صدى الهزيمة بلسان العدو.. محاولات ردع قوات صنعاء لم تنجح
دراسات غربية: واشنطن فشلت في معالجة التهديد “الحوثي” وعليها الاستفادة من تقنياتهم
مركز دراسات عبري: أصبح “الحوثيون” جيشاً مسلحاً وخطيراً، أكثر من 800 ألف مقاتل، يهددون “إسرائيل”
مع تواصل الاعتداءات الصهيونية الوحشية الإجرامية على قطاع غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة، يستمر دور اليمن البارز، كجبهة داعمة ومساندة للمقاومة الفلسطينية في مشهد استثنائي أذهل العالم.
فمع اللحظة الأولى التي أعلن الشعب اليمني قيادة وشعباً، عن موقفه الداعم والمساند للشعب والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أكد أن موقفه هذا كجبهة إسناد عسكرية وسياسية وإعلامية لغزة هو واجب ديني وإسلامي وإنساني، وأنه لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحصل من مظلومية وحصار وتجويع وجرائم إبادة صهيونية بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
ومنذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، اتخذت القوات المسلحة اليمنية خطوات عسكرية متصاعدة، ما مثّل نقلة نوعية في مسارات وتطورات المواجهة مع العدو الصهيوأمريكي، ومن ورائه تحالف الشر الأمريكي البريطاني الغربي بشكل عام.
وطيلة فترة عمليات الإسناد العسكرية اليمنية المستمرة المساندة لغزة حتى اللحظة، أثبتت القوات المسلحة اليمنية قدرتها على المواجهة والتصدي، وأظهرت مهارات عسكرية متقدمة في استهداف مصالح العدو الصهيوني ومشاريعه الداعمة في المنطقة على مستوى البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وتوجيه ضربات عسكرية نوعية ودقيقة على أهداف عسكرية حساسة للعدو الصهيوني داخل وعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أثبتت القوات المسلحة اليمنية، من خلال عملياتها العسكرية وتصعيدها النوعي، أنها قوة مؤثرة في المنطقة وعلى مستوى العالم ككل، كما تؤكد التزامها بمبادئها في نصرة القضية الفلسطينية كقضية الأمة المركزية الأولى.
وفي هذا التقرير نقرأ تأثير العمليات العسكرية اليمنية حسبما صرح بها مسؤولون عسكريون ومراكز دراسات غربية.
الأمريكي يفنّد نفسه
الدعايات الكاذبة التي شنتها واشنطن بغرض التقليل من القدرات اليمنية بمزاعم تلقي التقنيات من إيران، فندها وزير الدفاع الأمريكي نفسه، فقد كشف لويد أوستن، الأسبوع الماضي أن من أسماهم بـ”الحوثيين” يتخذون قراراتهم بأنفسهم وأنهم استطاعوا مقاومة الهجمات الأمريكية.
وخلال مؤتمر صحفي قال أوستن: “لقد نفذنا هجمات على قدرات الحوثيين… وكانت هناك هجمات متعددة في بعض الحالات على مدار الأسابيع، وسنستمر في القيام بذلك لاستهداف أكبر قدر ممكن من قدرات الحوثيين”. وأضاف: “لكن الحوثيين كانوا مثابرين تماماً”.
ومع العجز الأمريكي في الضغط على الجيش اليمني سياسياً أو عبر الحلفاء، رأى وزير الدفاع الأمريكي الإقرار باستقلال قرار صنعاء حيث قال أوستن: “على نحو متزايد، نرى الحوثيين ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم شركاء وليسوا تابعين لإيران، ويتخذون قراراتهم بأنفسهم بشأن الأمور.” وتابع: “سوف نستخدم بشكل متزايد كل العناصر المتاحة لنا في قوتنا الوطنية للبدء فعليًا في تقليص هذه القوة، وتقليصها مرة أخرى”.
وفي وقت سابق، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج: “إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر”.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر: “إن قيادة الولايات المتحدة كلها قلقة حيال إصرار قوات صنعاء على ضرب السفن الحربية الأمريكية”.
