صرواح مأرب.. تاريخ أشرف على الطمس..
عين الحقيقة /يحيى قاسم المدار
كُتبَ لنا مع مجموعة من الإخوة الإعلاميين زيارة مديرية صرواح بوابة الصمود الإسطوري الواقفة بكل ما تمتلكه من أرض وإنسان لحماية اليمن بأكمله، من عدوان غاشم وغزاة متحتلين حاولوا جهدهم عبثا أن يثقبوا في جدار سدها المنيع المملوء بقوة وعزيمة الرجال الرجال لكن ذلك كان محالا..
زرنا منطقة صرواح أو ما تبقى منها وكانت أمنية تحققت لأغلبنا، كانت صورة صرواح مرسومة في أذهننا عندما كنا نشاهد في التلفاز، عن تلك الحضارة وذلك التاريخ العظيم لليمني الأول الذي صنع مجدا وعنفوانا للأجيال، في الطريق إلى صرواح واجهتنا الكثير الكثير من مشاهد الدمار والقصف المتعمد لإبادة الحياة في طرقها، عشرات المنازل على جانبي الطريق مهدمة تماما بفعل الغارات المتعاقبة من قبل الطيران السعودي الأمريكي، وعلى تلك الطرق أو ما كانت تسمى طريقا إسفلتيا، أكثر من 10 جسور تربط بين وديانها تلك الجسور قد تم تدميرها تماما، واجهتنا عشرات السيارات التابعة للمواطنين التي قتل العدوان عليها عددا من المواطنين وارتكب فيها عشرات المجازر بحق أبناءها أطفالا ونساء ورجالا كان أكثرهم نازحين من ديارهم خوفا من قتلهم في منازلهم في صرواح والمناطق المجاورة لها..
وما إن دخلنا صرواح حتى واجهتنا لوحة صغير مكتوب عليها (صرواح) تلك اللكتابة بدى عليها آثار العدوان، وهنالك دخلنا بالفعل سوق صرواح الذي أخافنا كثيرا وأفزعنا منظر تلك المحال التجارية التي أصبحت خرابات لا وركام من الحجارة والحديد والأخشاب المتهالكة، أكثر من خمسين محلا تجاريا دمر تماما بما فيها من المواد الغذائية ومواد البناء الصيدليات والكهرباء والمطاعم وغيرها، خرج إلينا بعض المرابطين من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية جنود الله وحماة اليمن الأبطال رحبوا بوصولنا أوصونا ببعض الإرشادات التي تعلموها من خلال بقاءها في ذلك لمكان الموحش والمفزع بحق وحقيقة، وبدأ آخر يشرح لنا كيف كانت صرواح والحياة والزخم الذي كانت عليه تلك المديرية الاستراتيجية، مررنا من مدينة الأشباح إلى أطرافها ووسطها وجدنا رائحة الموت في كل مكان فيها بين جدران منازلها المهدمة على رؤوس سكانها الذين قضوا بغارات العدوان التي بلغت أكثر من عشرين ألف غارة، قتل على إثرها من أبناء صرواح رجالا ونساء وأطفالا أكثر من 330 مواطنا لا ذنب لهم ولم يجترحوا جريرة بحق دول العدوان ومنافقيهم إلا أنهم تواجدوا في منطقتهم ومنازلهم التي بلغ عدد المدمر منها أكثر من 400 منزل أصبح أغليها أثرا بعد عين كما تشاهدها العيان..
المجاهدون من أبناء صرواح حدثونا عن أرقام مهولة لجرائم ارتكبها العدوان ومنافقوه في صرواح من قصف الطيران وكذا القذائف والصواريخ التي رموا بها 30 مزرعة أحرقوها لمواطنين كانت هي كل رأس مالهم بالإضافة إلى 20 بئرا ارتوازية لضخ المياة إلى المنازل والمزارع تم ضربها ودفنها تماما، كذلك الثروة الحيوانية المتنوعة والكبيرة جدا التي نفقت بفعل الغارات العدوانية..
طفنا المدينة المأربية بمعية بعض أبناءها شاهدنا ما كان يعرف بالمعاهد الفنية والتقنية مقضي عليها كذلك مدارسها الخمس المسحوقة وبقايا من كراسي الطلاب وكتبا مهترئة وممزقة ومحترقة، رأينا قتل العلم وذبح الطموح ووأد المستقبل في قصاصات دفاتر الطلاب الذين رسموا وكتبوا ما تمنوا لليمن في أوراقهم، لم يعلموا بأن عدوا مجرما يتقرب لحظة الغفلة للانقضاض على أحلام الطفولة في صرواح وكل الوطن..
