صراع النفوذ يدفع الرياض وأبو ظبي لتنشيط ورقة الإرهاب شرق اليمن

 

عاود تنظيم القاعدة نشاطه في المحافظات الجنوبية خلال اليومين الماضيين بعد التدخل السعودي الذي أجبر الإمارات على وقف عملياتها الرامية للسيطرة على وادي حضرموت عسكريا، مما دفع ابو ظبي إلى تفعيل ورقة الإرهاب بغرض ايجاد ذريعة تستطيع بموجبها الإمارات مواصلة عملياتها وتجاوز مخاوف السعوديين.

منحت عمليات استهداف مليشيا “الانتقالي الجنوبي” التابعة للإمارات أمس الثلاثاء، في منطقة أحور شرق أبين التي حصدت قرابة 35 قتيلا وجريحا، الضوء الأخضر للمليشيا بالتوجه نحو وادي حضرموت بذريعة محاربة الإرهاب، بعد أن لاقى اجتثاث قيادات الإصلاح من معسكرات أبين ردود فعل سياسية  غاضبة في أوساط القيادات تقدمت بها إلى التحالف.

واعقبت العملية الهجومية على مليشيا “الانتقالي” في احور، عملية أخرى خلال الساعات الأولى من اليوم الأربعاء باغتيال أحد عناصر “النخبة الحضرمية” بالقرب من إحدى النقاط التابعة لـ”المنطقة العسكرية الأولى” بوادي حضرموت، الأمر الذي سيعجل بتحرك مليشيا الإمارات خلال الأيام القادمة.

 ظهور العمليات الإرهابية في محيط مديريات وادي حضرموت، والتغطية عليها بحادثة اغتيال مماثلة لقائد “اللواء الرابع دعم وإسناد” هدار الشوحطي، كما يقال في يافع، على يد “غسان السعدي” المقرب من المخابرات الإماراتية، سيجعل مسألة طرد مسلحي المنطقة العسكرية الأولى” التابعة لحزب الإصلاح أمر حتمي، رغم إدانة الإصلاح لتلك العمليات التي قرنها بعملية استهداف الإمارات لمسلحي الحزب بالقرب من نقطة العلم عند المدخل الشرقي لمدينة عدن في أغسطس 2019م.

واستغل مسلحي الإصلاح حادثة اغتيال أحد عناصر مليشيا “النخبة الحضرمية” خلال الساعات الماضية بالقرب من نقطة الغرف بوادي حضرموت، لاخراج العشرات من الآليات العسكرية لتعزيز تواجدهم العسكري بالقرب من مناطق التماس مع مليشيا الإمارات باتجاه مدينة تريم، ووادي عمد التي تتخذ منه مليشيا الإمارات مقرا لعناصرها منذ الأشهر الماضية.

وتحاول الإمارات استغلال حوادث الاغتيالات في وادي حضرموت، من خلال الدفع بـ”الانتقالي” للتقارب مع الحلف الجامع لقبائل حضرموت الممول من السعودية لسحب بساط تلك المناطق من السيطرة السعودية، كما فعلت في محافظة شبوة النفطية، التي استحوذت عليها الإمارات خلال الأشهر الماضية من العام الجاري 2022م.

حيث عمدت السعودية إلى إعادة قائد المنطقة العسكرية الأولى صالح طيمس إلى مدينة سيئون نهاية أغسطس الماضي، بعد سيطرت مليشيا “دفاع شبوة” والعمالقة على طريق شبوة العبر، ووصولها إلى مفرق الخشعة طريق الوديعة، إلى جانب قيام الرياض بفرض عودة مسلحي الإصلاح إلى مواقعهم التي سقطت بيد مليشيا الإمارات في العبر بهدف منع المليشيات الموالية لأبو ظبي من السيطرة على مناطق شرق اليمن، قبل أن يقوم السعوديين وأبناء زايد بتسوية الخلافات العالقة بينهما شرق اليمن.

من خلال تحريك العناصر الإرهابية “القاعدة وداعش” التابعة للإمارات والسعودية في محيط الحقول النفطية بوادي حضرموت، من المتوقع ظهور الصراع القوي بينهما على وادي حضرموت المهرة التي ترى السعودية بأنها العمق الاستراتيجي لمخططاتها العسكرية والاقتصادية، بعد اخضاع الإمارات ميناء الضبة النفطي خلال العام 2016، وكافة السواحل الجنوبية لسيطرتها العسكرية.

 

المصدر: وكالة الصحافة اليمنية

قد يعجبك ايضا