وأضاف المبعوث الأمريكي: “إن قيادتنا كلها تشعر بقلق بالغ إزاء إصرار الحوثيين على ضربنا – وضرب أصدقائنا – في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما يفعلونه بشكل أفضل”.
وكان القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، قد أكد قبل أيام لموقع ميدل إيست آي أن القوات المسلحة اليمنية هزمت الولايات المتحدة وإدارة بايدن في البحر الأحمر وباب المندب.
وفي تقرير للموقع البريطاني نقل فيه عن ماكنزي قوله: إن اليمنيين هزموا إدارة بايدن لأنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لاستخدام القوة النارية الأثقل ضدهم حسب زعمه قائلاً: لقد انتصر اليمنيون وفشلنا، إنهم يسيطرون على باب المندب.
وفي سياق الإقرار بالفشل، يقول ماكنزي: عاجلاً أم آجلاً، سوف يحالفهم الحظ ويقتلون أفراد الخدمة الأمريكية، لقد فشلنا في التصدي أو الحد من العمليات العسكرية اليمنية.
تداعيات عالمية على واشنطن
تأثير العمليات العسكرية اليمنية تطرق إليه “معهد دراسات الحرب الأمريكي- Institute for the Study of War” وهو مركز أبحاث يُعنى بالشؤون العسكرية والذي ذكر أن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أي تأثيرات حاسمة أو إضعاف القدرات العسكرية لـ”الحوثيين”.
وأشار المعهد الأمريكي إلى أن محاولات ردعهم لم تنجح، وأضاف المعهد أن “الحوثيين” قد جمعوا رؤى مهمة حول تشغيل الدفاعات الأمريكية ضد أنظمة الهجوم الخاصة بهم من جميع الأنواع، ومن المؤكد أنهم سيستغلون هذه الرؤية لتحسين فعالية هجماتهم وتقديمها لخصوم الولايات المتحدة الآخرين.
وكشف المعهد أن فشل أمريكا في البحر الأحمر أجبر صناع السياسات الأمريكيين على إعطاء الأولوية للبحر الأحمر على غرب المحيط الهادئ، وهي الأولوية التي تتعارض مع السياسة الأمريكية المُعلنة.
واعترف المعهد بنجاح القوات المسلحة اليمنية باستهداف المدن الإسرائيلية بالطائرات المسيرة والصواريخ، مضيفاً أن الدرس المهم في هذه الحرب هو أن القوات اليمنية قادرة على إطلاق الصواريخ والمسيرات على السفن الحربية الأميركية والشحن العالمي وشركاء الولايات المتحدة.
وكان “معهد الأمن البحري الأمريكي-USNI News ” قد أكد أن القوة البحرية الأمريكية وتحالفها فشلت في مواجهة “الحوثيين” بالرغم من فارق الإمكانيات والقدرات العسكرية بين الجانبين.
وقال معهد الأمن البحري الأمريكي في تقرير تحت عنوان ”تأثير القوة البحرية في المواجهة مع الحوثيين”، وكتبه الباحث كيفن د. ماكراني: ”إنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، وتستمر الهجمات على الرغم من أن الولايات المتحدة ودول أخرى نشرت قوات بحرية لحماية التجارة في المنطقة، وفي الواقع، تزايدت المخاطر التي تهدد السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر’’.
تحديات أمام واشنطن
أما مركز “ويلسون” الأمريكي فقال: إنّه وعلى عكس كل التوقعات، فإنّ الجهود التي بذلتها السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والتابعة للاتحاد الأوروبي من أجل وقف هجمات اليمن قد فشلت حتى الآن، كما أنّه “ليس لديها احتمال كبير للنجاح”.
وذكر المركز الأمريكي أنّ تصعيد القوات المسلحة اليمنية ضد “العدو الصهيوني” في البحر الأحمر لا يزال مستمراً على الرغم من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة. وأشار المركز إلى أنّ هذا التطور غير المتوقع يسلّط الضوء على التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة.
وختم المركز حديثه بالقول: إنّ ظهور قدرة القوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة “قلبت الحسابات الأمنية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.
