صحيفة وول ستريت جورنال.. الجيش الأميركي “ضعيف”.. والحالة أسوا في سلاح الجو
يحب الأميركيون الاعتقاد بأن جيشهم لا يقهر إذا لم يعترض السياسيون طريقهم. والحقيقة هي أن هذه القوة الصارمة للولايات المتحدة ليست كما كانت في السابق، وفقا لتقرير مؤشر القوة العسكرية الأميركية لـ”هيريتيدج فاونديشن” (Heritage Foundation) لعام 2023.
في هذا السياق، لفتت صحيفة “وول ستريت” (Wall Street Journal) إلى أن التقرير يصف اتجاها مثيرا للقلق، إذ يصنف الجيش الأميركي بأنه “ضعيف” و”في خطر متزايد من العجز عن تلبية مطالب الدفاع عن المصالح الوطنية الحيوية لأميركا”. وتصنيف الجيش اليوم بأنه “ضعيف” يعني أن قوته تراجعت عما كانت عليه قبل عام إذ كان “هامشيا”، وهذه هي المرة الأولى التي يُعطى فيها الجيش الأميركي مثل هذا التصنيف على طول تاريخ هذا المؤشر الممتد لتسع سنوات.
ويقيس المؤشر قدرة الجيش على الانتصار في صراعين إقليميين رئيسيين في وقت واحد، على سبيل المثال صراع في الشرق الأوسط وحرب في شبه الجزيرة الكورية.
ويذكر التقرير أن الجيش يخاطر بعجزه عن التعامل حتى مع “صراع إقليمي كبير واحد”، لأنه يحاول أيضا ردع المارقين في أماكن أخرى، كما أن ميزانيات وزارة الدفاع (البنتاغون) لا تواكب التضخم، وهذا الانخفاض حاد بشكل خاص في سلاحي البحرية والجوية.
وما بين عامي 2005 و2020 نما الأسطول الأميركي إلى 296 سفينة حربية بعد أن كان 291، بينما نما الأسطول الصيني في الفترة نفسها إلى 360 من 216، حسب هذا التقرير الذي أضاف أن الحروب لا تُكسب بالأرقام وحدها، لكن الصين تضيق أيضا على الميزة التكنولوجية للولايات المتحدة في كل مجال من مقاليع حاملات الطائرات إلى الصواريخ بعيدة المدى، حسب قوله.
ونبهت هيريتيج إلى أن الحالة أسوا في سلاح الجو، الذي جاء تصنيفه “ضعيف جدا”، والقصة ليست أفضل بكثير للجيش، الذي فقد 59 مليار دولار من القدرة الشرائية منذ عام 2018 بسبب الميزانيات الثابتة والتضخم. ومع أن مشاة البحرية (المارينز) سجلوا تصنيفا أفضل في المؤشر المذكور باعتبارهم الفرع الوحيد الذي يصيغ وينفذ خطة للتغيير، لكن قوة المشاة انكمشت إلى 21 كتيبة بعد أن كانت 27 حتى 2011.
وختم التقرير بأنه سيتعين على الولايات المتحدة إنفاق المزيد على الدفاع إذا أرادت حماية مصالحها والوطن. فهي تنفق الآن حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ5% إلى 6% في الثمانينيات. وانتهت الصحيفة إلى أن تقرير هيريتيج تحذير من أنه لا يمكنك ردع الحرب، علاوة على الانتصار فيها، بثمن بخس.