صراع النفوذ الإماراتي – السعودي في اليمن
برز إلى السطح في الآونة الأخيرة الصراع الإماراتي – السعودي على النفوذ في اليمن بعد أن نهبتا ثرواته ودمرتا بنيته التحتية ومؤسساته العسكرية والأمنية والمدنية واحتلتا الجزر والموانئ.
انتقل الصراع السعودي – الإماراتي من مرحلة التراشق الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى التصريحات المتناقضة لمسؤولي البلدين بين الحين والآخر.
التفسير الموضوعي للتحركات السعودية الأخيرة في المحافظات الجنوبية والشرقية يأتي لمواجهة النفوذ الإماراتي الذي بات واضحاً أنه الأكثر تواجداً على الأرض.
لقد دمرت السعودية والإمارات البنية التحتية للمنشآت العسكرية والمدنية في اليمن وأصبحتا تسرحان وتمرحان في المحافظات الجنوبية والشرقية بأريحية تامة، ولم يعد هناك ما يعيق تحقيق أحلامهما القديمة في السيطرة على اليمن واستباحته ونهب ثرواته واحتلال جزره وموانئه.
تحركات الدولتين لاحتلال اليمن وتدميره بحجمه الكبير تاريخاً وحضارة وجغرافيا لم يكن ليحصل لولا الدعم الاستعماري البريطاني الأمريكي وإعطائهما الإشارة الخضراء لتنفيذ ذلك، دول استعمارية لها باع طويل في احتلال الشعوب وتدميرها قدّمت خدماتها إلى عرب الصحراء؛ الإمارات والسعودية ووقفت تراقب ذلك عن قرب.
لم تعد تحكم دولتي الإمارات والسعودية أي اعتبارات دينية وعربية وحتى إنسانية في تعاملهما مع القضية اليمنية .. دولتان كانت لهما أطماع في اليمن ظلتا ترحلانها إلى أن أتت الفرصة المناسبة لتحقيق ما كانتا ترغبان فيه باليمن على مرأى ومسمع من العالم.
للسعودية والإمارات أطماع تاريخية في اليمن، فمن الناحية الجغرافية يتسم موقع اليمن بالأهمية الجيوسياسية الأمر الذي جعله عرضة لأطماع العديد من الدول، هذا بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية، وإشرافه على الممر المائي المهم مضيق باب المندب الذي يضبط حركة الملاحة الداخلة والخارجة إلى البحر الأحمر، ما جعل اليمن شريكاً رئيسياً في أمن الطاقة والملاحة الدولية.
لكن الشيء المؤكد أن وجود قوات الاحتلال السعودي الإماراتي في اليمن مسألة وقت ليس إلا، وسيتم دفنها في مزبلة التاريخ، فاليمن كما وُصف قديماً بأنه مقبرة الغزاة.
وكالة سبأ