لا حلول أمام اليمن
بالرغم من المحاولات الأمريكية الحثيثة لاحتواء الضربات اليمنية، دون أن يحالفها الحظ، فالاستراتيجية اليمنية تبدو صعبة أمام الخبراء الأمريكان.
في هذا الجانب، يؤكد الموقع الأمريكي المختص بأخبار الدفاع والأمن القومي والاستراتيجية والتعليق والتحليل العسكري “ريل كلير ديفينس –RealClearDefense ” أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت إلى حد كبير في معالجة التهديد “الحوثي” المتزايد بشكل فعّال في البحر الأحمر أهم الشرايين الحيوية للتجارة العالمية.
وأشار الموقع إلى أن “هجمات الحوثيين أجبرت الشركات على إعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، مما أضاف أسبوعًا إلى أسبوعين إلى أوقات السفر وزيادة تكاليف الوقود بمقدار مليون دولار لكل رحلة، وقد أدت هذه الاضطرابات إلى تكثيف الضغوط على سلاسل التوريد العالمية المتوترة بالفعل، مما أدى إلى تضخيم التأثير الاقتصادي على التجارة.
وأوضح الموقع في تقرير أنه برغم تشكيل تحالف (حارس الازدهار) فإن “ثمن القوات والتقنيات الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر – مثل الصواريخ الاعتراضية وطائرات (إم كيو-9 ريبر) بدون طيار والقنابل الموجهة بدقة – يفوق إلى حد كبير التكلفة المنخفضة نسبيًا لطائرات الحوثيين بدون طيار التخريبية”. وقال الموقع: إن واشنطن تخسر عشرات الملايين من الدولارات مع كل طائرة (ريبر) يتم إسقاطها، في حين تظل خسائر الحوثيين ضئيلة، وتستمر السفن التجارية في مواجهة التهديدات”.
وأقر الموقع بأن “نشاط الحوثيين العدائي يضغط على الغرب بشكل ناجح وأن المواجهة المستقبلية ستؤدي إلى إضعاف الغرب على نحو مماثل“.
أكثر من 800 ألف يهددون “تل أبيب”
وظهر القلق الصهيوني من تعاظم الجيش اليمني بعد الفشل الأمريكي والغربي في مراكز الدراسات الصهيوني، حيث أكد “مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي jerusalemcenter” في دراسة حديثة أن من وصفهم بالحوثيين، ليسوا مقاتلين بسطاء كما يتم تصويرهم، بل جيش خطير ومجهز بأسلحة نوعية قادرة على تهديد “إسرائيل” وحلفائها، معتبراً أنهم أكثر قابلية للاستمرار بين أطراف محور المقاومة.
وتحت عنوان “تقييم التهديد الحوثي لإسرائيل والغرب’’ أوضح المركز الإسرائيلي هو معهد بحثي مستقل رائد، يعمل بمثابة السفارة العالمية للكيان في مجال الأمن القومي والدبلوماسية التطبيقية أن “الحوثيين في اليمن ليسوا مجرد مجموعة من الرعاة الذين يمضغون القات، كما يتصورهم ويصورهم البعض في السابق، فقد أصبح الحوثيون اليوم جيشاً مسلحاً جيداً وخطيراً، يتألف من أكثر من 800 ألف مقاتل، يهددون إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول الخليج والبحرية الأمريكية والشحن الدولي، بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية”.
وأشارت الدراسة إلى تصريحات أدلى بها وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للمشتريات والاستدامة بيل لابلانت قال فيها: “إن الحوثيين يلوحون بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها أن تفعل أشياء مذهلة”، مضيفاً أن: “الحوثيين أصبحوا مخيفين”.
وتابع لابلانت: “أنا مهندس وفيزيائي، وقد عملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية، وما رأيته مما فعله الحوثيون في الأشهر الستة الماضية هو أمر صادم”.
وقالت الدراسة: إن “المؤسسة العسكرية الحوثية اكتسبت لقب (حزب الله الجنوبي) من قِبَل المحللين، فبعد الحملات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله، تظل جماعة الحوثيين الأكثر قابلية للاستمرار والأكثر خطورة”.
