(صعدة… حكاية ثورة)….بقلم/ عبود ابو لحوم
يستميت الكثير من ادعياء السياسة والفكر في توطين أنفسهم في موطن الاستغباء والاستعصاء على فهم حقيقة أنصار الله ومشروعهم الذي ملامحة أكثر وضوحاً وفعل هذا المشروع علي الواقع يحمل دلائل دامغة لمن كان له فؤاداً أو بصيرة، ولا عزاء للأدعياء أو البائعين اقلامهم في سوق النخاسة بالمال الرخيص فسار على قلوبهم أكنة وفي اذانهم وقرا وعلى أبصارهم غشاوة.
أن أنصار الله ومشروعهم هو امتداد طبيعي للأرض الذي بزغ فيها فجر هذا الفكر، انها نتاج خصوبة أرض صعدة ورجالها الذي توقدت فيهم ومنذ الاف السنين قيم الخير والعطاء والاباء والشموخ فتميزوا بالانتماء لأرضهم فزرعوها طوعوها وارسو منهاج قل نظيرة، فترسخت فيهم ثقافة الحرية والاستقلال، كما أنهم شامخين بشموخ جبالها، وفيهم من الورع والصبر والجلد والحكمة ما يجعلهم في سلم التميز في مكارم الاخلاق والحفاظ على القيم القبلية الاصيلة التي يشهد بها العدو قبل الصديق.
أن القارئ المنصف الحصيف لتأريخ صعدة وابناءها سيجد أنها مهد لثورات ضد الظلم، انهم قوم يأبون الحيف أو حياة الذل والدونية، أنهم وعلى مدى عقود كانوا أنصار الحق ورافعين لواء الخروج على الحاكم الظالم، أن حياة العدل والكرامة ديدنهم فتراهم وقبل الف عام ذهبوا للبحث عن الحاكم العادل المؤمن خارج إطار جغرافيتهم ولو تفحصت لوجدت أن ابناءها لا ينسلخون عن هويتهم وتراثهم وتأريخهم الثوري، فلا تجدهم يتصكعون على أبواب وفضلات السلطان ولم يدوس أرضهم غاز خارجي، ولم ولن يتخلوا عن انتماءهم إلى ارض اليمن والدفاع عنها، انه تأريخ ومبادى اعتجنت مفرداتها بالماء والهواء فساروا يتنفسون الكرامة ويشربون حب ارضهم ويفخرون بيمنيتهم.
لذا واستمرارا لهذه الروح الصعداوية بزغ فكر ومنهج انصار الله في اتون ظُلم وانحطاط قيمي وتدني في منسوب الهوية اليمنية العربية الإسلامية، وفي ظل استسلام ممنهج للقوى الاستعمارية الحديثة، فكان السيد/ حسين بدرالدين الحوثي مجدداً ومستنهضاً للهوية الوطنية وقائداً ثورياً جعل منهجه القرآن وهل أصدق من الله قيلاً.
أن أنصار الله في الفكر والمنهج كشمس في كبد السماء والمحلل العلمي سيرى أن لا تبديل في الفكر أو المنهج مُنذ ولود هذا المشروع القرآني، رغم خطوب الدروب وعظم التضحيات وشراسة العداء ، فضلا على كل محاولات التشكيك والتظليل والتدليس والإعلام الممنهج الذي يلبس الحق بالباطل، لكن هل للناس والمنصفين ؟ أن يتسالوا لماذا كل هذه الحرب على صعدة ارضاً وإنساناً مُنذ أكثر من خمسون عاماً؟ ، ألم تكن صعدة ولادة وخصبة برجالها الاشداء المؤمنون ومعطاءة بخيراتها حتى سارت سلة غذاء اليمن، من يزرع صعدة؟، اليس أبناءها الذي ارتوت ارضهم بدمائهم جراء حروب ممنهجة قوامها أثناء عشر عاماً، ومع ذلك معطاة ، ولم يهنوا او يضعفوا انها عقيدة وجلد الرجال، أنه الاستقلال والعزيمة والتحدي وصدق الايمان المستمد من الله والتصديق لمنهجة، ولم يكفي ظلم الاخوة والحرب اللااخلاقية ، فأتت جحافل العالم بحرب كونية وكان لأنصار الله فضل تصدر المشهد وزمام المقاومة وعلى مدى عامين ونصف، وهم في المواقع الذي وجدوا من أجلها مواقع الاباء والشرف والحرية فنالو بذلك إعجاب كل احرار العالم، وذهب في صفهم الشرفاء من كل أرجاء اليمن، ومثلما كانوا وما زالوا اشداء في الميدان كانو كذلك في السياسة، لأن المنهج واحد والغاية واحدة وهي العيش بكرامة واستقلال، وهذه المفردات كررها قائد الثورة السيد/ عبدالملك في كل خطاباته ويثبتها ويترجمها على الأرض رجالاً أضحوا حديث العالم ببأسهم وقوة عقيدتهم وشجاعتهم، فهم بحق قد أسسوا مدرسة جديدة في النظال والحرب والشجاعة، سيحكى سفر فصولها التأريخ.
