صحيفة “ذا هيندو” الهندية: تدخل غاشم في اليمن .. بأسم رئيس فاشل
نشرت صحيفة “ذا هيندو” الهندية تقريراً كتبته هيئة تحرير الصحيفة تصدرت افتتاحيتها, اتهمت فيه مملكة بني سعود باستخدامها القوة الغاشمة وعدم رغبتها في إيجاد تسوية للحرب على اليمن.
وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من أن الحرب السعودية على اليمن مازالت قائمة، لكن بعد 16 شهراً من قصف التحالف البلد العربي الفقير، لم تحقق الرياض أياً من الأهداف المعلنة، بل على العكس لا يزال الجيش واللجان الشعبية يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ولفتت، أن ” الرئيس الهارب ” عبد ربه منصور هادي، الذي باسمه المملكة تدخلت في اليمن، لم يستطع أن يرسخ سلطة ذات مصداقية حتى في الأراضي التي يسيطر عليها.
وأشارت الصحيفة، أن الحرب والفوضى الناتجة عن التدخل السعودي، ساعدت في توسيع نفوذ ” تنظيم القاعدة ” بشكل مطرد في اليمن.
وقالت، إنه على مدى العام والنصف الماضية، تلقت مملكة بني سعود، مراراً، انتقادات دولية لاستخدامها القوة الغاشمة وعدم رغبتها في إيجاد تسوية للحرب على اليمن.
واعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في وقت سابق من هذا العام، أن الأمم المتحدة أزالت المملكة من القائمة السوداء ـ باعتبارها حكومة تنتهك حقوق الطفل ـ لأنها هددت بقطع التمويل عن المنظمة.
وذكرت بالإحصاءات المخيفة. منذ بدأ القصف في مارس 2015، حوالى 6400 شخص قتلوا، نصفهم من المدنيين، وجرح أكثر من 30000 شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وحوالي 2.5 مليون مشردين. ما يقدر بنحو 9.4 مليون طفل يمني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، فيما تواجه البلاد نقصاً في المواد الغذائية والطاقة والمياه. وتشير هذه الأرقام إلى أن اليمن التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث.
وترى “ذا هيندو”، أنه وبشكل مأساوي، لم تكن هناك أي محاولة دولية جادة لحل هذه الأزمة. هناك عملية سلام، لكن احتمالات التوصل إلى تسوية تبدو قاتمة، في ظل مواصلة التحالف السعودي هجماته الغاشمة في اليمن.
وتشير الصحيفة، أنه ورغم أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة – حلفاء بني سعود- قد مارسا ضغوطاً لوضع حد للقصف، والضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي. لكن لاشيء من هذا القبيل بدا واضحاً على الأرض.
وتختتم الصحيفة الهندية مقالها: ” لقد أثبت التدخل السعودي الفاشل في اليمن أنه ليس في موقف إما لكسب الحرب أو الدفع من أجل السلام. بل على العكس، فإن السماح باستمرار الوضع الراهن سيكون كارثياً”. ولكن السؤال هو ما إذا كانت القوى الكبرى مستعدة للتخلي عن مصالحها الجيوسياسية الضيقة واتخاذ خيارات إنسانية في اليمن.