وأضاف: “مثل (حزب الله الشمالي)، ينظر الحوثيون إلى مهمتهم على أنها تخفيف الضغوط الإسرائيلية على حماس، ومن المرجح أن يظهر الحوثيون على حدود إسرائيل كقوات استكشافية”. وذكرت الدراسة أن قوات صنعاء تمكنت من إسقاط طائرات (إم كيو-9) التي وصفها بـ”فائقة التقنية”.
وكان المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي قد اعترف في الــ 20 يونيو 2024م بأن الحوثيين حققوا نجاحات استراتيجية هائلة، وعملياتهم أصابت أهدافها بدقة عالية، والولايات المتحدة فاشلة.
وقال المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي: إن العمليات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، أصابت أهدافها وحققت درجة عالية من النجاح الاستراتيجي وتقويض مصداقية الولايات المتحدة. وأضاف: إن “الحوثيين” نجحوا في ردع العبور عبر الممر الماني، من خلال إجبار شركات الشحن على الإبحار حول أفريقيا، ورفع تكاليف الشحن التي ستنتقل إلى المستهلكين، وكشف المعهد فشل الولايات المتحدة في إيقاف هجمات البحر الأحمر ما يقوض مصداقيتها بحماية الشحن البحري والتزاماتها الأخرى، بما في ذلك تجاه الشركاء والحلفاء على مستوى العالم.
ينبغي أن تتعلم واشنطن من اليمن
موقع ” 19FortyFive” الأمريكي المتخصص في السياسة والدفاع وقضايا الأمن القومي، لم يقتصر على التحليل لمجريات المعارك البحرية، بل يبدو أنه وصل إلى قناعة باستحالة تغيير المعادلة، ما دفعه لتقديم النصح للجيش الأمريكي أنه يجب عليه أن يستفيد من “الحوثيين” في اليمن، الذين نجحوا في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال استخدامهم المبتكر للصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والطائرات بدون طيار الرخيصة.
ولفت إلى أنه ينبغي على الجيش الأمريكي أن يفكر في استعارة صفحة من كتاب “قواعد اللعبة” الذي يستخدمه “الحوثيون” في اليمن، في إشارة إلى نجاح تكتيكات واستراتيجيات القوات المسلحة اليمنية في حظر الملاحة الإسرائيلية والتحكم في الملاحة بمضيق باب المندب والبحر الأحمر، في إطار لعبة دولية شديدة المنافسة للسيطرة على الممرات وطرق الملاحة الدولية بعد إقصاء “اللاعب” الأمريكي الأبرز من البحرين الأحمر والعربي بعد سنوات طويلة من الهيمنة.
ووصف الموقع أنه ربما تكون هجمات “الحوثيين” المستمرة في البحر الأحمر واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري، مضيفاً أن نجاح “الحوثيين” في تغيير استراتيجية الحرب يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول إليه من خلال إطلاق الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى واستخدام الطائرات المسيّرة ذاتية التشغيل من الشاطئ”.
ورجح الموقع أن الجيش الأمريكي قد يضطر في غرب المحيط الهادئ إلى العمل على قواعد في جزر بعيدة، ومهاجمة السفن بنفس الطريقة التي يفعلها “الحوثيون” من داخل اليمن”.
وعن تعلم الجيش الأمريكي من تكتيكات اليمنيين، أوضح الموقع أنه بإمكان “الجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه تحقيق ميزة تغير مسار الحرب إذا تعلموا من تكتيك “الحوثيين” المتمثل في السيطرة على البحر من الشاطئ” وأضاف “لقد أثبتت عمليات “الحوثيين” أن السيطرة على البحر من الشاطئ ومنع الوصول إليه يمكن أن يكونا فعالين للغاية”.
لا تستهينوا باليمن
مجلة” المصلحة الوطنية –National interest “المختصة في قضايا الدفاع والأمن القومي والشؤون العسكرية والأجهزة والسياسة الخارجية والسياسة الأمريكية من جانبها دعت إلى عدم الاستخفاف بالقدرات العسكرية للجيش اليمني، وأن على حاملات الطائرات الأمريكية التي ستنتشر في المنطقة أن تتوقع التعرض لضربات أقوى بصواريخ متطورة.