أوجعتنا تلك المناظر وآلمنا كثيرا مشاهد ما حدث في صرواح، أقل ما يوصف به وما حل بها كارثة أو قل زلزالا رهيب قضى على كل شيء فيها..
السلطة المحلية في مديرية صرواح أعلنتها منطقة منكوبة، وناشدت العالم العمل لوقف العدوان الذي قضى على الحياة فيها، عدوان لم تسلم منه الحجر ولا الشجر..
استرحنا قليلا لأداء الصلاة وطعام الغداء، فوجئنا بأن العدوان قد دمر مساجد صرواح الستة بغارات مباشرة، ذهلنا ولم نستغرب لعلمنا بإجرامه ودعشنته!! في كل رحلتنا لم يتوقف طيران العدوان عن التحليق المنخفض جدا بصوته المزعج ومن غارات متباعده في أطراف المنطقة تستهدف المقصوف وتدمر المدمر، عزيمة وقوة وصلابة وثبات المجاهدين زادتنا شجاعة وحماسة لرؤية ما تبقى في المنطقة، سألنا عن المستشفيات قيل لنا هو مستشفى صرواح الريفي العام قد دمر تماما وقضت الغارات على كل ما فيه، كما أخبرنا عن ثلاث وحدات صحية تم القضاء عليها أيضا بالإضافة إلى العيادات والصيدليات ومخازن العلاج..
لا تسلني عن شبكة الاتصالات المحلية والنقالة لأنها كانت على رأس أهداف العدوان الإجرامي فما إن تغادر محافظة صنعاء شرقا حتى تنقطع عنك كل الاتصالات تماما وتغيب عنك أخبار العالم، إلا من خلال تواصل المجاهدين بهواتف متنقلة بينهم البين..
تعرضت مديرية صرواح لإجرائم وبغي كما غيرها من مدن وقرى اليمن حرب إبادة وفتك بمختلف الأسلحة حتى المحرم منها كما أخبرنا من كانوا في تلك المناطق، فضلا عن آلاف القنابل العنقودية والفسفورية التي شاهدنا نماذج منها عرضها علينا المجاهدون المرابطون هناك..
علمنا بحق من خلال تلك المشاهد أننا نواجهه عدوانا شيطانيا زُرِعَ الخبث والبغض والإجرام في قلبه الحاقد الحاسد على الحياة في اليمن، على كل شبر ومنطقة وحي وقرية ومدينة في اليمن، رجعنا من صرواح وأعيننا تقطر دما على مدينة كانت تعج بالدنيا وجمالها وروعتها، حاولت يداه أن تطمسها وتلغي تراثها وثروتها التي هي ملك لأبناء اليمن والأمة العربية والإسلامية..
عناوين جانبية…
أكثر من 20ألف غارة على صرواح حسب إحصائية السلطة المحلية هناك
قتل العدوان بغارته أكثر من 330 شهيدا وجريحا من سكان مديرية صرواح بينهم نساء وأطفال
دمر العدوان في صرواح أكثر من 400 منزل وثلاثين مزرعة و50 محلا تجاريا وعشرين بئرا للمياة، كما دمر 10 جسور وقطع كل الطرق فيها..
دمرت غارات العدوان 5 مدارس أساسية وثانوية و2معاهد فنية، وقصف مستشفى صرواح الريفي كاملا وثلاث وحدات صحية..
نزح أكثر من 3400 أسرة من منازلها في صرواح عقب غارات العدوان التي قتلت بعضهم في منازلهم وأسرا وأخرى في الطريق أثناء نزوحها..
أهلكت غارات العدوان على مديرية صرواح الثروة الحيوانية والزراعية المتنوعة..
دمر العدوان في صرواح أكثر من 400 منزل وثلاثين مزرعة و50 محلا تجاريا وعشرين بئرا للمياة، كما دمر 10 جسور وقطع كل الطرق فيها، بالإضافة إلى أربع محطات للمشتقات النفطية..
استهدفت غارات العدوان البنى التحتية وقطعت شبكات الاتصالات والكهرباء تماما..
تعرض معبد الشمس الأثري التاريخي لغارات مباشرة من طيران العدوان، أدت إلى تضرره وتدمير أجزاء واسعة منه..