ونقول لمن يحاول التذاكي في تفسير موقف أنصار الله أو التنبؤ بمستقبل الجبهة الداخلية المقاومة للعدوان أو مآلات الحرب مع العدو ، عليهم أن يدركوا ويؤمنوا أن أنصار الله باعوا أنفسهم لله وأرسوا في منهاج حياتهم ثوابت الحق ونصرة المظلومين والدفاع عن الوطن وكرامتة وسيادتة وأن لا إستسلام في قواميسهم أو رغبة في دنيا قوامها الذل والخضوع فلا تبديل او إستبدال وقالها السيد القائد صراحةً بعربية فُصحى وبلهجة يفهم كهنها ومآلاتها من تجرد من عفن الحزبية والمناطقية والطائفية وكذلك من فيه مس من قول الحق وفصل الخطاب.
لذا فعلى الاخوان في المؤتمر أن يفهموا أن أنصار الله لا يفرطون في ثوابتهم أياً كانت التضحيات أو كانت الحسابات فحساباتهم مقفلة في إحترام ثوابتهم والصدق في التعامل معهم، ولا يأبهون لمكر طالما وهم مرتبطين بالله خير الماكرين، والتضحيات والشهداء ودمائهم شاهدة على ثبات النهج ويصدق القول الفعل، ولا مجال للعب في الخطوط الحمراء وعليهم التقاط دعوات السيد بكلمته الليلة بمناسبة العيد الي الصدق والتلاحم والاهتمام بالجبهات ورجالها.
وأنصار الله ومحبيهم لن ينطوي عليهم زيف الإدعاء وحملات التشوية والشعارات المفروغة من معناها، فقد شبوا عن الطوق وأضحوا بفضل الله في منعه وقد اوغل الله في صدورهم الثبات والشجاعة والإيمان والفطنة، وزادتهم حروب الأعداء إيماناً بمنهجهم، وتصديقاً لما قالة سيد الشهداء/ حسين بدالدين الحوثي بإن أمريكا وإسرائيل وعملائها سيأتون اليكم ويطمعون في أرضكم ويأبون لكم الحرية والإستقلال، فزادهم ذلك إيماناً فوق إيمانهم والكل مدعوا إلى أن نرجع بأنفسنا إلى الوراء ونستذكر ونستحضر العزم ومواطن الإستنهاض أيام ما كنا في حصار في كل الدروب فأيدنا الله بنصرة ومكننا من الدفاع عن عبادة المستضعفين ومكنا لنكون في عرين الحق ومنهج النبوة، فسبحوا لله واستغفروه وأكثروا من الشكر لله وأسجدوا له إن نصركم في مواطن كثيرة وثبت أقدامكم، ولا يغرنكم بالله الغرور، واتبعوا ونفذوا توجيهات قائدكم الذي وهبه الله الحكمة وعلى يديه أخرجكم من براثن الإستئصال إلى فضاء الوسع والمنعة ولا يصيبكم داء الإتكال أو التواكل فيغيب نهجكم وتأخذكم الدنيا فتذلكم بعد أن كنتم أعزه .