وقالت المجلة في تقرير لها: إن “جماعة الحوثي المسلحة في اليمن أعلنت أنها نجحت في إبعاد البحرية الأمريكية بعد مغادرة حاملة الطائرات النووية من فئة (يو إس إس أبراهام لينكولن) الشرق الأوسط”.
وأضاف أن “حاملة الطائرات الأمريكية (أبراهام لينكولن) وصلت، السبت، إلى ميناء كلانج في ماليزيا، وهذا ترك الولايات المتحدة بدون حاملة طائرات في المنطقة لأول مرة منذ أكثر من عام، باستثناء فترة وجيزة في يونيو الماضي، وهو ما سمح للحوثيين بإعلان النصر” حسب وصف المجلة، واعتبر التقرير أنه “لن يكون من الحكمة أن يستخف أحد بقدرات المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون الآن على مساحات شاسعة من اليمن”.
وأضاف أنه “سيتعين على حاملات الطائرات المنتشرة في المنطقة أن تتوقع التعرض لنيران صواريخ متطورة على نحو متزايد”.
واستشهد التقرير بتصريحات وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون المشتريات والدعم بيل لابلانت التي قال فيها: “إن الصواريخ اليمنية قادرة على القيام بأشياء مذهلة” مضيفاً: “أنا مهندس وفيزيائي، وقد عملت في مجال الصواريخ طيلة حياتي المهنية، وما رأيته من أعمال قام بها الحوثيون خلال الأشهر الستة الماضية أمر أذهلني”.
وأكد التقرير أنه “مع استمرار الولايات المتحدة في التحرك بسفنها الحربية، يتعين عليها أن تكون حذرة حتى لا ترتكب أي خطأ!”.
الوضع خرج عن السيطرة
التهديد الاستراتيجي الذي تشكله القوات المسلحة اليمنية على الولايات المتحدة وحلفائها قد خرج عن السيطرة، بعد فشل الجهود الأمريكية والغربية في وقف الهجمات البحرية اليمنية هذا ما أكدته صحيفة ” ديلي إكسبرس – Daily Express “ في تقرير جديد أعده المعلق السياسي والدفاعي والضابط السابق في الجيش الأمريكي المقدم ستيوارت كروفورد وقال التقرير: “بينما ينشغل العالم بالأحداث في لبنان وغزة، يواصل الحوثيون في اليمن هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن”.
وأضافت أنه “برغم الضربات الصاروخية والجوية التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الحوثيين، والدوريات التي تقوم بها دول أخرى في المياه القريبة من اليمن ومهاجمة زوارق الحوثيين في البحر الأحمر، فقد قال المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في مايو الماضي: إنه سيتم استهداف أي سفينة تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة بالإمكان الوصول إليها”، في إشارة إلى أن عمليات الحوثيين اتسعت بالرغم من الجهود الغربية.
وقالت الصحيفة: “من الواضح أن هذا الأمر يجب أن يتوقف الآن، فالحوثيون يشكلون تهديداً استراتيجياً له تداعيات عالمية على الولايات المتحدة وحلفائها”، مضيفة أنهم تطوروا “من ميليشيا صغيرة في الجبال الشمالية في اليمن إلى تهديد استراتيجي كبير له علاقات بخصوم الولايات المتحدة المتعددين”.
وأضافت: “باختصار، أصبح الحوثيون خارج نطاق السيطرة”.
وأشارت الصحيفة إلى ما ذكره معهد دراسات الحرب الأمريكي في تقريره قبل أيام، بشأن “فشل التدابير نصف التفاعلية التي اتخذتها الولايات المتحدة في تحقيق تأثيرات حاسمة أو تقليص القدرات العسكرية للحوثيين بشكل ملموس، وهو ما سمح لهم بالتعرف على أسلوب العمل الأمريكي والتكيف معه للدفاع عن أنفسهم ضده”.
وقالت: إن “كارثة البحر الأحمر تشكل مصدر إلهاء كبير للولايات المتحدة، وتستمر في صرف انتباهها عن جهودها لتحويل تركيزها العسكري إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهو ما تحاول الولايات المتحدة القيام به منذ بعض الوقت”.