذي دمرت مبانيها وأسواقها ومدارسها وقتل الكثير من أطفالها ونسائها وفي سبيل نيل عزتها ضحت بخيرة أبنائها وجدناها مليئة برجالها وخيراتها وجدنا الأسواق فيها مليئة بأجود منتجاتها الزراعية وحركة البيع والشراء نشطة بشكل عجيب الأمن متوفر أكثر من أي محافظة أخرى لا وجود فيها للقتل والسرقة والسفه والقيل والقال واختلاق الأكاذيب الكل يعمل والكل يجاهد والكل مستعد للتضحية وفي مجالس المقيل رأيناهم يطبقون البرنامج اليومي لرجال الله وإن كان لهم من حديث فعن عظمة المشروع الذي يتحركون فيه وما يحققه أبطال الجيش واللجان الشعبية من انتصارات عظيمة وأنت في صعدة تحس بالأمان والإيمان معاً وتدرك بأن من قدمت الآلاف من أبنائها لا يمكن أن تستسلم أو تترك لدخيل أو لعميل أن يشق بنفاقه وحدة صف اليمنيين صحيح أن الآلاف من أبناء صعدة هجروها إلى الجبهات و الآلاف استشهدوا وهم يدافعون عن أرضهم وعزتهم وكرامتهم لكن ما رأيناه في زيارتنا من كثافة سكانية والتزام ديني وانتشار هدي القرآن وحب حد العشق للمسيرة القرآنية أدهشنا وأكد لنا بأن صعدة لا تزال تحتفظ بالشيء الكثير من الأوراق لحماية الثورة الشعبية وصد الغزاة والمنافقين
زيارة مقام الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام
زرنا جامع الأمام الهادي وعند ضريحه قرأنا ما تيسر لنا من القرآن الكريم والدعاء واستذكرنا تاريخ هذا الإمام العظيم وجهاده وكراماته وتمنيت في نفسي وأنا أدعو له وأدعو الله بأن يلحقنا به صالحين أن يتذكر من يتربص اليوم بحفيده السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ما الذي حل بأجداده عندما خذلوا الإمام الهادي عليه السلام وثاروا عليه في صنعاء وكيف أن القرامطة بعد خروجه منها قتلوا الرجال والأطفال وسبوا النساء واستحلوا الحرمات وارتكبوا المحرمات تذكرت ذلك وقلت إذا كان القرامطة وهم من أصول يمنية ويدعون انتمائهم للإسلام فعلوا كل ذلك بحق سكان صنعاء فكيف بالأمريكيين والإسرائيليين والجانجويد وبلاك ووتر وشذاذ الآفاق ما الذي سيفعلونه إن صدق اليمنيون ونحن نمر بمرحلة من أصعب المراحل كلام الخونة والعملاء والمندسين وتخاذلوا عن الدفاع عن أرضهم وأعراضهم نعتقد أن الأمريكيين والصهاينة وصهاينة العرب لن يرحموا أحدا ولن يكون جرمهم وفسقهم وسفههم أقل من جرم وفسق وسفه القرامطة الذين نكل بهم الإمام الهادي في ما بعد وكان له الفضل بعد الله في تخليص اليمن من شرهم وسوء عقائدهم وأفكارهم الضالة إن اليمنيين معنيون بمراجعة التاريخ والاستفادة من الأحداث خصوصا حادثة تخاذل سكان صنعاء عن نصرة الأمام الهادي ففيها عبرة والعاقل من اتعظ بغيره وإن بقي لنا من كلام فسنكتفي بنبذة مختصرة من تاريخ صعدة الإباء والشموخ والعزة
تاريخ صعدة الحضاري والديني
تعود صعدة مدينة السلام لخولان بن عمرو بن لحاف بن قضاعة وسميت صعدة لأن ملكاً من ملوك حمير بنى له فيها بناء عالٍ فلما رآه الملك قال لقد صّعده ، فسميت بذلك صعدة
أما مدينة صعدة الحديثة فيرجع تأسيسها إلى( القرن الثالث الهجري ـ القرن التاسع الميلادي ) إلى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم وتقع في الناحية الشمالية للعاصمة صنعاء، وتبعد عنها 242 كيلومتراً تقريباً، وتحظى هذه المدينة بأهميّة اقتصاديّة ودينيّة كبيرة كونها حلقة الوصل بين اليمن، ونجد، والحجاز، بالإضافة إلى معالمها الأثريّة إذ تحتوي على العديد من المعالم الأثريّة مثل جامع الهادي، والجبانة القديمة، والحصون المختلفة مثل حصن القشلة، والسنارة الموجود على جبل وادي العبدين، والصمع، والقلعة، بالإضافة إلى حصن أم ليلي التاريخي وكلها ذات طابع معماري متميز يدل على أصالتها العربية والإسلامية وارتباطها الوثيق بأهل البيت عليهم السلام حيث ظلت لقرون عديدة عاصمة الدولة الزيدية ومنبع العلم ومنها تخرج الكثير من الأئمة الأعلام وقادوا الكثير من الثورات ضد الغزاة والظالمين وامتدت العديد منها لتشمل اليمن وخارج اليمن