صحيفة جزائرية : باللغة الباليستية.. عندما تتحدّث صنعاء تصمت “تل أبيب”
في تطور صادم للاحتلال الصهيوني، ينذر بإعادة تشكيل قواعد الصراع بالمنطقة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهدافها موقعا عسكرياً في قلب الكيان الصهيوني، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز “فلسطين 2”. هذا الحدث، الذي وصفته المقاومة اليمنية بالرسالة الواضحة للاحتلال الصهيوني وحلفائه، يأتي في سياق تصعيد مستوى الدعم للشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة منذ 7 أكتوبر 2023. بالرغم من الحصار والحرب المستمرة على اليمن منذ سنوات، فقد أربك هذا الهجوم حسابات واشنطن و”تل أبيب”، كما أوردت الصحافة العالمية، ليضع اليمن في موقع متقدم ضمن محور المقاومة، متحدياً التحالفات الكبرى.
أعلن المتحدّث باسم القوات المسلّحة اليمنية، يحيى سريع، أمس الثلاثاءـ، مهاجمة هدف عسكري وسط فلسطين المحتلّة. وفي التفاصيل، فإنّ القوة الصاروخية اليمنية، استهدفت هدفاً عسكرياً للاحتلال في يافا (تل أبيب)، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، و”حققت العملية أهدافها بنجاح بفضل الله”. كذلك، أشارت القوات المسلحة اليمنية أنّها ومعها “كل الأحرار من أبناء الشعب اليمني العظيم على أتم الجهوزية والاستعداد لمواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني”.
كما أكّدت أنّها مستمرة في “تأدية واجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم وذلك بإسناد المقاومة في غزة بالمزيد من العمليات العسكرية حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”. وكان جهاز الإسعاف الإسرائيلي “نجمة داوود الحمراء”، أعلن أمس الثلاثاء، إصابة أكثر من 20 شخصاً خلال توجهم إلى الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن.
وتحدّثت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في مقالٍ لها عن أنّ “عدو (إسرائيل) في اليمن، يثبت أنّه يصعب على واشنطن ردعه”، نتيجة إصراره على المواجهة رغم ما يتعرّض له من عدوان أمريكي-بريطاني وصهيوني.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أن الصواريخ اليمنية الصنع أربكت حسابات التحالف الأمريكي- الصهيوني. وقال عراقتشي: “الصواريخ اليمنية الصنع أربكت حسابات التحالف الأمريكي- الصهيوني، وقد أدى الشعب اليمني دوراً غير مسبوق في الدفاع عن الشعب الفلسطيني منذ بداية طوفان الأقصى، وذلك بالاعتماد على صواريخه ومعداته الدفاعية المحلية”. وأضاف الوزير الإيراني: “اليمنيون كانوا أعلى من توقعات الكثيرين، وقدّموا دعماً كبيراً لا مثيل له لفلسطين وحماس والمقاومة الفلسطينية”.
وتابع “إيران دعمت دائماً كل أركان جبهة المقاومة وستواصل دعمها، واليمن جزء من هذه الجبهة، ولكن اليمنيین أثبتوا أنهم لا يحتاجون أحداً وقادرون على الصمود بأنفسهم، على الرغم من الظروف الاقتصادية والعسكرية الصعبة، اليمنيون وجّهوا صواريخهم محلية الصنع إلى قلب الكيان الصهيوني حتى في ظل تعرض بلادهم لأشد الهجمات”.
وفي السياق، أعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي “نجمة داوود الحمراء”، أمس الثلاثاء، إصابة أكثر من 20 شخصاً خلال توجههم إلى الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن. وقال الإسعاف الإسرائيلي في بيان له: “يُقدّم المسعفون ومساعدو نجمة داوود الحمراء الرعاية الطبية لأكثر من 20 شخصاً أُصيبوا أثناء البحث عن ملجأ”، وأضاف أنه “لم ترد أي تقارير عن إصابات أو أضرار نتيجة إطلاق الصاروخ تجاه وسط الكيان”، على حد قوله.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن طفلاً يُقتل في قطاع غزة كل ساعة جراء الحرب الصهيونية المستمرة منذ أكثر من عام. وفي تغريدة على منصة “إكس”، قال المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، إن 14,500 طفل فلسطيني قُتلوا في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، مشدداً على أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام بل أرواحاً انتهت قبل أوانها. وأضاف لازاريني أنه لا يمكن تبرير قتل الأطفال أو الأضرار الجسدية والعاطفية التي أصابت من نجا منهم، وأشار إلى أن الصبية والفتيات في غزة يتنقلون بين الأنقاض، وهم محرومون من التعليم. كما حذر من نفاد الوقت بسرعة وخسارة الأطفال لحياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم.
وفي جويلية الماضي، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن قطاع غزة على وشك فقدان جيل كامل من الأطفال بسبب الحرب الصهيونية. وأشارت إلى أن أكثر من 625,000 طفل في غزة ظلوا خارج المدارس، من بينهم 300,000 طالب كانوا ملتحقين بمدارس أونروا قبل الحرب. يُذكر أن أونروا تتعرض لحملة صهيونية شرسة تستهدف حظر نشاطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانبها، أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 45,338 شهيداً و107,764 جريحاً. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال 24 ساعة، ثلاث مجازر أسفرت عن استشهاد 21 مواطناً وإصابة 51 آخرين، مشيرة إلى أن آلاف الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى استشهاد 45,317 فلسطينياً وإصابة 107,713 آخرين جراء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والذي خلّف كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتسبب في نزوح أكثر من 85% من سكان القطاع، أي ما يعادل 1.9 مليون شخص.
وعلى المستوى الميداني، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس الثلاثاء، أنّ مجاهديها أوقعوا مساء يوم الأحد، قوة مشاة صهيونية قوامها 12 جندياً في كمين محكم، شمالي قطاع غزة. وفي العملية، فجّرت السرايا منزل تحصنّت القوّة بداخله في منطقة العزبة غربي بيت حانون، تم تفخيخه مسبقاً بعدد من العبوات المضادة للأفراد، وفور وصول قوات النجدة إلى مكان الكمين، تم تفجير عبوة ثاقب بآلية عسكرية من نوع “ميركافا”.
كما قالت السرايا في بيان آخر، أنّها تخوض اشتباكات ضارية من نقطة الصفر، بالأسلحة المتوسطة والقذائف المضادة للأفراد، مع جنود الاحتلال المتحصنين في أحد المنازل بمنطقة “عبد الدايم” غرب بيت حانون شمال قطاع غزة.
من جهتها، قصفت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، جنود وآليـات الاحتلال المتمركزة في محور “نتساريم” في محيط “قصر العدل” بصواريخ قصيرة المدى من عيار 107. وأعلن المتحدث باسم “جيش” الاحتلال، مساء يوم الإثنين، مقتل ضابط يشغل رتبة نائب قائد سرية، وجنديين من لواء كفير، خلال معركة في شمالي قطاع غزة. وكان الناطق العسكري لكتائب القسام، أبو عبيدة، قد أكّد يوم الإثنين، أنّ “العدو يُخفي خسائره الحقيقية، وحالة جنوده المزرية، في شمالي القطاع، حفاظاً على صورة جيشه”