صحيفة “راي اليوم” اللندنية: : واشنطن ورطت السعودية في حرب اليمن لإذلالها وجعلها تتودد لإسرائيل
صحيفة “راي اليوم” اللندنية: : واشنطن ورطت السعودية في حرب اليمن لإذلالها وجعلها تتودد لإسرائيل
فشلت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية في تحقيق الانتصار على الحوثيين وجزء هام من الجيش اليمني، ولم تدرك الرياض أن الغرب وبالخصوص الولايات المتحدة لن تتركها تنتصر بل ستزيد من توريطها بهدف دفعها الى مد الجسور مع إسرائيل.
وتجاوزت الحرب السنة الثالثة، ولم تحقق الرياض بدعم من دول عربية، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، انتصارا بينا على الحوثيين، بل تورطت في جرائم حرب ضد الإنسانية بقتل الشيوخ والأطفال والنساء وتدمير البنيات التحتية المدنية من مدارس ومستشفيات. وجرّ هذا على السعودية والإمارات وباقي أعضاء التحالف انتقادات دولية وتنديد من الأمم المتحدة.
ولم يحقق التحالف الانتصار رغم الدعم العسكري الغربي الكبير ورغم استعمال التحالف أسلحة متطورة. والنتيجة المسجلة حتى الآن هي الفشل في تحقيق تقدم بري وفشل ذريع في وقف الصواريخ الباليستية التي تنهال على السعودية بشكل منتظم أسبوعيا.
واستطلعت صحيفة “راي اليوم” رأي خبير غربي في تاريخ السياسة الغربية تجاه العالم العربي فضل عدم الكشف عن هويته، ويقول “لقد ضحكت باريس وواشنطن على الرياض، أوهمتها بتحقيق انتصار سريع، وها هي الآن تغرق رفقة الإمارات العربية في المستنقع اليمني”.
ويضيف الخبير موضحا “لا يمكن للغرب وبالخصوص واشنطن السماح للسعودية بتحقيق انتصار في اليمن، الانتصار سيعني ان تكسب السعودية حينئذ ثقة في النفس ستجعل منها مرجعا إقليميا لقرارات العالم العربي في ظل انكماش القاهرة وعزلة سوريا وتغيير بغداد وجهتها الاستراتيجية .
ويؤكد الخبير “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن ذكيا، يجهل تاريخ الدسائس والمؤامرات الغربية في العالم العربي، لو كان قد استحضر مقولة ثعلب السياسة الأمريكية هينري كيسنجر منذ أربع سنوات بقوله لا يمكن للدول العربية الخليجية التمتع بالأموال التي جمعتها بفضل بيع البترول للغرب لما قبل بتوجيهات صناع القرار وراء الستار في لندن وباريس وواشنطن ولما تورط في هذه الحرب. لقد كان ضحية فخ نفسي ببحثه عن تحقيق زعامة ما”.
ومن باب المقارنة يقول “لقد أوهمت واشنطن الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإمكانه التدخل في الكويت دون تعرضه لرد فعل من المجتمع الدولي، وسقط في الفخ وكان تكسير العراق بحربين متتالتتين، وها هي السعودية تكسر نفسها في حرب اليمن بخدعة غربية ستنكشف أوراقها مستقبلا كما انكشفت الكثير من الدسائس”.
ومن باب الاستشهاد العسكري لتأكيد هذا الطرح، الأقمار الاصطناعية الأمريكية والبريطانية قادرة على رصد أماكن صواريخ الحوثيين التي تضرب السعودية لكنها لا تقصف هذه المواقع ولا تزود السعودية بالإحداثيات، وهذا دليل كافي على نية مبيتة لإذلال السعودية.
وبعد ثلاث سنوات، تنهال الصواريخ على السعودية، وتنخرط الرياض في مخططات البيت الأبيض ومنها ما يتعلق بمستقبل فلسطين، وتتودد لإسرائيل من أجل صداقة لمواجهة إيران، وها هي السعودية التي كانت في قلب المواجهة مع إسرائيل ولو سياسيا ودينيا تنتج الآن خطابات الانبطاح نحو ساسة إسرائيل.
كما تعاني من أزمة مالية بعدما كانت تتوفر على فائض كبير. نعم لقد تحققت إرادة كيسنجر وأتباعه وها هي السعودية بدل توظيف المال في التنمية توظيفه في حرب خاسرة.