صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية تعترف وتتساءل :الحوثيون لم يتراجعوا رغم أسبوع من الغارات الجوية الأمريكية، فماذا يتطلب الأمر لهزيمتهم؟
قالت صحيفة جروزاليم بوست العبرية إن الغارات الجوية الأمريكية، التي استمرت على مدى أسبوع، لم تنجح في إضعاف الحوثيين، الذين يواصلون استهداف إسرائيل والسفن الأمريكية في البحر الأحمر.
وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين أطلقوا صاروخًا باليستيًا صباح الأحد باتجاه إسرائيل، في توقيت متعمد، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في أنحاء واسعة وإجبار الملايين على اللجوء إلى الملاجئ.. مضيفة أن الحوثيين عادةً ما يطلقون صاروخا واحدا فقط في هذه الهجمات، لكنهم يدركون أن تفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة سيؤدي إلى حالة من الذعر، وأن مثل هذه الهجمات تعادل تأثير إطلاق عشرة صواريخ.
وأشارت الصحيفة، في مقال للكاتب سيث جيه فرانتزمان، إلى أن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية لكسب الحرب ضد الحوثيين، مشيرة إلى أن حركة أنصار الله صمدت أمام هجمات جوية متعددة في الماضي، سواء من قبل إسرائيل أو السعودية أو دول التحالف الدولي، ونجحت في مواصلة عملياتها العسكرية رغم الضغوط الدولية.
وحول عجز الولايات المتحدة عن تحييد قدرات الحوثيين، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لديها حاملة طائرات واحدة لكنها قد تضطر إلى إرسال حاملة طائرات ثانية خلال الأسابيع المقبلة لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة وأن حاملة الطائرات “هاري ترومان” وصلت إلى نهاية فترة انتشارها وتم تمديدها، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت قادرة على ردع الحوثيين بالكامل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من المؤكد ما إذا كانت الولايات المتحدة تستخدم قواعدها العسكرية في الإمارات وقطر لشن هجماتها الجوية، نظرًا إلى أن هاتين الدولتين قد تتجنبان الانخراط المباشر في مواجهة مع الحوثيين خشية التعرض لهجمات انتقامية.
واختتمت الصحيفة بأن تعقب منصات إطلاق الصواريخ الباليستية يمثل تحديًا كبيرًا للقوات الأمريكية والإسرائيلية، حيث أظهرت التجربة خلال حرب الخليج عام 1991 أن تعقب وتدمير صواريخ سكود العراقية كان عملية معقدة وشاقة مؤكدة أنه ورغم التطور التكنولوجي، فإن الحوثيين يستخدمون وسائل متقدمة لإخفاء منصات إطلاق صواريخهم، مما يجعل من الصعب استهدافها قبل تنفيذ الهجمات.
صحيفة جيروزليم العبرية:
الحوثيون لم يتراجعوا رغم أسبوع من الغارات الجوية الأمريكية، فماذا يتطلب الأمر لهزيمتهم؟
-عادةً ما يُطلق الحوثيون صاروخًا واحدًا فقط في هذه الهجمات، وهم على الأرجح يعلمون أن صاروخًا واحدًا سيُطلق صفارات الإنذار في أنحاء واسعة من “إسرائيل’، مُرسلًا الملايين إلى الملاجئ
– الحوثيون يطلقون صاروخ واحد وهم يدركون أنه سيحقق ماستحققه عشرة صواريخ.
-الضربات الجوية ضد الحوثيين تؤكد أن القوة الجوية ليست الحل السحري لكسب الحروب.
-واجه الحوثيون أيضًا هجمات جوية إسرائيلية وهجمات سعودية ودولية أخرى في الماضي، وقد صمدوا في وجه العاصفة.
-ليس من الواضح ما إذا كانت حاملة الطائرات ترومان وعشرات طائراتها قادرة على ردع الحوثيين تمامًا.
-كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تُسيّر رحلات جوية من الإمارات العربية المتحدة أو قطر، حيث توجد قواعد لها، لأن هاتين الدولتين قد لا ترغبان في مواجهة انتقام الحوثيين.
-الحوثيون يعلنون أنهم “سيواصلون عملياتهم طالما استمر الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة”.
-من الصعب تعقب منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، والحوثيون يمتلكون وسائل لإخفاء الصواريخ.
“جيروزاليم بوست”: “الحوثيون يردون على الهجمات الأمريكية بضربات صاروخية على إسرائيل”
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية قد أكدت في تحليل سابق عن تصعيد القوات المسلحة اليمنية عملياتها في العمق الصهيوني، حيث أكدت الصحيفة أن “الهجوم على إسرائيل يعتبر محاولة من جانب أنصار الله لإظهار قدرتها على الاستمرار في استهداف إسرائيل، حتى تحت أعين الولايات المتحدة”.
وأشار التقرير إلى أن “الحوثيين يسعون إلى إثبات عدم هزيمتهم بعد، وذلك من خلال الغارات الجوية الأمريكية المستمرة منذ أيام. وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”القضاء التام” على الحوثيين إذا لم يستسلموا ولكن الجماعة ردت بإطلاق صاروخً باتجاه وسط إسرائيل حوالي الساعة الرابعة من صباح الخميس. وأطلقت صاروخًا باتجاه النقب الأربعاء، فما الذي تسعى إليه؟ إنها تريد أن تُظهر أنها لا تزال تمتلك القدرات، وتسعى إلى كشف ما قد تعتبره خدعة من إدارة ترامب”.