صحيفة “بوليتكو” حصار جديد يفرضه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
علاوة على الحصار الذي تفرضه قوات ما يسمى ” التحالف ” بقيادة سلطات بني سعود على اليمن براً وبحراً وجواً، تفرض الرياض، أيضاً، حصاراً على الصحفيين الأجانب والمسؤولين العاملين في حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، في كثير من الأحيان، وتمنعهم من الوصول إلى اليمن، لتوثيق جرائم الضربات الجوية، حيث يلجأ بعض الصحفيين الأجانب للتهرب عبر سفن بحرية عن طريق الساحل الإفريقي للوصول إلى اليمن.
يكشف تقرير مطول، يستقي معلومات وتفاصيل خاصة من كواليس الأمم المتحدة ومجلس الأمن، نشرته صحيفة “بوليتكو” الأمريكية, عن حصار آخر تفرضه قوات ” التحالف “، عن طريق منع الصحفيين الأجانب وناشطي حقوق الإنسان من الدخول إلى اليمن، لتوثيق الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف.
يشير التقرير إلى أنه وبمساعدة القوات الأمريكية، استطاعت الرياض فرض الحصار، عن طريق الجو والبحر، وشن هجمات على جارتها الجنوبية.
وبالعودة إلى ما قبل الحرب التي بدأت في مارس/ آذار 2015، يقول التقرير، كان اليمن بالفعل أفقر دولة في العالم العربي. وبحلول سبتمبر، قدرت الأمم المتحدة أن اليمن يتلقي 1 في المئة فقط من واردات الوقود الذي يحتاجه. اليوم، أكثر من 21 مليون شخص في اليمن في حاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، ويعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
يكشف التقرير، الذي كتبه الصحفي سامويل اوكسفورد، وهو مراسل شبكة “فايس نيوز” من داخل أروقة الأمم المتحدة، أن آخر ضحايا الحصار، كان تعثر وصول الصحفيين الأجانب والمسؤولين في حقوق الإنسان العاملين مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية في كثير من الأحيان إلى اليمن.
في مايو 2015، بعد شهرين من التدخل السعودي، وبما أن عدد القتلى من المدنيين في اليمن اقترب من 400، قرر كبار مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن عدم السماح لأي من هذه المجموعات على رحلات الأمم المتحدة داخل وخارج البلاد. في ذلك الوقت، كانت المقاعد على الطرق التجارية التي تديرها شركة الطيران الوطنية اليمنية من الصعب أو المستحيل الحصول عليها؛ بسسب الغارات السعودية المكثفة. وبدلاً من ذلك يتم توجيه تلك الرحلات عن طريق المملكة العربية السعودية، حيث المسؤولين السعوديين يشرفون على كشوف المسافرين.
ويمضي تقرير صحيفة “بوليتكو”، أن الأمم المتحدة حافظت على طائرتها الخاصة بما يكفي لتناسب 27 أو 28 شخصاً. لكن الصحفيين والعاملين في حقوق الإنسان وموظفي المنظمات غير الحكومية محظورون من تلك الرحلات إلى اليمن.
في السياق، كشف مسؤولون بالأمم المتحدة – في اليمن وأوروبا ونيويورك – بالإضافة إلى عدد من عمال الإغاثة – تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم – أن سياسة الرفض تنبع من السعوديين أنفسهم، حيث منعت السلطات السعودية من دخول عدد من الصحفيين، بما في ذلك صحفيون من صحيفة نيويورك تايمز والـ”بي بي سي”، في مايو الماضي.